الأسواق تعيش حالة ترقب بانتظار نتائج آخر اجتماع لمجلس الفائدة الأميركي للعام الحالي

TT

ما زالت الاسواق تعيش حالة من عدم الاستقرار من مستقبل تأثيرات خفض معدل الفائدة بمقدار نصف نقطة والذي اجراه الاحتياطي الفدرالي الاسبوع الماضي على حركة الاقتصاد الاميركي خاصة، والعالمي بشكل عام. وأمس بدأ صناع القرار بمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الاميركي) آخر اجتماعاتهم لعام 2002 وسط توقع عام بابقائهم على اسعار الفائدة على ما هي عليه بعد خفضها الجرئ الشهر الماضي نصف نقطة مئوية.

وقال محللون ان اعضاء لجنة السوق المفتوحة بالمجلس سيفضلون متابعة اداء الاقتصاد خلال موسم التسوق الحيوي الممتد من عيد الشكر الي عيد الميلاد ورأس السنة من اجل قياس معدلات انفاق المستهلكين وارجاء اي تحرك جديد الى العام الجديد.

وبدأت اللجنة اجتماعها في الساعة 14.00 بتوقيت غرينتش . واخذت اسواق المال في حسبانها بالفعل ان اللجنة لن تقدم على اي تحرك. لكن الاسهم فتحت امس على ارتفاع متوسط بعد هبوطها الحاد اول من امس، حيث ارتفعت الاسهم الاميركية عند الفتح امس مع اقبال المستثمرين على الشراء اغتناما لفرصة تدني الاسعار بعد سلسلة خسائر الاسبوع الماضي.

وصعد مؤشر داو جونز الصناعي 48 نقطة بنسبة 0.6 في المائة الى 8521 نقطة في حين صعد مؤشر «ستاندرد اند بورز 500» الاوسع نطاقا 4.85 نقطة بنسبة 0.54 في المائة الى 896.85 نقطة.

وصعد مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه اسهم التكنولوجيا تسع نقاط بنسبة 0.7 في المائة الى 1376 نقطة.

وفي بورصة لندن انخفضت اسهم الرقائق الالكترونية في تداولات ما بعد الظهيرة بعد ظهور تقرير من معهد «زد إيه دبليو» الالماني بالاضافة الى نتائج سلبية من نوكيا تتعلق بانخفاض توقعاتها لأداء الربع الرابع.

من جهة اخرى كانت اسهم البنوك هي المستفيدة، في حين كانت اسهم التكنولوجيا هي الخاسر الاكبر من تداولات امس نتيجة لمراجعة المستثمرين لحساباتهم وارباحهم.

وقال جيسون جيمس خبير السياسات الاستراتيجية في قسم الاسهم لبنك «اتش اس بي سي». «ليس من المستغرب ان نرى تراجع اسهم التكنولوجيا مثل نوكيا بعد سلسلة المكاسب التي جناها هذا القطاع في السابق». واضاف «ان قطاع التكنولوجيا يجني او يخسر مكاسب ضعف ما يجنيه او يخسره السوق».

وبحلول الساعة 14.35 بتوقيت غرينيتش ارتفع مؤشر فوتسي الذي يضم الاسهم الممتازة بمقدار 0.9 في المائة . وهو ما يمثل 12 في المائة اعلى من معدله لشهر اكتوبر (تشرين الاول) قبل خمسة اعوام ونصف العام، غير ان هذا لم يغير من وجهة نظر المستثمرين الذين ما زالوا يرون ان التحسن في اداء الاقتصاد العالمي ما زال هشا بالرغم من تلك المؤشرات الموسمية لتحسنه، في حين اظهر معهد «زد إيه دبليو» الالماني تراجع حالة الاقتصاد خلال شهر ديسمبر (كانون الاول) الحالي بأكثر من المتوقع وذلك طيلة الاشهر الستة المنصرمة. ويأتي التقرير سابقا لتقرير ايفو المتوقع ظهوره في 18 ديسمبر الجاري والذي يوضح حالة الاقتصاد ومستوى اداء الاعمال في المانيا والاتحاد الاوروبي.

....وفي اسعار العملات الرئيسية راوح الدولار قرب ادنى مستوياته امس مقابل اليورو والين متأثرا بحالة عدم الاستقرار للاقتصاد وبالنتائج المتدنية لتقرير الاقتصاد الالماني «زد إيه أف»، وجرى تداول اليورو بعد الظهر امام الدولار 1.0110 دولار لليورو، وسجل الدولار امام الين 123.26 ين، مقتربا من معدله اثناء مغادرة وزير الخزانة بول اونيل لمركزه. في حين لم تتضح بعد اية تصريحات لوزير الخزانة الجديد جون سنو، مما يدعم موقف الدولار او حالة الاقتصاد.

وقال مراقبون انه ليس من السهل اجراء صفقات مباشرة ضمن حالة السوق غير المستقرة، اذ تزخر السوق بالسيولة مرة، وتنضب مرة اخرى. وتطلع المستثمرون الى ان مؤشر «فوتسي 100» قد يتمكن من كسر سبعة ايام من الخسائر، مشفوعا بنشاط البنوك وتحسن اداء اسهمها بالرغم من تواصل تأثيرات تصريحات وكالة «ستاندرد اند بورز» باحتمال خفض تصنيف «كيبل اند وايرلس» التي اسفر سهمها عن انخفاض بنسبة 16.8 في المائة ليصل الى 39.75 سنت.