في الوقت الذي اعلن فيه المستشار المالي لصندوق الاستثمارات العامة، المشرف على اكتتاب اسهم شركة الاتصالات السعودية، عن اكتتاب أن السعوديين في الداخل والخارج في اسهم شركة الاتصالات مفتوح وبدون حد اقصى، حذر خبير مالي سعودي من تورط صغار المستثمرين في شراء كميات من الاسهم تفوق قدرتهم على السداد عند اغلاق الاكتتاب في مطلع الشهر المقبل. وجاء البيان الصحافي المنسوب لأيونس كارباتاكس، وتسلمت «الشرق الأوسط» نسخة منه، لينفي معلومات شاعت في اوساط السعوديين عن ان اسهم الاكتتاب محددة بسقف اعلى، وهو الامر الذي نفاه البيان بالمطلق، من حيث عدد الاسهم المكتتب بها او التي سيتم تخصيصها.
وقال البيان ان الية الاكتتاب تسمح للمواطن بالاكتتاب في أي عدد من الاسهم بدءا من 10 اسهم ومضاعفاتها، مشيرا الى أن التخصيص سيتم في فترة قياسية لن تزيد عن شهر بعد اغلاق الاكتتاب في 6 يناير (كانون الثاني) المقبل.
ووفقا لردة الفعل الاولى لبدء الاكتتاب في اوساط السعوديين، فان الاقبال كان اقل بشكل لافت مما توقعه الاقتصاديون المراقبون، وهو ما رافقته تغطية اعلامية وصفت اقبال الجمهور بانه ضعيف. وهنا اكد عبد المنعم جميل عداس الوسيط السعودي في البورصات الدولية، ان مستوى حجم الاقبال على اسهم الاكتتاب في ايامه الاولى يعد طبيعيا اذا ما وضعنا في الاعتبار ان الناس تسعى الى معرفة ردود الفعل الاولى على طرح الاسهم لاتخاذ قرارها في كمية الاسهم المطلوب امتلاكها. وهو الرأي الذي حمله بيان كارباتاكس، حيث اعلن ان حركة الاكتتاب خلال العشرة أيام الماضية تسير وفق ما هو مخطط له، مثمنا الاثر الطيب الذى أفرزته جولات رئيس شركة الاتصالات السعودية المهندس خالد الملحم ولقاءه مع أكثر من 1500 من رجال الاعمال في الغرف التجارية في الرياض وجدة والدمام.
لكن عداس وهو محاضر ايضا في كلية ادارة الاعمال في جدة، لفت الانتباه الى ان كبار المستثمرين الراغبين في الاكتتاب لن يرضوا بتجميد اصولهم المالية لفترة اسبوعين او ثلاثة حتى تنتهي فترة الاكتتاب، مشيرا بالقول: المستثمر بمبالغ كبيرة سينتظر حتى يوم قبل الاغلاق ومن ثم يطلب كمية الاسهم التي يستهدفها. وبالعودة للبيان الصحافي فان المسؤول في بنك الخليج الدولي اعتبر ان هذه اللقاءات تجسد الشفافية الكبيرة التي تضمنتها الية الاكتتاب في اسهم شركة الاتصالات والتي تمثلت في النشرات التوضيحية والحملات الاعلامية المكثفة لجذب جميع المواطنين لعملية الاكتتاب مع توفير البيانات الكافية والقوائم المالية عن اداء الشركة منذ تأسيسها عام 1998 وحتى طرح الاسهم للاكتتاب العام.
وحول الاستفسارات المثارة حول عدد الاسهم التي سيتم تخصيصها للمكتتب أو اي من افراد عائلته بين بأن عرض الاكتتاب ينص على أنه في حال زيادة عدد الاسهم المطلوب الاكتتاب بها عن عدد الاسهم المطروحة للاكتتاب يتم تخصيص ما لا يقل عن 10 أسهم لكل مكتتب على أن يتم تخصيص الاسهم المتبقية على اساس نسبة ما طلبه كل مكتتب الى العدد الإجمالي للاسهم المطلوب الاكتتاب بها من قبل المكتتبين.
وتعليقا على مضمون البيان، قال عداس ان التوضيحات التي حملها البيان مطلوبة لفك الالتباس الحاصل في اوساط الراغبين في الاكتتاب نتيجة تداول معلومات عن حد ادنى وحد اقصى للاكتتاب.
بيد ان الخبير المالي السعودي، حذر بشدة من تورط صغار المكتتبين بشراء عدد من الاسهم يفوق قدراتهم التمويلية، الامر الذي سيجعل سعر السهم يتهاوى عقب اغلاق الاكتتاب، وهو ما ينتظره كبار المستثمرين لاكمال اهدافهم العريضة من الاقبال على الاستثمار في اسهم الشركة الاكبر من نوعها في منطقة الشرق الأوسط.
وقال عداس، انه لا يكشف سرا حينما يعلن ان كبار المستثمرين، ليس في السعودية بل في العالم كله، يؤخرون ما لا يقل عن نصف كمية الاسهم المطلوبة لديهم الى ما بعد اغلاق الاكتتاب، حيث يقطفون نتائج تعثر صغار المستثمرين عن الوفاء بقيمة ما اكتتبوا به من اسهم، حسب تصريحاته امس. واضاف ان اسواق الاسهم الدولية (البورصات) التي تشهد هبوطا متواصلا في الفترة الحالية ستعكس ظلالها على حركة اكتتاب اسهم، شركة الاتصالات عند اغلاقه، ومن ثم طرح نتائجه امام سوق المال السعودية. وحول رؤيته لنتائج الحملة العسكرية التي تلوح في الافق على سهم الاتصالات، اعتبر ان سعر سهم الاتصالات في هذه الحالة سيشهد ارتفاعا الى 500 ريال (يباع السهم في الاكتتاب الحالي بـ170 ريالا) وقد تصل قيمته الى 1000 ريال.
=