البرد في أميركا والاستعداد لشن الحرب يقفزان بسعر«برنت» لأعلى مستوى في 27 شهرا

محللون يتوقعون استمرار تراجع المخزون الأميركي والمدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية يقول إن احتياطيات النفط الاستراتيجية لن تستخدم إلا كملاذ أخير

TT

فتح مزيج برنت خام القياس الاوروبي على ارتفاع في التعاملات الالكترونية في بورصة البترول الدولية بلندن امس ليسجل اعلى مستوى في 27 شهرا مواصلا مكاسب بلغت نحو دولار بفضل نمو الطلب على وقود التدفئة في الولايات المتحدة نتيجة طقس شديد البرودة، كما يعزز الصعود احتمال شن حرب في العراق.

وفي الساعة 0826 بتوقيت جرينتش ارتفع مزيج برنت تسليم ابريل (نيسان) 40 سنتا الى 55ر33 دولار للبرميل وهو اعلى مستوى منذ 23 نوفمبر (تشرين الثاني) 2000.

وارتفع الخام الاميركي تسليم ابريل في التعاملات على شبكة اكسيس للمعاملات الالكترونية في بورصة نايمكس 44 سنتا الى 92ر36 دولار بعد ان سجل اعلى مستوى في 29 شهرا عند 37.55 دولار يوم الخميس الماضي.

وساعدت درجات الحرارة المنخفضة في شمال شرق الولايات المتحدة وضعف الامدادات علي ارتفاع اسعار الوقود لمستويات قياسية ومن المتوقع ان يستمر الطقس باردا.

واظهرت بيانات حكومية في الاسبوع الماضي ان مخزون المشتقات النفطية ومنها وقود التدفئة تقل اكثر من 30 بالمائة عن مستوياتها في نفس الفترة من العام الماضي.

وتوقع محللون ان يستمر تراجع المخزون الاميركي عندما تصدر ادارة معلومات الطاقة تقريرها الاسبوعي اليوم الاربعاء.

وامس الاثنين تقدمت الولايات المتحدة وبريطانيا بمسودة قرار لمجلس الامن يقول ان بغداد اضاعت «فرصة اخيرة» لنزع اسلحتها سلميا وتفادي الحرب.

وعلى صعيد متصل، قال كلود مانديل المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية أمس ان احتياطيات النفط الاستراتيجية الموجودة لدى الدول الاعضاء لن تستخدم الا كملاذ اخير اذا اندلعت حرب في العراق.

وقال مانديل في مؤتمر في المعهد الملكي للدراسات الدولية في لندن «اعتقد ان المنتجين يجب ان يتحركوا اولا. والاعتماد على الاحتياطيات الاستراتيجية يجب ان يكون ملاذا اخيرا».

ويقول منتجو اوبك ان لديهم ما يكفي من الطاقة الفائضة لمواجهة اي توقف لصادرات النفط العراقية في حالة نشوب حرب.

وقال مانديل «بلدان وكالة الطاقة الدولية على استعداد للتحرك بسرعة كبيرة لمواجهة اى اضطراب في امدادات المعروض. واطمئنكم بان لدينا الاحتياطيات والآليات للسحب منها على الفور اذا وجدت حاجة».

واضاف ان اي قرار تتخذه وكالة الطاقة الدولية ومقرها باريس ستعقده عدة عوامل.

فالدول المستهلكة قلقة بسبب انخفاض المخزونات وشتاء اشد برودة من المعتاد وهبوط الانتاج الفنزويلي واعمال الصيانة الموسمية للمصافي واحتمال ان تتسبب حرب في العراق في توقف الانتاج من الكويت والسعودية.

وقال مانديل ان المنتجين فقدوا جزءا كبيرا من فائض طاقتهم الانتاجية في تعويض نقص الانتاج الفنزويلي بسبب اضراب عام غير ان اوبك تشعر بالقلق خشية هبوط موسمي للطلب في الربع الثاني للعام وارتفاع الانتاج الروسي وتراجع النمو في الطلب على النفط بسبب ركود الاقتصاد العالمي.

وقال مانديل «المنتجون قلقون جدا خشية انهيار الاسعار في فصل الربيع». ومضي يقول ان انتاج فنزويلا سيبقى دون المعتاد بضعة اشهر اخرى. وقال «الاضراب في فنزويلا طال امده ويتوقع ان تعوق اثاره الانتاج اشهرا بعد استئنافه».

وقال ان وكالة الطاقة الدولية تشعر ان النطاق السعري المستهدف لاوبك بين22 و28 دولارا للبرميل مرتفع للغاية.

وقال مانديل «اننا نختلف في الايدولوجية لاننا لا نحب ان تحرك الاسواق عوامل سياسية».

الى ذلك، ذكرت وكالة انباء اوبك اليوم الثلاثاء نقلا عن امانة منظمة اوبك ان سعر سلة خامات نفط اوبك السبعة واصل الارتفاع يوم الاثنين ليصل الى 32.44 دولار للبرميل من 31.84 دولار يوم الجمعة.

وما يزال سعر الاشارة لاوبك فوق النطاق المستهدف للمنظمة بين 22 و 28 دولارا للبرميل منذ 16 ديسمبر (كانون الاول).

واتفقت اوبك في اجتماع طاريء في فيينا في 12 يناير (كانون الثاني) على زيادة الانتاج بواقع 5ر1 مليون برميل يوميا ليصل الى 24.5 مليون برميل يوميا اعتبارا من اول فبراير (شباط). وتعقد اوبك اجتماعها المقرر التالي في 11 مارس (آذار).