«التجارة السعودية» تسمح لمنتجات «وايث» الأميركية بالتداول في السوق المحلي بعد حظر استمر ثلاثة أشهر

TT

أسدلت وزارة التجارة السعودية أمس، الستار على آخر فصول قضية منتجات شركة وايث الأميركية المتخصصة في حليب الأطفال، والتي طالبت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بسحب منتجاتها من السوق المحلي، على خلفية ورود خبر تحذيري عبر الإنترنت، مفاده أن الشركة في جورجيا طلبت سحب مسحوق الحليب المصنع في الفترة ما بين 12 يوليو (تموز) إلى 25 سبتمبر (أيلول) 2002، للشك في تلوثه بجرثومة (Enterobacter sakazakii)، وأن هذه الجرثومة ممرضة تنتقل عن طريق الغذاء ويمكن أن تسبب (نادرا) حالات تسمم بكتيري، والتهاب السحايا، والتهاب الأمعاء الحاد والقولون، وسط الأطفال الخدج وباقي الأطفال الذين لديهم ضعف في المناعة.

وجاء إعلان وزارة التجارة السعودية أمس، عبر سماحها لمنتجات الشركة من حليب الأطفال (إس 26، بروميل، وبروجرس)، بالتداول في السوق المحلي، نتيجة مطابقته لكافة معايير ومواصفات الصحة والسلامة في السعودية وهي مناسبة للبيع والاستهلاك.

من جهتها، أكدت شركة مخزن الأدوية العربي السعودي الموزع الرسمي لتلك المنتجات في السعودية على لسان محمد حامد المرزوقي المدير التنفيذي، أن نتائج الفحص والتحاليل التي أجريت على عينات مختلفة من نوعية الحليب مصنعة في ايرلندا لدى مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث والمختبر المركزي للأدوية والأغذية بوزارة الصحة ومختبر الجودة النوعية المركزي بالرياض، أوضحت أن جميع العينات التي تم فحصها وجدت خالية من الجراثيم وعليه فإنها صالحة للاستهلاك الآدمي. وأشار، إلى أن كل المنتجات التي يتم استيرادها تتصف بأعلى جودة، وتتطابق مع مواصفات وقوانين ومعايير السعودية، مشيرا، إلى أنه قبل استيراد أي منتج إلى البلاد يتم التأكد أولا من أنه مصنّع في منشآت متطورة تطبّق فيها أقسى معايير ومواصفات الإنتاج صرامة.

وذكر الدكتور باهر مسعود المدير الطبي الإقليمي لشركة وايث، أن تلك الاختبارات أكدت ملاءمة منتجاتنا للاستهلاك من الرضّع والأطفال في السعودية. مؤكدا، أن منتجات الشركة التي تصدر إلى الشرق الأوسط تعتبر من أكثر المواصفات والمعايير صرامة في العالم أو تفوقها، وهي تنتج في مصنعنا في ايرلندا المزود بأحدث التقنيات.

تجدر الإشارة، أن جدلا نشب بين وزارة التجارة السعودية والوكيل المحلي منتجات شركة وايث الأميركية، على خلفية قيام الأولى بمصادرة أنواع محددة تنتجها الشركة، في حين يؤكد الوكيل بان العبوات المعنية تنتج وتوزع في أميركا، وهو يستوردها من ايرلندا.

وأبلغ «الشرق الأوسط» في حينها محمد حامد المرزوقي المدير التنفيذي لشركة مخزن الأدوية العربي السعودي وكيل منتجات شركة وايث للتغذية، أنهم فوجئوا بتحذير وزارة التجارة ومطالبتها بسحب كميات الحليب الموجودة في السوق المحلي، وعدم التعامل مع منتجات هذه الشركة، دون أن تتصل بالوكيل المحلي لمعرفة خلفية الموضوع، أو هل المنتجات التي في السوق هي من إنتاج مصنع الشركة في جورجيا أو أنها من مصدر آخر.

وأوضح المرزوقي أن شركة مخزن الأدوية العربي السعودي تستورد منتجاتها من حليب أس 26 مسحوق حليب للرضع، وحليب بروميل وبروجرس للأطفال، من مصانع الشركة في أسكيتون بجمهورية آيرلندا، تحت ترخيص هيئة الأيزو ISO، إلى جانب ملاءمة هذه المنتجات للمواصفات والمعايير المعمول بها في البلاد.

وأبدى المرزوقي استغرابه الشديد من خطوة وزارة التجارة، على الرغم من أن المعلومات الصادرة عن إدارة الغذاء والدواء الأميركية عبر موقعها على شبكة الانترنت، تؤكد أن الكمية المستهدفة تم إنتاجها خلال الفترة ما بين 12 يوليو (تموز) و25 سبتمبر (أيلول) 2002، وقد تم توزيعها فقط في محلات القطاعي بالولايات المتحدة الأميركية، وبكميات تقدر بنحو 1.5 مليون عبوة، ولم يتم في أي وقت من الأوقات تصديرها إلى السعودية أو أي دولة خليجية.