أسعار النفط تتأرجح قرب أعلى مستوياتها وسط احتمال هجوم عسكري على العراق

وكالة الطاقة الدولية: انتاج أوبك ارتفع بمقدار 20 ألف برميل يوميا خلال أغسطس الماضي

TT

تأرجحت اسعار النفط قريبا من أعلى مستويات لها في عام أمس وسط قلق من احتمال شن حرب على العراق قريبا، وكانت معنويات السوق ضعيفة مع احياء ذكرى هجمات 11 سبتمبر (ايلول). وهبط سعر خام القياس الاوروبي مزيج نفط برنت سبعة سنتات الى 28.51 دولار للبرميل في بورصة البترول الدولية عند الظهر. وتراجع سعر الخام الاميركي الخفيف في بورصة نايمكس سنتين اثنين الى 29.71 دولار للبرميل. وقفز برنت حتى مستوى 29.02 دولار بعد تحذير من البحرية الاميركية من هجمات محتملة لشبكة القاعدة على ناقلات النفط مما زاد المخاوف من ضربة عسكرية اميركية للعراق.

ولكن السوق هدأت امس بعد اذاعة بيانات المخزونات الاميركية مع ان العقود الآجلة للنفط الخام ظلت مرتفعة بفضل مشاعر القلق من احتمال توجيه ضربة عسكرية تقودها واشنطن ضد العراق. من جانبها قالت وكالة الطاقة الدولية أمس ان بلدان اوبك التي تخضع لنظام الحصص زادت انتاجها في اغسطس (آب) 20 الف برميل يوميا ليتخطى انتاجها السقف الرسمي بمقدار 1.68 مليون برميل يوميا. ومنذ يوليو (تموز) استبعدت وكالة الطاقة الدولية من تقديراتها للانتاج خام اورينوكو الفنزويلي المعدل. وقالت ان انتاج هذا الخام الثقيل جدا يقدر انه بلغ 340 الف برميل يوميا في اغسطس. ويبلغ السقف الرسمي لانتاج اوبك 21.7 مليون برميل يوميا.

وحثت وكالة الطاقة الدولية منتجي النفط أمس على الاخذ في الاعتبار تناقص مخزونات النفط الخام في الدول الصناعية عند اخذ قرار بشأن تخفيف قيود الانتاج هذا الشتاء. وقالت وكالة الطاقة ان هذا العام يتسم بتشابه ملحوظ مع عام 1999 عندما تزامن انخفاض حاد في مستويات المخزونات خلال شهور الشتاء مع انتعاش اقتصادي مما دفع اسعار النفط في عام 2000 الى اعلى مستوياتها في عقد كامل. واضافت الوكالة في تقريرها الشهري عن سوق النفط «المنتجون يبحثون زيادة حصص الانتاج او عدم زيادتها. والمسألة المهمة هي ادراك ان مخزونات الخام منخفضة بشكل غير مريح مع اقتراب موسم الشتاء». وسيقرر منتجو اوبك خلال ثمانية ايام ما اذا كانوا سيرفعون حصص الانتاج لأول مرة منذ عامين وسط مطالبة اعضاء في المنظمة بالابقاء على مستويات الانتاج الحالية. ولم تطالب وكالة الطاقة اوبك صراحة بزيادة الانتاج ولكن لمحت بان هناك حاجة لمزيد من الامدادات لتغطية ذروة الطلب في فصل الشتاء.

وعدلت وكالة الطاقة الدولية بالنقصان تقديرها للطلب في الربع الرابع على نفط اوبك وهو مجمل الطلب مطروحا منه سوائل الغاز الطبيعي لاوبك بمقدار 0.3 مليون برميل يوميا الى 26.1 مليون برميل يوميا وقدرت الطلب للربع الاول من العام المقبل بمقدار 25.5 مليون برميل يوميا منخفضا 0.2 مليون برميل يوميا. من جانب آخر قالت وكالة الطاقة الدولية أمس ان انتاج الاتحاد السوفيتي سابقا من النفط الخام قفز ليسجل مستوى قياسيا جديدا عند 9.35 مليون برميل يوميا في اغسطس ولكن صادراته تراجعت.

من جانبها اكدت اندونيسيا أمس انها تريد من اوبك الابقاء على مستوى انتاج النفط دون تغيير والمحافظة على الاسعار في نطاق بين 22 و 28 دولارا للبرميل لتنضم بذلك الى صقور آخرين في اوبك يريدون ابقاء سقف الانتاج دون تغيير عند 21.7 مليون برميل يوميا. وقال وزير المناجم والطاقة بورنومو يوسجيانتورو للصحافيين ان بلاده تحافظ على مخزوناتها المعتادة من المنتجات النفطية التي توازي استهلاك 25 يوما وليس لديها اي خطط لزيادة الامدادات رغم المخاوف من نشوب حرب تؤثر على منطقة الخليج الغنية بالنفط.