تقرير مصرفي: توقعات باستمرار الهبوط التنازلي للدولار وتباطؤ في ارتفاع اليورو مع عودة الأسواق

TT

أكد التقرير الأسبوعي لبنك الكويت الوطني الذي صدر أمس انه بالرغم من التحسن المفاجىء الذى طرأ على مؤشر معهد الادارة للصناعة فى الولايات المتحدة يوم الخميس الفائت، الا ان تحسن الدولار كان الى حد كبير خجولا ولم يستمر طويلا حيث أن الارتفاع القليل الذى شهدناه نهاية الخميس انعكس بمعظمه يوم الجمعة. ويرى بعض المحللين أن هذا الارتداد في قيمة الدولار كان متوقعا كحركة تصحيحية لانخفاضه السابق. وفي هذا السياق يعتقد معظم المتعاملين ان الدولار سيستمر في اتجاهه التنازلي عند عودة الاسواق اليوم خاصة مع عودة السيولة والعمق اللازمين والتي غابت عن أسواق الصرف في الايام القليلة الاخيرة عند نهاية العام الماضي.

ويعتقد بعد المحللين ان الاجواء السياسية الساخنة قد تضاعف من هبوط الدولار في الفترة القليلة المقبلة نتيجة اتجاه رؤوس الاموال من العملة الاميركية الى عملات اخرى أكثر امانا كالفرنك السويسرى والجنيه الاسترليني وربما ستزداد هذه الضغوط مع اقتراب تقديم المفتشين الدوليين لتقريرهم حول اسلحة الدمار الشامل العراقية في السابع والعشرين من هذا الشهر. الا ان بعض المحللين الآخرين يعتقدون ان سبب انخفاض الدولار اقتصادي قبل أي شيء آخر، ويعزو هؤلاء هذا الضعف فى قيمة العملة الاميركية الى ارتفاع العجز فى الميزان التجاري الاميركي الى ما فوق نسبة 5% من الناتج القومي المحلي الاميركي والبالغ 10 تريليونات دولار اميركي. وبالرغم من أن الرئيس الاميركي جورج بوش سيقوم بالافصاح عن خطته لتحفيز الاقتصاد يوم الثلاثاء والمتوقع ان تقارب مبلغ 300 بليون دولار اميركي الا ان بعض المحللين يرون أنه بالرغم من المنافع القصيرة الاجل لمثل هذه الخطة فان مضارها في المدى المتوسط كتأثيرها على ازدياد العجز بالميزانية خاصة في اجواء أسعار فائدة متدنية قد تفوق منافعها.

وستنتظر اسواق الصرف أرقام البطالة الاميركية يوم الجمعة القادم بشغف كونها أول مؤشر اقتصادي مهم هذا العام. وبالرغم من التوقعات أن هذه الارقام ستميل الى الارتفاع قليلا الا انها لن تغير من نظرة معظم الاسواق الى ان سوق العمالة الاميركي ما زال يفتقد الى الحيوية التى شهدناه من قبل. وبشكل عام ستعود أسواق الصرف الى طبيعتها شيئا فشيئا هذا الاسبوع، لكن عودة السيولة الكاملة لهذه الاسواق ربما ستنتظر اسبوعا آخر قبل عودة معظم المتعاملين في هذه الاسواق الى نشاطهم قبل نهاية العام.

اما في اوروبا، فيقول التقرير ان اليورو ما يزال يستفيد من ضعف الدولار العام وذلك بالرغم من أن الوضع الاقتصادي في أوروبا ربما يعاني أكثر مما يعاني مثيله الاميركي، فما زالت ألمانيا، وهي اكبر الدول الاوروبية قاطبة ومحركها الاقتصادي الاول تعاني من أوضاع اقتصادية متردية على معظم الاصعدة. والحقيقة أنه بالرغم من الاعتقاد السائد بأن اليورو سيستمر بارتفاعه الى مستويات جديدة، الا ان بعض المحللين يرون ان هذا الارتفاع ربما سيتباطأ بعد عودة الاسواق الى طبيعتها في الايام والاسابيع القليلة المقبلة.