مخاوف تونسية من الوصول إلى مرحلة استيراد النفط ومشتقاته

TT

يسود التخوف في بعض الاوساط الاقتصادية التونسية وبالتحديد في ما يتعلق بقطاع البترول من ان تتحول تونس من الاكتفاء الذاتي الى الاستيراد.

ويعود هذا التخوف حسب مصادر مختصة في قطاع البترول الى عدة اسباب يأتي في مقدمتها عدم اكتشاف آبار نفطية جديدة تعوض النقص الذي يشهده احتياطي حقول انتاج البترول الرئيسية في تونس وهما حقل «البرمة» وحقل «عشتروت» في الجنوب التونسي بالاضافة الى التزايد السريع لاستهلاك السيارات لانتاج البترول والذي سوف يحتكر في الاعوام القادمة كامل الانتاج التونسي من البترول والمقدر بحوالي 4 ملايين طن حسب احصاءات عام 1999.

وطبقا لنفس المصادر فان الفائض المتوقع في انتاج البترول للعام الحالي لن يتجاوز 260 ألف طن مقابل 900 ألف طن كانت مقدرة لهذا العام ويعود الانخفاض الى التراجع في احتياطي النفط في حقل البرمة وعدم تطوير حقل «صدر بعل» الواقع في عرض البحر بالقرب من مدينة صفاقس.

وحسب الاحصائيات فان عدد الحقول المنتجة للنفط في تونس يبلغ 27 حقلا ومن المنتظر ان يزداد هذا العدد نظرا لارتفاع رخص التنقيب عن النفط التي تمنحها الحكومة التونسية الى الشركات الاجنبية والتي ستصل الى 44 رخصة بحلول نهاية العام الحالي مما سيؤدي الى ارتفاع عدد الحقول التي يجري التنقيب فيها حاليا من 5 الى 12 بئرا باستثمارات اجمالية تتجاوز 100 مليون دولار.

ومن المتوقع ان تشهد الاشهر القادمة دخول عدد من الحقول التي تم اكتشافها حديثا مرحلة الانتاج سواء في مجال البترول والغاز الطبيعي ومنها حقل «صابرية» في الجنوب التونسي وحقل «وادزار» وحقل «ايزيس» فيما سيدخل حقل الغاز «الشرقي» طور الانتاج في غضون العام القادم.

وتتوقع الاوساط الاقتصادية في تونس ان تتعزز طاقة انتاج الغاز الطبيعي خلال العام القادم في تونس حيث سيبدأ فعليا الانتاج في حقل «صدر بعل» الذي تقوم شركة «بريتش غاز» البريطانية بتطويره باستثمارات بلغت اكثر من 500 مليون دولار.

وكان وزير الصناعة التونسي المنصف بن عبد الله قد اعلن في تصريحات صحافية انه لولا التدخلات التي تقوم بها الحكومة التونسية لوصلت اسعار محروقات السيارات والغاز الى ضعف اسعارها الحالية.. وقال ان اسعار المحروقات في اوروبا هي ضعف ما هو عليه في تونس وان الحكومة تتدخل لتحقيق التوازن حفاظا على القدرة الشرائية للمواطن بالنسبة للمحروقات والغاز المنزلي.

وكشف وزير الصناعة التونسي النقاب عن التوصل الى اكتشاف حقلين جديدين للبترول اولهما بالقرب من مدينة قرميالية التي تبعد عن العاصمة التونسية حوالي 40 كيلومترا والثاني بالجنوب التونسي بالقرب من حقل البرمة مما سيؤدي الى دعم الانتاج التونسي من البترول والذي شهد انخفاضا هذا العام ووصل الى 9.2 في المائة.