السعودية وروسيا تبحثان وضع سوق النفط العالمية في ظل استمرار أزمة فنزويلا والحرب المرتقبة على العراق

وزير الطاقة الروسي يوسوفوف يؤكد لـ«الشرق الأوسط»: الاستعداد المشترك للبلدين لتعويض أي نقص في إمدادات البترول

TT

بحث وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في الرياض أمس مع وزير الطاقة في روسيا الاتحادية ايغور يوسوفوف، والذي يزور السعودية حالياً، العلاقات الثنائية بين البلدين. كما بحث الوزير الروسي مع نظيره وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي، التعاون البترولي بين البلدين، وأوضاع السوق البترولية. وعقب الاجتماع اوضح النعيمي في تصريح لوكالة الانباء السعودية انه تم خلال الاجتماع الحديث عن التعاون البترولي بين البلدين واوضاع السوق البترولية الدولية، مفيدا بأن روسيا تعد من اهم الدول المنتجة والمصدرة للبترول وقال انه جرى خلال الاجتماع الحديث عن اهمية التنسيق والتعاون بين البلدين ومع الدول الاخرى المصدرة للبترول وكذلك الدول المستهلكة من اجل استقرار السوق فى جميع الاوقات والتعاون من خلال منتدى الطاقة الدولي وتدعيم امانته العامة. كما جرى الحديث بين الجانبين عن اهمية عودة الاسعار الى الاستقرار وضرورة عدم ارتفاعها بشكل قد يؤثر سلبا على نمو الاقتصاد العالمي.

كما بحث وزير المالية والاقتصاد الوطني الدكتور ابراهيم بن عبد العزيز العساف في الرياض صباح أمس مع وزير الطاقة في جمهورية روسيا الاتحادية، سبل تنمية التعاون الاقتصادى بين البلدين في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والفنية والفرص والمزايا المتاحة لاقامة المشروعات الاستثمارية المشتركة وبذل الجهود لزيادة حجم التبادل التجاري بينهما.

من جانبه اكد وزير الطاقة الروسي ايغور يوسوفوف ان موسكو والرياض مستعدتان للتعاون والتنسيق للمحافظة على ميزان المصالح بين المستهلكين والمنتجين للنفط في حال استمرار الاوضاع في فنزويلا واذا ما حدث عمل عسكري ضد العراق.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط» امس «الدولتان شريكتان في سوق النفط العالمي، وهذا الامر يجعلنا نتحمل المسؤولية في تنسيق انشطتنا في الاسواق النفطية العالمية، وهذه الجهود هي على أساس دائم وسوف نظل ننسق هذه الجهود المشتركة مستقبلا».

* ما هي اهم القضايا التي جرى بحثها مع المسؤولين السعوديين، وهل تناولت المباحثات زيادة الانتاج النفطي لمقابلة الارتفاع في الاسعار؟

ـ السعودية شريك استراتيجي لروسيا في هذه المنطقة، وقد لمست رغبة الجانب السعودي في تطوير وتكثيف علاقات التعاون مع الجانب الروسي. وقد التقيت بالامير سعود الفيصل، وزير الخارجية، والمهندس علي النعيمي، وزير البترول والثروة المعدنية، والدكتور ابراهيم العساف، وزير الماليه.

وفي ما يخص التعاون في مجال الطاقة، فان الدولتين شريكتان في سوق النفط العالمي وهذا الامر يجعلنا نتحمل المسؤولية في تنسيق انشطتنا في الاسواق النفطية العالمية. وهذه الجهود هي على اساس دائم وسوف نظل ننسق هذه الجهود المشتركة مستقبلا.

وبحثنا مع الجانب السعودي في سير تنفيذ الاتفاقات التي توصلنا اليها اثناء اعمال اللجنة الروسية ـ السعودية المشتركة في موسكو العام الماضي. والمهمة الاساسية هي خلق ظروف ملائمة على المستوى الحكومي لنشاطات القطاع الخاص ورجال الاعمال، ونعد الان لتوقيع اتفاقيتين لحماية الاستثمارات وتجنب الازدواج الضريبي بالاضافة الى التنسيق في المجال المصرفي بحيث يمكن التوصل الى اتفاقية بين البنوك في كلا البلدين لكي يتمكن رجال الاعمال الروس والسعوديون من التعامل بصورة مباشرة حتى لا يلجأوا الى البنوك في دول اخرى.

