مدير عام «السودانية»: ملتزمون بسياسة التخصيص ونعمل على رفع قيمة الشركة

اسماعيل زمراوي: وضعنا خطة إصلاحية لمعالجة المشاكل وانتظام الرحلات الجوية

TT

في اعقاب رفض الحكومة للعروض المقدمة في اطار تخصيص الخطوط الجوية السودانية لان تقيمها المالي جاء اقل بكثير من اصول الشركة التي قيمت في مطلع التسعينات بـ150 مليون دولار، وقرارها بتشكيل لجنة وزارية برئاسة وزير المالية والاقتصاد وعضوية وزيري الطيران والعدل لتسيير الناقل الجوي «سودان إير» التي اسست عام 1947 وتعيين مدير عام جديد لسودان إير احمد اسماعيل زمراوي لتوظيف كفاءته وخبرته الطويلة في صناعة الطيران الجوي والمدني.

وباشر المدير العام الجديد زمراوي مهامه بالفعل وحاورته «الشرق الاوسط» حول مشاكل «سودان إير» وادائها ووضعها المالي واعادة خصخصتها مرة اخرى وبأي شروط وكيفية التغلب على المشاكل المالية والادارية ومعالجة مسألة العمالة الزائدة.

* ما هي الاولويات بالنسبة لمواجهة مشاكل الخطوط الجوية السودانية؟

ـ وضعنا خطة اصلاحية عاجلة، استهدفت اعادة النظر في الهيكل الحالي للشركة وضبطه بصورة تتناسب مع متطلبات المرحلة القادمة، وفي نفس الوقت معالجة مشاكل الاسطول الجوي العامل وتأهيله بشكل يسمح بتشغيله والاستفادة القصوى لطاقته.

وهذه المعالجة مرتبطة بالطائرات المملوكة بالفعل للشركة والطائرات العاملة بنظام الشراء الايجاري مع وضع خطة لصيانة الطائرات وتأهيلها، وتتولى «سودان إير» في المرحلة الجديدة بنفسها عمليات الصيانة لها عبر قسم الصيانة والتأهيل واستثمار طاقات العنصر البشري والاستفادة منها وازالة العطالة المقنعة.

وفي اطار الارتقاء بالاداء والخدمات وانتظام الرحلات تم استئجار طائرتين طراز 737 بوينغ من الخطوط الجوية التونسية على ان يقوم الكادر السوداني بالاشراف على صيانتها وقيادتها.

* هل تم الانتظام في جدول رحلات طائرات «سودان إير» داخليا واقليميا؟

ـ استئجار طائرتي بوينغ 737 اسهم بالفعل في انتظام الرحلات الجوية الى جانب تقليل تكلفة الايجار وبلغت تكلفة التخفيض باكثر من 40% من تكلفة ايجار الطائرات المماثلة. وتعمل الآن على صيانة وتأهيل طائرتي (اير باص) الى جانب الحصول على طائرات «اير باص» اضافةس تساهم في انتظام جدول رحلاتها والالتزام بالمواعيد وانتظام السفريات العالمية والاقليمية.

* هل يعني هذا انه تمت معالجة الشكوى المزمنة بعدم انتظام مواعيد طائرات «السودانية»؟

ـ استطيع القول ان العمل يجري بجدية تامة لمعالجة عوامل الشكوى بحيث يرتفع معدل انتظام مواعيد الرحلات ذهابا وايابا وتتراجع الشكوى تماما، ونعتقد انه بنهاية اكمال خطة الاصلاح في نهاية العام الحالي ستبلغ «سودان إير» درجة عالية في النظام والانضباط في المواعيد، ولاننا نعرف ان الوصول الى هذه النتيجة هو المعيار للنجاح في الطيران المدني.

* هل تعاني الشركة من آثار العقوبات الدولية التي فرضها مجلس الامن من حقبة التسعينات ام من احداث 11 سبتمبر ام من عوامل داخلية؟

ـ بشكل عام تعتبر صناعة الطيران اكثر الصناعات تكلفة وطبيعتها تجعلها متداخلة مع الصناعات الاخرى، المصانع المنتجة للطائرات والمطارات وشركات الطيران وشركات التأمين حيث يعتبر التأمين الجوي هو بدوره الاعلى تكلفة نتيجة المخاطر المتنوعة والتي اخذت تهدد اجراءات السلامة المتعارف عليها بالنسبة للنقل الجوي خاصة ما يتصل بسلامة الركاب والمسافرين، ولا شك ان احداث 11 سبتمبر احدثت خسائر فادحة بصناعة الطيران مما عرض شركات عالمية للانهيار والافلاس والاغلاق ولم يقتصر الامر على صناعة الطائرات او شركات الطيران وانما اتسع الامر ليشمل حركة النقل الجوي والسياحة.

