ديترويت 2003: الأوروبيون واليابانيون والكوريون عرضوا عضلاتهم بامتياز (2 من 2)

نماذج مفهومية جريئة من آودي ومازيراتي وتويوتا ونيسان ... والرولز رويس «فانتوم» تطل على أميركا لأول مرة

TT

في الحلقة الثانية والأخيرة من عرضنا فعاليات «معرض اميركا الشمالية الدولي للسيارات» الذي استضافته مدينة ديترويت، عاصمة صناعة السيارات الاميركية، خلال الشهر الجاري، نتناول اليوم ما حفلت به اجنحة الماركات غير الاميركية، وبعض هذه الماركات ان كان تابعاً للصانعين الاميركيين الرئيسيين جنرال موتورز وفورد، فإنه حافظ بقوة على هويته الاوروبية، وما زال مرغوباً في السوق الاميركية بالذات لشخصيته المتميزة.

* الماركات الألمانية

* للسيارات الالمانية بريق خاص في السوق الاميركية، طبعاً في شريحة المركبات الفاخرة، وليس هناك ما هو اعز عند الثري الاميركي من استعراض سياراته البورشه والمرسيدس والبي إم دبليو. وبالفعل خص الصانعون المعرض بنخبة من احدث موديلاتهم واجرأ نماذجهم المفهومية.

وكانت المناسبة مهمة بصورة خاصة لبورشه التي عرضت باعتزاز الـ«كايين» اول مركبة رياضية وعرية تصنعها، جنباً الى جنب مع احدث نماذج طرازي الـ«911» والـ«بوكستر».

مرسيدس بنز، ايضاً كان لها حضورها المميز في جناحها الخاص الضخم، وفي الجناح المخصص لماركة مايباخ الفائقة الفخامة التي كان معرض ديترويت اول معرض اميركي كبير تطل منه على جمهور اضخم اسواق العالم.

عند مرسيدس برز بين السيارات الجديدة طراز «الفئة إي» ولا سيما نسخة الستايشن واغن الجديدة تماماً ـ في اول عرض دولي لها ـ وكذلك السيارة البديعة «إس إل 600» بمحركها الجبار الذي يولد قوة 500 حصان وسقفها المعدني القابل للطي، بجانب الصالون الفخمة المجددة «الفئة إس» ونماذج الـ«آيه إم جي» العالية الاداء، وايضاً الـ«إف ـ كار» أحدث مستنبطات مرسيدس في مجال تقنية الخلية الوقودية.

كذلك كان الازدحام كبيراً في جناح بي إم دبليو حيث كانت نقاط الجذب الأبرز النموذج المفهومي المثير «إكس أكتيفيتي» ـ المرشح لأن يترجم حسب الراصدين الى طراز الـ«إكس 3» الجديد ـ ، والصالون الفخمة «الفئة السابعة» بنسخة الـ760 ذات الـ12 اسطوانة والسيارة الرياضية الجديدة الـ«زد 4» التي يتوقع تحل بثقة محل الـ«زد 3» الناجحة في قلوب الشباب وهواة السرعة والمزايا الرياضية الاوروبية. واستهدافاً للمشترين الشباب ايضاً ازيح الستار لأول مرة في اميركا عن نموذجين جديدين من «الفئة الثالثة» موديل 2004 هما «الكوبيه» و«الكونفرتابل» (المكشوفة).

ايضاً عند فولكسفاغن ـ آودي كانت معروضات مغرية جداً، تصدّرها عند آودي النموذج المفهومي «بايكس بيك Pikes Peak» الرياضي الوعري الرائع الجمال من مجموعة «كواترو» والذي تعتبره آودي من فئة المركبات الثنائية الهوية او الـCrossover، والنسخة الأطول من السيارة الصالون الفاخرة الـ«آيه 8». اما عند شقيقتها فولكسفاغن فكانت المركبة الرياضية الوعرية «طوارق» ـ التي هي بالفعل احدى اجمل الجديد في مركبات هذه الفئة في السوق ـ والنسخة المكشوفة من «الخنفساء الجديدة» (الـNew Beatle) المرغوبة جداً في اميركا.

