مصر: تجار الذهب يرجحون زيادة الطلب في حال ضرب العراق

TT

شهد سوق الذهب المصري ارتفاعا ملحوظا في اسعاره على مدى الايام العشرة الماضية حيث ارتفع سعر الجرام الواحد بمقدار 160 قرشا، ليصل سعره حتى أمس الى 44.8 جنيه مقابل 43.20 منذ عشرة ايام.

وأرجع رئيس الشعبة العامة لتجار المجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية شريف السرجاني هذا الارتفاع الى ارتباط سعر الذهب في السوق المصري بأسعار الذهب في البورصات العالمية، مؤكدا ان سعر الذهب خلال الفترة الماضية شهد ارتفاعا ملحوظا في جميع اسواق العالم، مؤكدا انه في حال ارتفاع اسعاره عالميا يزداد الطلب على الشراء في السوق المصري وبالتالي ترتفع الاسعار لتقارب الاسواق العالمية.

ويترقب سوق الذهب المصري خلال هذه الأيام الآثار المرتبة على احتمالات ضرب العراق حيث اختلفت آراء تجار الذهب حول تأثر سوق الذهب واتجاه المستثمرين الى شراء كميات كبيرة منه لتخزينها لحين عودة الهدوء للمنطقة كنوع من الاستثمار الآمن، حيث يرى شريف السرجاني ان اتجاه المستثمرين لشراء كميات كبيرة من الذهب أمر غير وارد بالمرة، حيث لا يزال هذا النظام غير موجود في السوق المصري لأنه من الصعب تخزين كميات كبيرة من الذهب لأن ذلك يحمل مخاطرة كبيرة مؤكدا انه في حال الرغبة في الاستثمار في شراء كميات كبيرة من الذهب سيضطر المستثمرون الى الشراء من البورصات العالمية في سويسرا من خلال احد البنوك العالمية، مشيرا الى انه لا يوجد حتى الآن البنك الذي يمكن ان تشتري منه الذهب في السوق المصري.

واستبعد حدوث ارتفاع في اسعار الذهب في حال ضرب العراق، مؤكدا ان ذلك سيصاحبه اضطراب في جميع اسواق العالم وبالتالي سيكون الهدف الأساسي للمستثمرين أو الأشخاص العاديين هو عدم المخاطرة بالأموال في شراء الذهب والعمل على تدبير الوسائل المعيشية الضرورية لحين هدوء الأوضاع.

فيما أكد عبد القادر عبد العزيز بائع بأحد محلات الذهب على وجود تحركات لدى تجار الجملة لمواجهة الطلب المتزايد على الذهب خلال الفترة المقبلة خاصة ان الايام الحالية شهدت نموا في الطلب على الذهب من فئات عديدة في السوق المصري.

واضاف ان آثار احتمالات ضرب العراق لم تظهر بعد على السوق ومن الصعب التكهن بما سيحدث وان كان هناك سحب على الذهب بلغت نسبته 35 في المائة عن الايام العادية.

وأشار الى انه رغم هذه الزيادة الا ان الايام المقبلة من المتوقع ان تشهد كسادا وركودا في السوق لأن الطلب على الذهب عادة ما يقل خلال هذه الفترة من كل عام بسبب بدء الموسم الدراسي والاستعداد له وتدبير احتياجات الدروس الخصوصية بالاضافة الى اجازات المصايف التي تستعد لها الاسر المصرية مبكرا.

وحول اتجاه رجال الاعمال الى الاستثمار في شراء كميات كبيرة من الذهب، أكد ان هذا أمر وارد وسيكون اقبالهم على شراء السبائك والعملات الذهبية لسهولة حفظها ولأن اسعارها ثابتة بخلاف المشغولات التي تتعرض لفقدان جزء من اسعارها بسبب ما يسمى «بالمصنعية».

وقال وجدي وليم أحد تجار الذهب ان سوق الذهب تأثر بأحداث سبتمبر الماضي ووضح ذلك في ارتفاع اسعاره بمقدار 105جنيهات حيث كان منذ عام ونصف العام لا يزيد سعر الجرام عن 35 جنيها فيما بلغ سعره حاليا نحو 45 جنيها بالاضافة الى نمو مبيعاته بنسبة تزيد عن 30 في المائة خلال الفترة من اكتوبر الماضي وحتى الآن.

وقال ان تجار الذهب يترقبون هذه الايام الآثار المترتبة عن احتمالات ضرب العراق وما سيصاحب ذلك من ارتفاع أو انخفاض في اسعاره، مؤكدا ان هناك قلقا لدى التجار من شراء كميات كبيرة وتخزينها انتظارا لارتفاع اسعاره مع تزايد هذه الاحتمالات.

وقال مسؤول بمحلات داماس الشهيرة بمنطقة الصاغة انه لا توجد أية ظواهر لاتجاه المستثمرين ورجال الاعمال الى شراء كميات كبيرة من الذهب وتخزينها واستبعد هذا الاتجاه بسبب صعوبة التخلص من الاستثمارات الحالية لرجال الاعمال وتحويلها الى سيولة نقدية في الوقت الحالي لأن السوق يشهد نقصا شديدا في السيولة ومن الصعب تسييل هذه الاستثمارات وتحويلها الى عملات وسبائك ذهبية.

وأوضح ان ظروف السوق والحالة الاقتصادية لا تشجعان على ضخ استثمارات جديدة في تجارة الذهب، مؤكدا على أن سوق الذهب المصري من المتوقع ان يشهد ركودا شديدا خلال الفترة المقبلة بسبب المدارس.