بالنسبة للخطوط الجوية السودانية فانها عانت من قرارات مجلس الامن بحظرها جويا مما افقدها خطوطها ومحطاتها وسحب الطائرات الكبيرة التي تعاقدت عليها بالنظام الايجاري.

ولكن عندما استأنفت عملها وسط تلك الصعوبات تمكنت من تجاوزها واسترداد معظم مساراتها الجوية ومحطاتها الرئيسية. اما بالنسبة لتأثير احداث 11 سبتمبر يمكن القول ان اصابتها بالاضرار او الخسائر هي اقل بكثير من شركات الطيران النظيرة.

* اين تكمن مشاكل «الخطوط السودانية» الآن؟

ـ تكمن مشاكل «السودانية» في الجوانب الداخلية اي المتعلقة بالمال والادارة، فمن جهة ارتفعت تكلفة الطائرات والغيارات وكافة احتياجاتها الاخرى بينما تدنى العائد، او الايرادات نتيجة عنصر المنافسة الحادة بين الشركات الى جانب تراجع الاقبال على السفر الجوي بوجه عام.

* هل تعاني «السودانية» من العمالة الزائدة او البطالة المقنعة وما هي المعالجة؟

ـ الخطة الاصلاحية الجديدة هدفت لاعادة توزيع العاملين في الشركة بصورة تزيد الانتاجية وتزيل العطالة المقنعة والحديث عن مراجعة وضع العاملين وادائهم لا يعني التفكير في الاستغناء او التشريد وانما التوظيف بشكل فعال ومنتج وذلك باعادة هيكلة الشركة، وقد بدأنا بالفعل وعلى اساس (المراكز الربحية) بحيث تكون كل وحدة في «سودان إير» لها انتاج وعائد وهذا يتطلب ان يبذل العاملون جهدهم باعتباره التحدي الرئيسي للنهوض بـ«السودانية» وعلى اساس تجاري يضع معايير الربح والخسارة.

* تتهم الشركة بارتفاع المصاريف الادارية مما ادى الى تضخيم الخسائر؟

ـ بدأنا وبشكل صارم العمل على تخفيض المصروفات وقد تمكنا في اسابيع قليلة من تقليل نسبة الصرف 25% وذلك عن طريق الترشيد، ومراجعة المصروفات التشغيلية واجراءات الصيانة ونأمل ان نحقق في المستقبل القريب هدف تقليل المصروفات غير الايرادية الى 25% وترشيد الصرف في المصروفات الايرادية.

* هل يعني وجود لجنة وزارية للتمييز وادارة جديدة للخطوط السودانية صرف النظر عن تخصيصها باعتبارها الناقل الوطني؟

ـ الشركة تعمل في اطار سياسة الدولة وتوجهاتها الاقتصادية، والخطة الاصلاحية هدفها تحقيق وضع اقتصادي واداري وفني واداء جيد حيث يؤدي ذلك الوضع لدى طرح خصخصة «سودان إير» بان يكون وزنها وقيمتها واصولها افضل واعلى من اي فترة سابقة لاننا على قناعة بان «سودان إير» اذا وجدت المساهمة من القطاع الخاص في الداخل او الخارج الى جانب الشريك الاستراتيجي القوي فان ذلك يعني زيادة رأسمال الشركة، ودعم الاسطول الجوي والقدرة على المنافسة اقليميا وعالميا، كما ان مثل هذا التوسع في اطار التخصيص يتيح الفرص لاستقطاب العمالة السودانية بزيادة فرص العمل والاستفادة.

* هل الشركة قادرة على تغطية التزامتها تجاه ادارة المرفق والتزامات العاملين وهل تتلقى دعما ماليا من الحكومة؟

ـ الشركة تتولى ادارة شؤونها بالكامل وتغطي نفقاتها واحتياجاتها ومرتباتها ولا تتقاضى من الحكومة دعما ماليا.

* اذا ما هو المقصود من وجود لجنة وزارية برئاسة وزير المالية والاقتصاد؟

ـ لقد وضعنا خطة اصلاحية لمعالجة مشاكل «سودان إير» وتحقيق التقدم المنشود لها، وطلبنا من الحكومة ان تكون الضامنة لنا فيما يتعلق بتوفير التسهيلات المصرفية، ووزير المالية والاقتصاد وافق على هذا الطلب لاننا قدمنا خطة واضحة ذات اهداف محددة وبرنامج زمني محدد، ذلك من جانب، اما الجانب الآخر فان «سودان إير» قادرة على الابقاء بالتزاماتها تجاه اي تسهيلات تحصل عليها لصالح الخطة التي تعتقد انها ستتدفع «سودان إير» خطوات كبيرة وهامة للامام.