روما ـ رويترز: حث سيلفيو برلسكوني رئيس وزراء ايطاليا عمال شركة فيات للسيارات الذين سيتم الاستغناء عنهم بشكل مؤقت ان يحاولوا الحصول على عمل «غير رسمي» مما اثار انتقادات من النقابات العمالية التي قالت انه ما كان يتعين على رئيس الوزراء حث الناس على العمل في السوق السوداء. واخفقت المحادثات التي جرت في اخر دقيقة مع الحكومة وشركة فيات المثقلة بالديون في الحد من تخفيضات الوظائف يوم الخميس مما فتح الطريق امام خفض اكبر شركة قطاع خاص تشغل عمالا لخفض التكاليف من خلال تسريح الاف العمال. وارسلت فيات بالفعل خطابات لنحو 5600 موظف سيتم الاستغناء عنهم اليوم. وقال برلسكوني لمحطة تلفزيون «ريتي 4» ان «اكثرهم حماسا يمكنه بالتأكيد العثور على وظيفة ثانية ربما غير رسمية يمكنه من خلالها كسب دخل اضافي لعائلته».
واثارت تصريحاته على الفور رد فعل غاضبا من جانب مسؤولي نقابات العمال الذين قالوا انه من غير الملائم ان يحث رئيس الوزراء الناس على العمل في السوق السوداء. وقال سافينو بيزوتا زعيم مجموعة سيسل النقابية «يجب على رئيس الوزراء ان يعرف ان العمل في السوق السوداء غير قانوني ولذلك فيتعين عليه ان يتجنب مثل هذا النوع من التصريحات».
وقال جابرييل جالاتري الرئيس التنفيذي لمجموعة فيات أمس الأول ان المجموعة المنتجة للسيارات لا تجري محادثات بشأن بيع شركة التأمين تورو نافيا تكهنات سائدة في السوق. وقال جالاتري «لا تجري محادثات بشأن بيع تورو. الامر مختلف. يجب ان نمنح المجموعة توازنا ماليا ناجحا الى جانب اعادة هيكلة وتنمية قطاع السيارات». وتابع «لدينا الوسائل اللازمة لاحياء المجموعة. واذا كان ينبغي ان يشمل هذا بيع بعض الاصول فلن نتردد ولكن ليس بأي ثمن. بالطبع لا نريد ان نبيع باقل من القيمة السوقية».
ونشرت تصريحات جالاتري فيما نظم عمال فيات مظاهرات في جميع انحاء البلاد احتجاجا على خفض وشيك للوظائف. ويوم الخميس فشلت محادثات الفرصة الاخيرة بين الحكومة وفيات في الحد من الاستغناءات المقررة لتفتح الطريق امام الغاء المجموعة 5600 ألف وظيفة بدءا من اليوم. وقال محللون ونقابات عمالية ان الغاء الوظائف لا يكفي وحده لحل مشاكل فيات.
وعن علاقة فيات مع شريكتها الاميركية «جنرال موتورز كورب» التي تمتلك حصة 20 في المائة في فيات اوتو قال جالاتري انها تسير بشكل طيب. وتمتلك فيات خيار بيع فيات اوتو لجنرال موتورز بداية من عام .2004 وقال جالاتري «بالنسبة لعلاقتنا مع جنرال موتورز.. يمكن النظر اليها من مستويين، الاول يتعلق بالتعاون الصناعي وهو يسير بشكل طيب يرضي الطرفين. والاخر خاص بحصة الاسهم وليس هناك جديد بشأنها».