برنت يرتفع لأعلى مستوياته منذ 15 شهرا بسبب استمرار الاضرابات فنزويلا

TT

قفز سعر مزيج برنت خام القياس الاوروبي الى اعلى مستوى له منذ 15 شهرا في التعاملات المبكرة أمس بسبب استمرار الاضراب الذي عرقل صادرات فنزويلا من النفط.

وارتفع سعر برنت 74 سنتا في عقود فبراير (شباط) ليصل الى 30.35 دولار للبرميل وهو أعلى سعر منذ 11 سبتمبر (ايلول) عام .2001 وتراجع الخام الاميركي الخفيف في عقود فبراير على نظام اكسيس للتعاملات الالكترونية سنتا واحدا الى 32.48 دولار بعد ان بلغ ذروته عند 32.73 دولار وهو اعلى مستوى له منذ ديسمبر (كانون الاول) عام 2000، ولم يجر تداول على السولار وسجل سعر الطلب 262 دولارا للطن وسعر العرض 267.50 دولار للطن.

وفي فنزويلا ادى الاضراب المستمر منذ الثاني من ديسمبر، الى تقليص مبيعات النفط الى نحو 200 الف برميل يوميا من 2.7 مليون برميل يوميا في نوفمبر (تشرين الثاني)، لكن اثر اضراب فنزويلا لم يظهر بعد على مخزونات الولايات المتحدة المستورد الرئيسي حيث ارتفعت مخزونات الوقود الاسبوع الماضي وفق احدث بيانات صدرت في عطلة الاعياد. وافادت ادارة معلومات الطاقة ان مخزونات الخام ارتفعت في الاسبوع المنتهي في ديسمبر بمقدار 700 الف برميل بالمقارنة مع ارتفاع بمقدار 2.7 مليون برميل اعلنه معهد البترول الاميركي.

من جانب اخر قالت ادارة معلومات الطاقة ان مخزونات نواتج التقطير ارتفعت بمقدار 200 الف برميل لكن مخزونات زيت التدفئة انخفضت بمقدار 600 الف برميل خلال الاسبوع. ويرجع ارتفاع اسعار العقود الاجلة كذلك للمخاوف من شن حرب على العراق وتعهدت «اوبك» بالتدخل لتعويض اي نقص في الامدادات بسبب اضراب فنزويلا لكن المتعاملين يخشون انه اذا تزامن الاضراب مع حرب على العراق فان طاقة «اوبك» الفائضة ستصل الى مداها. وقال لورانس ايجل من «جي.ان.اي» ان حقيقة ان المخزونات الاميركية لم تعكس بعد اثر اضراب فنزويلا تبعث على الاطمئنان. لكنه اشار الى ان الامر قد يتطلب ما بين اسبوعين وثلاثة اسابيع قبل عودة الامدادات الى طبيعتها بعد انتهاء الاضرابات، وهو ما يعني احتمال التزامن مع عمل عسكري محتمل ضد العراق.

وفي كاراكاس ذكرت وكالة «رويترز» ان حكومة فنزويلا جاهدت لتلبية احتياجات الطلب المحلي على الوقود أول من أمس في حين ظلت الشحنات الخارجية من خامس أكبر دولة مصدرة للنفط، معطلة بسبب اضرابات مناهضة للرئيس هوجو شافيز.

وأدت الاضرابات المستمرة منذ 25 يوما الى خفض مبيعات النفط الفنزويلية الى نحو 200 الف برميل يوميا بالمقارنة مع 2.7 مليون برميل يوميا في نوفمبر الماضي. وانضم العديد من المديرين والمسؤولين التنفيذيين في شركة بتروليوس دي فنزويلا الحكومية فضلا عن عمال المصافي وربابنة الناقلات وعمال الشحن، للاضراب مما اضطر فنزويلا اكبر مصدر للنفط في اميركا اللاتينية والتي تصدر ما يزيد على 13 في المائة من واردات الولايات المتحدة لشراء الوقود من السوق الدولية، ورغم ان الاستهلاك المحلي الذي بلغ نحو 400 الف برميل يوميا الشهر الماضي انخفض بحدة خلال فترة الاضراب، الا ان الحكومة اضطرت لشراء منتجات من الخارج، اذ ان المصافي التي تبلغ طاقتها الانتاجية 1.3 مليون برميل يوميا لا تنتج سوى 60 الف برميل يوميا. وفي محاولة لاعادة تشغيل قطاع النفط عزل شافيز عشرات المعارضين من العاملين في شركة بتروليوس وارسل جنودا وموالين للحكومة وعمالا اجانب لتولي تشغيل المصافي والموانئ والناقلات التي عطلها الاضراب واصر علي رودريجيز رئيس الشركة على ان الجهود لكسر الاضراب ستنجح قريبا في العودة للانتاج.

على صعيد اخر قالت وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية أمس ان واردات اليابان من النفط الخام ارتفعت في شهر نوفمبر بنسبة 10.5 في المائة مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي لتصل الى 20.51 مليون كيلولتر لتسجل أول زيادة منذ شهر يونيو (حزيران). ويعادل هذا الرقم 4.30 مليون برميل يوميا. وعزت مصادر صناعة النفط الارتفاع الى زيادة استخدام النفط في توليد الكهرباء بعد اغلاق عدد من المفاعلات النووية، بالاضافة الى ارتفاع مبيعات الكيروسين المستخدم في التدفئة بسبب برودة الطقس على غير المعتاد. وبلغ مخزون الكيروسين الان أدنى مستوياته على الاطلاق.

وأظهرت البيانات ان اعتماد اليابان على نفط الشرق الاوسط بلغ 85.2 في المائة من اجمالي احتياجاتها في نوفمبر انخفاضا من 89.7 في المائة في الشهر نفسه من العام الماضي.