استهل العام تداولات ببدايات مشجعة تحمل روح التفاؤل بامكانية ان يكون العام الجديد مفتاحا لتحسن اوضاع السوق المالية وتحقيق مكاسب منتظرة بعد ثلاث سنوات من الخسائر المتواصلة المترافقة مع حالة التباطؤ الاقتصادي العالمي.
غير ان تلك البدايات المشجعة لم تمنع ستراتيجيي وول ستريت من التحذير من عدم الركون الى تلك البدايات الايجابية لان ارتفاع اسعار النفط وضعف الدولار، اضافة الى عدم استقرار الاوضاع العالمية ، كل ذلك عوامل ما زالت تؤثر في حركة الاسواق المالية.
وانتظر المسثمرون امس تقريرين: احدهما عن ارتفاع طالبي الاعانات للاسبوع المنتهي في 28 ديسمبر (كانون الاول) الماضي عن معدله للاسبوع الذي سبقه.
وفي اسيا كانت هناك بداية مشجعة استهل بها تداول هذا العام حيث بدأت الاسهم في بورصة هونغ كونغ العام الجديد على ارتفاع محدود في جلسة التعاملات الصباحية امس مع قيام بعض المستثمرين بشراء اسهم شركات كبرى مثل مجموعة اتش.اس.بي.سي المصرفية وفرعها بنك هانغ سنغ وسط امال بان اقتصاد هونغ كونغ سيتحسن هذا العام. وكانت السوق مغلقة اول من امس في عطلة العام الجديد.
ومع استئناف التعاملات ارتفع مؤشر هانغ سنغ القياسي 39.48 نقطة او0.42 في المائة الى 9360.77 في الجلسة الصباحية بعد ان انهى عام 2002 على خسائر بلغت 18.2 في المائة.
وقال احد المتعاملين «مستثمرون كثيرون تخلصوا من الاسهم قبل نهاية العام ولهذا فان ضغوط البيع انحسرت». واضاف «ارتفاع السوق ربما يكون بادرة طيبة لكن يجب عدم المبالغة في مغزاها لان حجم التعاملات ضعيف والمؤشر سيواجه مقاومة عند مستوى 9400 نقطة». وارتفعت اسعار الاسهم البريطانية في اول جلسة تداول عام 2003 مغيرة اتجاهها بعد هبوط سابق وقاد سهم الخطوط الجوية البريطانية «بريتش ايروايز» الاسهم صعودا ولكن شركة الادوية جلاكسو سميث كلاين تراجعت عن مكاسبها السابقة.
وانخفض سهم جلاكسو بنسبة 1.9 في المائة الى 1170 بنسا بعد ارتفاعه في وقت سابق هذا الاسبوع بعد ان تشجع المستثمرون بقرار محكمة بشأن براءة اختراع دواء باكسيل المضاد للاكتئاب.
وكان سهم «بريتش ايروايز» من اكبر الرابحين فزاد بنسبة 4.3 في المائة مع توقع المستثمرين بيانات ايجابية عن حركة الطيران في الشركة من المتوقع ان تصدر في السادس من يناير (كانون الثاني) الحالي.
وارتفع سهم بريتش اميركان توباكو 0.7 في المائة بعد ان اصدرت محكمة في كاليفورنيا حكما لصالح اثنتين من كبرى شركات السجائر الاميركية اعتبرته السوق نصرا لصناعة السجائر كلها.
وفي اسعار العملات الرئيسية شق الدولار طريقه صاعدا في اوروبا صباح امس من المستويات المنخفضة التي هبط اليها هذا الاسبوع امام الفرنك السويسري واليورو والين.
ورأى المتعاملون الذين عادوا الى مكاتبهم بعد عطلة العام الجديد ان العملة الاميركية تعرضت لعمليات بيع مبالغ فيها.
وارتفع الدولار 0.7 في المائة الى 1.39 فرنك سويسري بعد ان هبط الى ادنى مستوى في اربعة اعوام عند 1.3805 فرنك يوم الثلاثاء. كما ارتفع الدولار امام اليورو اكثر من نصف نقطة مئوية الى 1.0435 دولار لليورو بعد ان نزل عن 1.05 دولار في وقت سابق هذا الاسبوع للمرة الاولى في ثلاث سنوات.
كما ساهمت المخاوف من احتمال تدخل اليابان لوقف الارتفاع الاخير للين امام الدولار في دعم العملة الاميركية لترتفع نصف نقطة مئوية الى 119.38 ين.
ودفعت بوادر على تعزيز القوات الاميركية في منطقة الخليج كثيرا من المستثمرين الى بيع العملة الاميركية خلال فترة عطلة رأس السنة، وقال متعاملون انه يجري الان تغطية كثير من هذه المراكز المكشوفة.
وفي اسعار المعادن الثمينة تحدد سعر الذهب في جلسة القطع الصباحية في لندن امس عند 342.20 دولار للاوقية (الاونصة) انخفاضا من 342.75 دولار في جلسة القطع المسائية يوم الثلاثاء.
وبلغ سعره عند الاقفال السابق في نيويورك 346.70 ـ 347.30 دولار للاوقية.