تزايد الطلب على الريال السعودي في سوق الصرف المصرية يثير توقعات بصعوده مجددا أمام الجنيه

مصرفيون يطالبون البنك المركزي باستيراد الريال والفجوة بين المعروض منه والطلب تصل إلى 30%

TT

تزايد الطلب على الريال السعودي في سوق صرف العملات المصرية خلال الايام القليلة الماضية. وحذر مصرفيون من تكرار الازمات الموسمية للريال خاصة في ضوء رفض البنوك صرف اكثر من الف ريال لكل معتمر بشرط الاطلاع على التأشيرة وتذكرة السفر والتوقعات بتزايد معدلات الطلب خلال الاسابيع المقبلة مع اشتداد موسم العمرة وفتح باب الحج للموسم الحالي وسعي شركات السياحة لتدبير احتياجاتها اللازمة لتغطية نفقات رحلات العمرة والحج التي تنظمها، الامر الذي قد يؤدي الى صعود قيمة الريال السعودي امام الجنيه المصري مجددا ليتجاوز 125 قرشا في البنوك وشركات الصرافة فضلا عن انتعاش تداوله في سوق الصرف غير الرسمية ليصل الى 140 قرشا.

واكد اصحاب شركات صرافة ومصرفيون ان الطلب على الريال يفوق المعروض منه باكثر من 30 في المائة، الا انه ما زال اقل من حجم الطلب مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، واشاروا الى انخفاض معدلات تداول الريال بشركات الصرافة الى نحو 450 الف ريال بحوالي ملياري ريال قبل ثلاث سنوات وكذلك استبعدوا وجود مضاربات على الريال السعودي لا سيما بعد خروج كبار المضاربين من السوق واختفاء الطلبات الوهمية بسبب الرقابة المشددة على سوق الصرف ووصفوا ارتفاعه خلال هذه الفترة سنويا بأنها مسألة طبيعية وموسمية ومؤقتة.

ونفى نائب محافظ البنك المركزي المصري السابق محمد البربري وجود مضاربة على الريال السعودي، موضحا ان ارتفاع اسعار الريـال تحدث بشكل موسمي مع بداية العمرة والحج حيث يزداد الطلب عليه لتلبية احتياجات المعتمرين والحجاج الذين تزداد اعدادهم سنويا، مؤكدا ان أزمة الموسم الماضي وصعوبة الحصول على الريال دفعتا الافراد وشركات السياحة الى تأمين احتياجاتهم من هذه العملة مبكرا، الامر الذي ادى لزيادة الطلب عليها في هذا التوقيت، كما اكد ان تزامن ارتفاع الريال مع ارتفاع مماثل للدولار لا يعني وجود علاقة بينهما، مشيرا الى ان الريال ليس من العملات الرئيسية المكونة لسلة النقد الاجنبي في مصر وان الطلب عليه لا يمثل ضغطا على موارد الدولة من النقد الاجنبي وارتفاعه لا يؤثر على هذه الموارد واتهم البربري بعض شركات الصرافة بممارسة اعمال ضارة للضغط على السوق وزيادة سعر الريال والتأثير على البنك المركزي من اجل الاستجابة لطلبها والسماح لشركات الصرافة باستبدال الدولار بفائض العملات العربية والاوروبية لديها بدعوى الحد من الارتفاع المستمر في اسعار العملات العربية وفي مقدمتها الريال السعودي. ورفض عضو شعبة شركات الصرافة شوقي غنيمي اتهام شركات الصرافة وتحميلها مسؤولية زيادة قيمة اي عملة امام الجنيه، موضحا ان الريال السعودي شأنه شأن العملات الاخرى مرتبط بالدولار وكان من الطبيعي ان يزداد بعد ان تجددت زيادة الدولار امام الجنيه. واشار الى ان الاقبال على الريال في مثل هذا التوقيت سنويا امر معتاد وليس بجديد غير ان انحسار المعروض من الريال ادى الى ارتفاع سعره بالرغم من ان الطلب لا يزال اقل مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

وحذر نائب رئيس مجلس ادارة بنك الاسكندرية السابق حسن أبو حلاوة من استمرار ارتفاع سعر الريال السعودي سنويا في موسم العمرة بمعدل 20 قرشا وطالب بوضع حلول عاجلة وحاسمة لمقابلة الطلب المتزايد موسميا على الريال وتوفيره في البنوك بكميات معقولة قبل بداية الموسم بفترة كافية، كما انتقد صعود الريال امام الجنيه خلال العامين الماضيين بنحو 35 قرشا وأرجع ذلك الى عدة اسباب منها زيادة اعداد المعتمرين والانفاق الزائد عن الحد اثناء أداء العمرة أو مناسك الحج، الامر الذي يستنزف كل المعروض من الريال ويضغط على عملات اخرى في مقدمتها الدولار.