مخاوف الحرب تهبط بأسهم لندن أكثر من 70 نقطة وهبوط عام للإسترليني بعد تلميحات بنك إنجلترا بخفض الفائدة

الذهب يقفز لأعلى مستوى في نحو ست سنوات ويرتفع 25 في المائة عن معدلاته في هذه الفترة بسبب مخاوف الحرب

TT

عادت مخاوف الحرب تسيطر على اداء الاسواق لتلقي بظلالها على توقعات الشركات لارباحها وانخفض مؤشر فاينانشال تايمز لاسهم الشركات الكبرى في بريطانيا أكثر من 70 نقطة امس تحت وطأة انخفاض أسهم البنوك وشركات النفط في الوقت الذي غطى فيه تزايد مخاوف الحرب على التوقعات بالنسبة لارباح الشركات.

وقال مارتن دوبسون كبير المتعاملين في شركة ناتوست للسمسرة «انها مخاوف الحرب. الناس تقول ان السوق قد ترتفع بمجرد ان تبدأ الحرب لكن ضعف المعنويات والمخاوف تدفع السوق للهبوط في الوقت الحالي». وبحلول الساعة 1312 بتوقيت غرينتش انخفض مؤشر فاينانشال تايمز الرئيسي المكون من اسهم 100 مؤسسة بريطانية كبرى 75.2 نقطة اي بنسبة 2.01 في المائة الى3661.5 نقطة.

وقبل ذلك بقليل هبط المؤشر الى 3658.4 نقطة مسجلا أدنى مستوياته منذ أوائل أكتوبر (تشرين الاول) الماضي.

ومن المتوقع ان ينخفض المؤشر لليوم الثامن على التوالي وهو امر لم يحدث من قبل الا في ديسمبر (كانون الاول ) الماضي.

وساهم في انخفاض سوق الاسهم ايضا توقعات بانخفاض الاسهم الاميركية أمس.

وكانت ابرز القطاعات انخفاضا قطاعا البنوك والنفط.

لكن اسهم شركة ام.ام.او.تو لاتصالات الهاتف المحمول ارتفعت بنسبة 4.2 في المائة لتتصدر قائمة الاسهم الصاعدة بفضل ارتياح عام بين المستثمرين لان الزيادات التي فرضتها هيئة تنظيم مرفق الاتصالات على اسعار المكالمات لم تكن أسوأ من المتوقع.

وهبط الجنيه الاسترليني لمستويات متدنية امام الدولار امس بعد ان تركت وقائع احدث اجتماع لبنك انجلترا المركزي الباب مفتوحا امام احتمال خفض اسعار الفائدة البريطانية على المدى الطويل.

واظهرت تفاصيل محضر الاجتماع الذي عقد في الثامن والتاسع من يناير (كانون الثاني) وترك فيه بنك انجلترا المركزي اسعار الفائدة مستقرة عند اربعة في المائة ان اثنين من اعضاء لجنة السياسة النقدية في البنك هما ستيفن نيكل وكريستوفر السوب صوتا لصالح خفض سعر الفائدة بواقع 25 نقطة اساس للشهر الرابع على التوالي.

كما قال اعضاء لجنة السياسة النقدية ان هناك بعض المؤشرات على احتمال تباطؤ نمو اسعار المساكن في بريطانيا وان التوترات السياسية العالمية ربما تؤثر على ثقة المستهلكين. وقالوا ان هبوط الاسترليني قد يرفع التضخم ولكن انخفاض اسعار الاسهم قد يؤدي الى تراجع التضخم.

وهبطت اسهم طوكيو في نهاية معاملات امس بعد ان تعرضت كانون وغيرها منم اسهم كبار مصدري التكنولوجيا والسيارات لضغوط من جراء ارتفاع الين وهبوط جديد في وول ستريت.

وقال هيرويوكي ناكاي المحلل في توكاي طوكيو سيكيوريتيز «المخاوف من حرب وشيكة في العراق تخيم على السوق وهذا يفسر جزئيا المعاملات الكثيفة في الاسهم المحلية المنخفضة السعر والمحمية من تقلبات العملة». واضاف «سينخفض الدولار اكثر على الارجح في حالة نشوب حرب ولذا فمن الطبيعي ان المستثمرين يتفادون اسهم المصدرين». واغلق مؤشر نيكاي القياسي على 8611.04 نقطة بانخفاض 1.12 في المائة بعد ان ارتفع امس 1.75 في المائة ليصل الى اعلى مستوى في اسبوعين.

وهبط مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 1.11 في المائة الى 854.06 نقطة.

وانخفض سهم كانون عملاق آلات التصوير 2.66 في المائة الى 4390 ينا ليحذو حذو غيره من كبار المصدرين بعد هبوط الاسهم الاميركية لليوم الرابع على التوالي وسط تعزيز القوات الاميركية في منطقة الخليج وتحذير الرئيس جورج بوش من ان الوقت ينفد امام العراق.

الا ان حفنة من اسهم التكنولوجيا خالفت الاتجاه العام للسوق مع سعي مستثمرين لتصيد صفقات جيدة باسعار بخسة لاسهم مثل سهم فوجيتسو ليمتد الذي تعرض خسائر كبيرة في عام .2002 وارتفع سهم فوجيتسو اكبر منتج لاجهزة الكومبيوتر في اليابان 4.93 في المائة الى362 ينا. وارتفع سهم ميزوهو هولدنجز اكبر مصرف في العالم من حيث الاصول 2.4 في المائة الى 128 الف ين مواصلا موجة المكاسب لثامن جلسة على التوالي بعد يوم من اعلانه انه سيسعى لزيادة رأسماله بنحو تريليون ين (8.46 مليار دولار).

وقفز سعر الذهب الى أعلى مستوياته منذ نحو ست سنوات أمس مع اشتداد المخاوف من نشوب حرب في العراق مما دفع المستثمرين للاقبال على شرائه لحماية استثماراتهم من تقلبات الاسواق الاخرى.

وارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية الى 360.25 دولار للاوقية (الاونصة) مسجلا أعلى مستوى منذ مارس (اذار) عام 1997 بالمقارنة مع اغلاقه في نيويورك اول من أمس على 357.10/357.60 دولار.

وساهم في الاقبال على الذهب ضعف الدولار الاميركي في اسواق الصرف الاجنبي العالمية واستمرار انخفاض الاسهم الاميركية أمس.

وارتفع الذهب ايضا بعد نبأ لوكالة انترفاكس الروسية ذكر ان القوات المسلحة الروسية حصلت على معلومات بان الولايات المتحدة وحلفاءها قرروا شن هجوم على العراق في منتصف فبراير (شباط) المقبل.

وساعدت مخاوف الحرب في رفع سعر الذهب بأكثر من 25 في المائة عن مستوياته في هذه الفترة من العام الماضي ليصبح من افضل الاوعية الاستثمارية اداء في اسواق المال.

وقال ديفيد ثيرتل خبير السلع الاولية في بنك كومنولث الاسترالي في تقرير «نتوقع ان يرتفع الذهب في المعاملات الفورية الى 375 دولارا للاوقية بحلول منتصف فبراير وهو الان ارجح وقت لهجوم بقيادة الولايات المتحدة على العراق».