منتدى جدة يبحث تجربة الإصلاحات الاقتصادية في دول عربية وآسيوية وسط مطالبات بمعالجة عراقيل خطط التنمية

TT

حفل اليوم الثاني لفعاليات منتدى جدة الاقتصادي الدولي الرابع بمشاركة تسعة وزراء يمثلون دولا عربية وآسيوية استعرضوا من خلال الجلسات المخصصة لهم تجارب بلدانهم والاصلاحات الاقتصادية التي تمت والرؤية المستقبلية.

وحظيت جلسة المهندس علي ابو الراغب رئيس وزراء الأردن بالاهتمام والمناقشة الثرية، كونها حملت كلمة العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني ولم يتمكن الوزراء المشاركون من تفعيل دور الحضور وتحول هؤلاء الى متحدثين رسميين يدافعون عن اصلاحاتهم وتحولاتهم الاقتصادية والتغييرات الجديدة ولم يشفع حضور الكم الهائل من الشخصيات الرسمية في هدم حواجز المعلومات التي كانت تبدو حصينة ويصعب اخراجها من هؤلاء الوزراء.

ويقول بعض الحضور في المنتدى ان المعلومات التي أوردها الوزراء المشاركون والاجابات الدبلوماسية على الأسئلة التي طرحت عليهم كانت غير مقنعة فيما اعتمد الكثير من الوزراء الأرقام والبيانات التي وصفها الحاضرون بأنه كان بالامكان الوصول اليها والتعرف عليها دون الحضور الى المنتدى.

ويقول الدكتور ويع كابلي الاقتصادي السعودي ان الكلام الذي سمعناه مكرر وليس فيه جديد، مستغربا عدم وجود محاور او نقاط يتحدث عنها المتحدثون لان به سردا مملا للمعلومات.

وقال احد الحاضرين ان الوقت المحدد للمناقشات والاجابة على اسئلة الحضور قصير جدا، حيث يعطى مدة 30 او 45 دقيقة فقط خاصة وان المشاركين في كل جلسة ما بين اربعة الى خمسة اشخاص، ولاحظ المتابعون ان الحضور الكثيف لسيدات الاعمال والاكاديميات في ظل غياب واضح لعدد كبير من الوجوه المشهورة لرجال الاعمال، ويعتقد مصرفي سعودي ان سبب غياب رجال الاعمال يعود الى ضغط الجلسات وكثرتها التي تصل الى تسع جلسات مما يجعل متابعتها امرا صعبا، وطلب بعضهم اختصار الجلسات بحيث تكون ما بين ثلاث الى اربع جلسات فقط يوميا.

من جانب اخر اختلفت الآراء النسائية في اليوم الثاني لمنتدى جدة الاقتصادي الرابع ما بين مؤيدة للاطروحات التي تمت خلال الجلسات ومعارضة لها وجهة نظر مختلفة حول موضوعات المنتدى.

وقالت الدكتورة ناهد طاهر، مستشارة اقتصادية في البنك الاهلي بجدة، ان المنتدى الاقتصادي قدم في اليوم الاول نتائج جيدة بالنسبة للمرأة، ولا بد ان نبني على ايجابياته في المستقبل «الا انني اتمنى ان تجد المشاركات النسائية في المنتدى وغيره من المناسبات الأخرى، تفاعلا اكثر ايجابية من قبل الجهات المعنية بمثل تلك الاحداث».

في المقابل، ابدت حصة العون، سيدة اعمال سعودية، ان حضورها الى المنتدى جاء كمشاركة فقط للاستفادة منه دون النظر الى انها سيدة أعمال تملك الخبرة في ادارة الاعمال أكثر من غيرها عدا عن ريادتها في بعض المواقع واقتصر دورها في المنتدى على بعض المحاورات والمشاركات والمداخلات في اليوم الاول والثاني معتبرة أنه «عائد لدمج مؤتمر سيدات الاعمال العربيات مع منتدى جدة الاقتصادي وفي كلتا الحالتين كانت مشاركة المرأة السعودية على هامش الحديثين ولم تقدم أوراق عمل وتجارب رغم ما تملكه من مخزون عال من المعرفة».

وعلقت حصة العون على نتائج اليوم الاول الذي خصص لتلقي تجارب الدول الاجنبية والعربية والخليجية بالقول «رغم ان بعض تلك الدول ليست بأكبر تجربة من السعودية، وعمرها الزمني يقل عن عمر بلادنا بكل الحالات وان تجربة بعض سيدات الاعمال الصغيرات في السن لا تقارن بجيل الرائدات من السعوديات واللائي يملك بعضهن خبرة اكثر وفاعلية في العمل التجاري الحر» وفق تصريحاتها لـ«الشرق الأوسط» امس من جهتها، اعتبرت الدكتورة آمال التيجاني ان اليوم الثاني يعد افضل من اليوم الاول حيث انه تم فيه تناول موضوعات جادة باعتبار ان اليوم الاول كان فيه خلط بين الموضوعات وعرضت فيه المشاكل ولم يقدم الحلول بينما كان أفضل من ناحية المحتوى والجودة. وتضيف التيجاني «كذلك لم تكن قضايا السعوديات التجارية حاضرة كون الأوراق نظرية اكثر منها تطرقاً لحالات محددة او تجارب نسائية. واليوم صعدنا بنتيجة افضل لانه تطرق لمواضيع اكثر اهمية وتجارب دول غنية بالخبرات».

وترى مروى حلاوي، سيدة اعمال لبنانية ورئيسة الجمعية التنمية الاقتصادية لسيدات لبنان، في المناسبة الفرصة الثمينة التي كانت الضوء لإعطاء السيدات دورا للتقدم، ودائما تجربة الاخرين تنمي ثروة التقدم لدى غيرهم وكان يوجد في السابق تعتيم على دور المرأة العاملة أو سيدة العمل ونشاطها في السعودية ايضا.

من جانبها، بينت الاميرة نوف بنت منصور، تعمل في مؤسسة المنصورية للثقافة والابداع، وهي مؤسسة ترأسها الاميرة جواهر بنت ماجد، ان رؤيتها للمنتدى لم تكن هي المرة الاولى وهي من المتابعات لتطوراته منذ بدايته قبل سنوات وقالت ان المؤتمر مفيد تبرز فيه تجربة السيدات او الرجال حتى الذين يملكون الخبرة الواسعة ومن الممكن ان نستفيد منهم.

وقالت الشيخة ريم الصباح انها تمثل شركة شل في الكويت كمنسقة علاقات خارجية، وانه تم توظيفها من قبل الشركة في الكويت كونها في القطاع النفطي. وحول بوادر فتح قنوات عمل في الشركة للسيدات بجدة قالت انها لا تملك المعلومات حول ذلك. وعن الفائدة التي خرجت بها من المؤتمر قالت تعرفت على نساء سعوديات كثيرات وعلى مجالاتهم والعقبات التي تواجههم.