وفيما يتعلق بالسؤال عن تنسيق الجهود حول حجم الواردات النفطية، فهذا سؤال مهم جدا في مثل هذه الظروف الصعبة التي تشكلت في الاونة الاخيرة، لكن هذا الامر يتعلق بالاوضاع السياسية الداخلية لفنزويلا والاوضاع المحيطة بالعراق، والقرارات الضرورية في هذا الخصوص يجب ان تتخذ في اقرب وقت سواء من قبل الدول الاعضاء في منظمة «اوبك» او الدول الاخرى من خارج المنظمة. ونحن مستعدون للتعاون ولتنسيق الجهود في هذا المجال لان روسيا والسعودية من اكبر الدول المنتجة والمصدرة للنفط، ولذلك نحن حريصون على المحافظة على ميزان المصالح بين المستهلكين والمنتجين وهذا هو الاتجاه الاستراتيجي الذي سوف نسير فيه.

* هل بحثتم اي مشاريع مشتركه في قطاعي النفط والغاز؟

ـ نستطيع الان استيعاب ماهية المشاريع التي يمكن ان نشارك فيها ومن الممكن لرجال الاعمال السعوديين الاشتراك في مشاريع استكشاف النفط. ونرتب لزيارة لمجموعة من رجال الاعمال السعوديين الى موسكو لكي نتمكن من تقديم قطاع الطاقة لهم لاختيار المجالات التي يمكن التعاون فيها مثل النفط والغاز والكهرباء.

وفي حالة الاستكشاف الناجح للنفط فان الشركة التي قامت بالعمل، لها الاولوية في الحصول على حقوق تطوير هذا الحقل او ذاك، ونحن نرحب بمشاركة الشركات السعودية في تطوير حقول النفط والغاز في روسيا بالشراكة مع الشركات الروسية، وطبعا قدراتنا التكريرية حاليا في حاجة الى تطوير تقني ومن اجل توسيع قدرة التصدير الروسية نقوم بتطوير المرافق الخاصة بالنفط والموانئ، ومشاركة رأس المال السعودي في مثل هذه المشاريع من شأنها ان تساعد على الادارة المشتركة فيما يخص تدفق النفط الى الاسواق العالمية.

ونحن حريصون على دخول الشركات الروسية في تنفيذ مشاريع النفط والغاز على اراضي السعودية ومهتمون خصوصا في مشاركة الشركة الحكومية المساهمة (غازكروم) في تنفيذ مبادرة الغاز لولي العهد السعودي الامير عبد الله بن عبد العزيز، وهذا الموضوع مطروح في جدول الاعمال، وسنعالج بصورة مشتركة مصالحنا البينية وسنسعى للقيام ببعض الخطوات لتنفيذها.

وقد يكون من المفيد ايضا للبلدين الدخول في تنفيذ مشاريع في بلدان اخرى بشكل مشترك، وقد يكون التعاون مثمرا في مجال تكرير النفط الخام وبيع المنتجات النفطية في بلدان الاتحاد السوفياتي سابقا واوروبا الشرقية واوروبا الجنوبية وغيرهما من مناطق العالم.

* ما هي توقعاتكم لاسعار وامدادات النفط العالمية في حال حدوث عمل عسكري ضد العراق؟

ـ اتمنى الا تقع اي اعمال عسكرية في العراق، وندعو الى حل المسألة العراقية بالطرق السلمية في اطار القانون الدولي، لكن اذا ما حدثت هذه التطورات غير اللطيفة ووجد العراق نفسه غير قادر على انتاج حجم كاف من النفط بما يناهز مليون ونصف برميل في اليوم، فان هذا الحجم يمكن ان يعوض بالجهود المشتركة لدول «الاوبك» او مع روسيا سوية او فقط السعودية نفسها كما افترض. ويجب ان لا يحدث اي خلل في ميزان الانتاج والاستهلاك في الاسواق العالمية.

* ما هي توقعاتكم لاسعار النفط خلال العام الحالي 2003؟

ـ اعتقد ان السعر يجب ان يعود الى الممر الذي تعلن عنه «الاوبك»، ويجب ان يستقر عند هذا المستوى. اما السعر الذي نرى انه عادل فهو بحدود 22 و25 دولارا للبرميل.

* هل تنوي روسيا ان تكون بديلا لفنزويلا في امدادا النفط لاميركا؟

ـ نرغب في توسيع سوق بيع منتجاتنا النفطية واقصد سوق الولايات المتحدة واوروبا الشرقية، والافاق البعيدة هي السوق اليابانية ولكن لا نريد ولن نقدم على توسيع وجودنا النفطي في اي مناطق على حساب غيرها من اللاعبين. وما دامت الاوضاع غير مستقرة في فنزويلا فان روسيا مستعدة مع السعودية لتوريد النفط الى تلك المناطق التي تعتبر اسواقا فنزويلية.