* الماركات السويدية

* ماركتا فولفو وساب السويديتان العريقتان باتتا اميركيتي الملكية، كما هو معروف عند متابعي قطاع السيارات، الا ان الشركتين الاميركيتين العملاقتين حرصتا على ابراز جديد الماركتين بكثير من الحماسة. واستحقت فولفو، التي زينت مركباتها وسياراتها الجديدة جناح فورد الضخم في المعرض، الفوز بلقب «افضل شاحنة/ناقلة/مركبة متعددة المهام في اميركا» عندما انتزعت اللقب مركبتها الممتازة الـ«إكس سي 90». وقد تغلبت الـ«إكس سي 90» في التصفية النهائية على مركبات نيسان «مورانو» وهمر «2» وهوندا «ايليمنت».

كذلك اهتمت جنرال موتورز اهتماماً بالغاً بالجيل الجديد من سيارات ساب، وفي مقدمها الموديل الجديد تماماً من «3-9» الذي خصته بموقع بارز بين معروضاتها الجديدة البراقة.

* الماركات البريطانية

* بريطانيا مثل السويد فقدت ملكية ماركاتها الرئيسية، ومثلها ايضاً حققت احدى منتجاتها العريقة ـ الجديدة انتصاراً ضخماً في ديترويت. فقد فازت سيارة الـ«ميني كوبر» بلقب «افضل سيارة في اميركا» متغلبة على سيارتي نيسان البديعتين اينفينيتي «جي 35» ونيسان «350 زد»، وفي هذا الفوز بلا شك شهادة ثنائية بصناعة السيارات البريطانية والادارة الصناعية الالمانية، خاصة ان «ميني» اليوم ماركة من ماركات مجموعة بي إم دبليو الالمانية.

ولم تكتف بي إم دبليو، بمنجزاتها ومنجزات «ميني»، بل جعلت من معرض ديترويت اول واجهة تعرض بها امام العالم اول سيارة رولزرويس تطورها بالكامل في اعقاب استحواذها على هذه الماركة الوقورة الجليلة. ومع ان الشكل الخارجي للرولزرويس «فانتوم» الجديدة قد لا يروق لكثيرين، وهو يفتقد لجرأة نموذج كاديلاك «سيكستين» وثوريته، وتكامل الـ«مايباخ 62» وتناغمها مع ذاتها، تحتفظ الـ«فانتوم» بكل الجوانب التي سطرت عبر العقود سيرة رولزرويس.

وبطبيعة الحال، حيثما ذكر اسم رولزرويس لا بد من الاشارة لماركة بنتلي. وفي ديترويت عرضت مجموعة فولكسفاغن، مالكة ماركة بنتلي طراز «كونتيننتال جي تي» الرياضي الأخاذ ببابين وخطوط انسيابية تعد بالكثير عندما يحين موعد تطوير طرازات الصالون المقبلة تحت هذا الماركة.

واخيراً ضمن عائلة فورد كان هناك حضور مميز لجاكوار، عبر الموديل الجديد لطراز «إكس جي» الكبير الفاخر، ولاندروفر بأحدث مركباتها من الـ«راينج روفر» والـ«ديسكفري»، وآستون مارتن التي تصدرت منصتها باعتزاز السيارة المفهومية الرائعة «آيه إم في 8».

* الماركات الإيطالية

* في اميركا النافذة المفتوحة حقاً للسيارات الايطالية محجوزة لشريحة السيارات الرياضية الفائقة الفخامة. وحالياً هناك ثلاث ماركات تحتل مواقعها في هذه الشريحة هي فيراري ومازيراتي التابعتان لمجموعة فيات ـ مع بعض الاستقلالية المالية ـ ولامبورغيني التابعة لمجموعة فولكسفاغن الالمانية.

