الحريري يؤكد أهمية تطوير بنية شركات التأمين العربية وزيادة رساميلها

المنتدى العربي الثاني للتأمين يختتم أعماله في بيروت بعد إثارة قضايا أساسية تتعلق بواقع قطاع التأمين ومستقبله

TT

دعا رئيس مجلس الوزراء اللبناني رفيق الحريري الى وضع اتفاقية بين البلدان العربية حول قضية التأمين واعادة التأمين بما يحقق تعاوناً افضل بين الاسواق العربية، ويشجع لاجراء عملية التأمين داخل العالم العربي. ولاحظ ان المعول عليه في موضوع التعاون العربي ليس الدعوات بل مساعدة الشركات لتكون شركات قوية قادرة على تقديم خدمات تنافسية. جاء ذلك خلال استقبال الرئيس الحريري لرؤساء الوفود وممثلي الاسواق المشاركين في المنتدى العربي الثاني للتأمين الذي تنظمه «مجموعة الاقتصاد والاعمال» في بيروت بالاشتراك مع وزارة الاقتصاد والتجارة في لبنان. واكد الحريري على اهمية توفير الخدمات والمنتجات التأمينية الشاملة عبر الشركات العربية، او بالمواصفات الدولية التي تراعي النوعية والشروط الفضلى بالمصداقية العالية. كما اكد على اهمية تطوير بنية الشركات واحجامها عبر زيادة الرساميل وخلق كيانات ذات قدرات كافية وقادرة على مواجهة الاحتياجات الآنية والمستقبلية في قطاع التأمين واعادة التأمين، بما يحقق لهذه الشركات التمتع بمزايا تنافسية عالية ويحد من خروج الاموال الموظفة في عمليات اعادة التأمين. وجرى خلال اللقاء بحث في عدد من القضايا المتعلقة بقطاع التأمين حيث ابدى الرئيس الحريري استغرابه لحجم الاقساط في العالم العربي الذي لا يتعدى 7 مليارات دولار. وكذلك استغرابه لضآلة القدرة الاحتفاظية العربية. واثار رؤساء الوفود وممثلو اسواق التأمين عدداً من القضايا مثل ضرورة السعي الى حمل شركات التأمين على زيادة رساميلها. وضرورة تعزيز قدرات شركات الاعادة العربية التي تصطدم بعامل التصنيف مما يعيق من قدرتها على زيادة محافظها على الرغم من انها تقدم لشركات التأمين اسعاراً وشروطاً مناسبة. والسعي الى اقناع اصحاب الرساميل بالاستثمار في قطاع التأمين على اساس انه قطاع واعد ويوفر فرص نمو كبيرة على المدى البعيد انطلاقاً من ضآلة الكثافة التأمينية القائمة حالياً. وشدد الرئيس الحريري في نهاية اللقاء على ان اتخاذ الاجراءات الالزامية لم يعد امراً سهلاً في ظل انضمام معظم البلدان العربية الى منظمة التجارة العالمية، داعياً الى اللجوء الى الوسائل التشريعية والمالية لتعزيز قطاع التأمين العربي. وكان المنتدى العربي الثاني للتأمين قد تابع اعماله صباح امس وعقد 3 جلسات عمل متتالية. الاولى برئاسة النائب انور الخليل حول «برامج التأمين على الحياة والادخار» شارك فيها سامي سعادة نائب الرئيس الاقليمي مدير شركة «اليكو لبنان»، ووليم سالم عضو اللجنة التنفيذية رئيس قسم التسويق في شركة الضمان اللبنانية «سنا». وقد تناول سعادة موضوع اقتصادات التأمين على الحياة في القرن الواحد والعشرين، مشيراً الى «تدني مساهمة قطاع التأمين على الحياة في الناتج المحلي الاجمالي في الدول العربية حيث لا تتجاوز هذه المساهمة نسبة .15 0 في المائة فضلاً عن ان انفاق المواطن العربي على التأمين على الحياة لا يزال بمعدل .5 3 دولار في العام الواحد الامر الذي يعني ان هناك فرصة للشركات لتوسيع اعمال وزيادة حصتها من السوق العربية». اما وليم سالم فقد تطرق الى دور الشركات الخاصة في تأمين التقاعد الذي يتحقق من خلال اعتماد احدث التقنيات وتطوير الجهاز البشري والاداري والتسويقي وتوسيع قنوات التوزيع واعتماد الشفافية، فضلاً عن ارضاء العملاء بصورة مستمرة. وقال: «ان القطاع العام يكمن دوره في مساعدة القطاع الخاص في هذا المجال عبر التوعية لضرورة تأمين التقاعد والتحفيز الضريبي وسن تشريعات عصرية». وشكل التأمين عبر المصارف محوراً للجلسة السادسة التي انعقدت برئاسة رئيس مجلس الادارة والمدير العام في مجموعة البحر المتوسط للاستثمار د. مصطفى رازايان وشارك فيها المدير العام في مجموعة الصيرفة الاستهلاكية في بنك برقان اياد السري ورئيس مجلس شركة سوجيكاب نيقولا صحناوي. وتركزت المداخلات حول منتج التأمين كأداة مالية والذي لا يزال حديث العهد في العالم العربي ويحتاج الى التشريعات التي ترعى هذه الخدمة. وقد عرض اياد السري تجربة الكويت في هذا المجال «حيث شهد عام 1995 بداية التأمين عبر المصارف وسرعان ما اصبح التأمين على الحياة والعجز الكلي شرطاً اساسياً من سياسات الاقراض للبنوك الكويتية. وحالياً تبلغ حصة البنوك من اقساط القطاع الخاص نحو 8 في المائة اي بحدود 16 مليون دولار سنوياً». بدوره عرض نيقولا صحناوي تجربة المصارف اللبنانية في حقل التأمين، مشيراً الى «منافع التأمين عبر المصارف للاقتصاد الوطني التي تتمثل في زيادة حجم الموارد الطويلة الامد والمحافظة على الشركات الوطنية في ايدي مساهمين وطنيين فضلاً عن منافع التأمين عبر المصارف للمصارف ذاتها ولشركات التأمين التقليدية». واحتل قطاع اعادة التأمين العربي حيزاً هاماً من اعمال المنتدى عبر الجلسة السابعة التي رأسها رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب في مؤسسة التكافل الدولية احمد الجناحي وتحدث فيها كل من الرئيس التنفيذي في المجموعة العربية للتأمين (اريج)، اودو كروغر ومديرة العلاقات العامة في ناسكو كروغلون انترناشيونال كارين بيطار ونائب العضو المنتدب في افريقيا ري هايل مايكل كومسا. وقد تركزت المداخلات على التحديات والفرص امام شركات الاعادة العربية والدور الوثيق في اعادة التأمين في العالم العربي فضلاً عن الاستثمار في قطاع اعادة اقليمي. واجمع المتحدثون على ضرورة تطوير قطاع الاعادة العربي الذي لا يزال يفتقر الى النمو، خصوصاً ان النسبة الاكبر من الاقساط العربية يعاد تأمينها خارجاً.