وبالنظر لأهمية الحدث جاء لوكا دي مونتيزيمولو، رئيس قسم فيراري ـ مازيراتي، شخصياً للحديث عن جديد فيراري ومازيراتي، وحضر معه المصمم العالمي جيورجيو غويجيارو وابنه للتعريف ليس فقط بـ«جوهرة» فيراري الجديدة التي تحمل بفخر اسم «إنزو فيراري» مؤسس الماركة الشهير، بل بالنموذج المفهومي الرائع «كوبانغ جي تي» ـ من تصميم غويجيارو ـ الذي تصدر معروضات مازيراتي.

الـ«كوبانغ» مركبة تجمع مزايا سيارات الـ«جي تي» الرياضية الى المركبات الرياضية الوعرية. وهي جميلة التقاطيع انيقة وشبابية و«ايطالية» حتى النخاع، وقدمت بمحرك الاسطوانات الثماني بشكل V يولد قوة 390 حصاناً. وهي تمهد لجيل مستقبلي من السيارات الصالون والسيارات الرياضية التي تخطط فيراري ـ مازيراتي ان تعيد بها ماركة مازيراتي الى القمة.

اما لامبورغيني، فردت امام رواد المعرض الاميركيين على تألق الفيراري «إنزو» بتحفتها الجديدة «مورسييلاغو»، التي يتوقع ان تحقق كالفيراري اضخم مبيعاتها في السوق الاميركية.

* الماركات اليابانية

* الماركات اليابانية ما عادت بحاجة الى تعريف في السوق الاميركية، فمنتجاتها تزاحم الصانعين الاميركيين في كل فئة وكل شريحة. وفي ديترويت رمت الشركات اليابانية الكبرى قفاز التحدي من جديد في وجه منافسيها.

تويوتا، التي تنتج اكثر سيارات الصالون رواجاً في اميركا والتي تتمتع الآن بـ 10.4 % من مجموع السوق الاميركية الضخمة، قدمت تشكيلة واسعة من المنتجات الجديدة والنماذج المفهومية، سواء تحت اسم تويوتا، او اسم ليكزس، والماركة الجديدة المخصصة للسيارات الشبابية الصغيرة «سايون»...غطت مختلف قطاعات السوق.

غير ان السيارة الاروع وسط الكم الهائل من معروضات تويوتا / ليكزس كانت النموذج المفهومي المثير «فاين إس» الثورية التصميم التي تسير بأحدث مستنبطات الخلية الوقودية. كذلك كانت هناك المركبة المهجنة المحرك «آتش يو ـ إس في» وهي في الواقع ليكزس «آر إكس 330» الجديدة تماماً ولكن بنظام دفع وتدوير مهجن يحمل مسمى «هايبريد سينرجي درايف» يؤدي بقوة المركبات المزودة بمحركات الاسطوانات الثماني ويستهلك مقدار ما تستهلكه السيارات العائلية من الحجم الصغير. ثم هناك الـ«إف جي كروزر» الرائعة المبنية على قاعدة الشاحنة البيك آب «تاكوما».

هوندا، المرغوبة جداً في اميركا قدمت بدورها العديد من السيارات والمركبات والناقلات ابرزها النموذج المفهومي «استوديو إي» الصغير المقتبس من الناقلة الصغيرة «ايليمنت». كما عرضت هوندا تحت ماركتها الاميركية الفخمة أكورا سيارة رياضية جذابة هي أكورا «تي إس إكس» قوة محركها 200 حصان وتشبه من حيث الشكل طراز هوندا «أكورد» الجديد ولكن ببابين.

نيسان ـ مع ماركتها الفخمة اينفينيتي ـ ايضاً اطلت بثقة على ديترويت، كيف لا وقد رشحت ثلاثة من مركباتها للتصفية النهائية للقبي «افضل سيارة» و«افضل شاحنة/ناقلة/مركبة متعددة المهام» في اميركا. وللدلالة على جدية نيسان في استعادة مكانتها في اميركا قاد التعريف بمعروضاتها رئيسها الفذ كارلوس غصن شخصياً. واختار غصن ان يحدث اقصى الارباك لمستضيفيه الاميركيين عندما ازاح بنفسه الستار عن الشاحنة البيك آب البديعة «تايتان» التي تشكل رأس حربة تحدي نيسان في قطاع شاحنات البيك آب الكبيرة في وجه فورد وشيفروليه ودودج وتويوتا. وللعلم جهزت «تايتان» بمحرك سعته 5.4 ليتر يولد قوة تزيد على 300 حصان يتفوق على كل منافسيه الحاليين الكبار في السوق. كذلك عرضت نيسان الجيل الجديد من الناقلة «كويست» وجاء هذا الموديل نقلة نوعية جبارة تؤكد جدية التحول الجذري الطارئ على هذه الماركة اليابانية العائدة الى الصدارة.

اما بما يخص بماركة اينفينيتي، فكان بين اهم المعروضات وأكثرها لفتاً للنظر، النموذج المفهومي الماركات الكورية «تريانت»، والطراز المعتمد فعلياً من النموذج المفهومي «إف إكس 45» (مجهز بمحرك سعة 4.5 ليتر يولد قوة 315 حصاناً) الذي عرض في العام الماضي. والمركبتان تذهبان بعيداً في فلسفة المركبات الرياضية المتعددة المهام والثنائية الهوية.

ايضاً عرضت ميتسوبيشي مركبة جميلة جداً متعددة المهام ثنائية الهوية هي «اينديفر» المزودة بمحرك سداسي الاسطوانات سعة 3.8 ليتر ويولد قوة 215 حصاناً. كذلك ازيح الستار عن السيارة المفهومية «تارماك سبايدر» الانيقة غير المرشحة للانتاج وهي مقتبسة عن طراز «لانسر ايفوبيوشن».

مازدا، التي هي اليوم جزء من عائلة فورد تقريباً، ايضاً كان لها حضور لافت اروع ما فيه النموذج المفهومي الثوري التصميم «واشو» الذي حضر ازاحة الستار عنه مصممه نوروهيتو ايواو، بجانب طراز «آر إكس 8» الرياضي باربعة مقاعد وبمحرك دوار جديد وناقلي سرعات اوتوماتيكي او يدوي.

واخيراً هناك الماركات الثلاث التي لجنرال موتورز اسهم فيها وهي ايسوزو وسوبارو وسوزوكي. وكل منها قدمت تشكيلة من الطرازات اجمل ما فيها النموذج المفهومي «كونسبت إس» من سوزوكي، والجيل الجديد من سوبارو «آيمبريزا دبليو آر إكس» العالية الاداء.

* الماركات الكورية

* في كوريا اليوم شبه هيمنة من شركة هيونداي بماركتيها هيونداي وكيا، الى حين إنجاز عملية إنهاض دايو التي تتولاها راهناً جنرال موتورز. وفي ديترويت كانت هذه الهيمنة واضحة تماماً.

وعرضت هيونداي تشكيلة غنية من السيارات اكثرها لفتاً للنظر النموذج المفهومي المدهش «او إل في» (الذي يرمز الى الاحرف الاولى من كلمات مركبات نمط الحياة في الهواء الطلق باللغة الانجليزية). وهو من حيث الشكل والمضمون والفلسفة شبابي منطلق وممتع الى اقصى الحدود. اما كيا فعرضت بدورها نموذجاً جديداً جذاباً هو «كي سي دي ـ 1 سلايس» ـ بمحرك سعة 2.7 ليتر سداسي الاسطوانات ـ وهو نموذج شبابي خفيف الظل يستهدف مثل الهيونداي او إل في» اجتذاب الشباب.