ارتفع الين لأعلى مستوى له في ستة اشهر امس امام الدولار بعد ان القى وزير المالية الياباني ماساجورو شيوكاوا ظلالا من الشك على استعداد طوكيو للتدخل لوقف صعود العملة اليابانية. وتراجعت اسواق الاسهم العالمية متأثرة بأنباء عن اختبار صاروخي لكوريا الشمالية مما اثار مخاوف المستثمرين، في حين هوت الاسهم البريطانية بشكل كبير متأثرة بخفض شركة «برودنشال» للتأمين للارباح الموزعة على مساهميها.
ونزل الدولار امام اليورو بعد ان اظهر مسح معهد ايفو الالماني لثقة الشركات زيادة غير متوقعة في فبراير (شباط) مما انعش الامال بحدوث انتعاش اقتصادي متواضع.
وقال شيوكاوا انه يتفق مع مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى على ان يترك تحديد اسعار الصرف لقوى السوق على عكس التصريحات الاخيرة لمسؤولين يابانيين بان طوكيو مستعدة للتدخل لوقف صعود الين الذي يضر بالصادرات.
وقال بول ماكيل خبير العملة في «درسدنر كلاينفورت فاسرشتاين» في لندن «لا تزال السوق حذرة من تدخل مستتر وتحاول معرفة النقطة التي يمكن ان يحدث عندها التدخل».
وتابع «بعد تصريحات الليلة الماضية لا يمكنهم وقف الين ولكنهم يريدون فقط ابطاء خطواته والحفاظ على صعود منظم».
وارتفع الين تدريجيا خلال التعاملات الاوروبية الصباحية وصعد اكثر من نصف في المائة خلال اليوم الى 117.05 ين للدولار و126.47 ين لليورو.
ولم يستبعد شيوكاوا لاحقا الحاجة للتدخل في حالة حدوث تحركات سريعة او بدافع المضاربة للعملات وهو ما فسره المتعاملون على انه مؤشر على مساندة تحرك بطيء.
وارتفع اليورو لاعلى مستوياته خلال الجلسة متجاوزا 1.08 دولار بعد ان ارتفع مؤشر ايفو لمناخ الاعمال الى 88.9 نقطة في فبراير من 87.4 نقطة في يناير (كانون الثاني) متجاوزا التوقعات ومسجلا اعلى مستوى في سبعة اشعر. واورد المعهد حدوث تحسن في الظروف الحالية والتوقعات بالنسبة للمستقبل.
الا ان التراجع الحاد للاسترليني مقابل الدولار غطى على مكاسب اليورو في فترة لاحقة بعد ان اعلن تشارلز بين كبير الاقتصاديين في بنك انجلترا المركزي ان العجز التجاري البريطاني يحتاج لمزيد من الهبوط في سعر صرف الجنيه مستقبلا.
وفقد الجنيه ثلثا في المائة امام الدولار واليورو ليقترب من ادنى مستوى في اربعة اعوام امام العملة الموحدة.
وهبط الاسترليني الى 68.22 بنس لليورو بعد تصريحات تشارلز بين مقارنة مع 68.14 بنس قبل بدء شهادة مسؤولي بنك انجلترا المركزي امام البرلمان ومع 67.98 بنس في اواخر معاملات نيويورك اول امس . وانخفض امام الدولار الى 1.5815 دولار من 1.5856 دولار عند بدء الشهادة.
اما بالنسبة لاسواق الاسهم العالمية، فقد هبط مؤشر فايننشال تايمز للاسهم البريطانية 2.8 بالمائة امس تقوده اسهم المؤسسات المالية بعد ان اثارت المخاوف من خفض شركة «برودنشيال» للتأمين توزيعاتها النقدية على المساهمين القلق من ان تحذو شركات اخرى في قطاع التأمين حذوها.
ونزل المؤشر منتصف الصباح 103 نقاط الى 3598.8 نقطة مسجلا ادنى مستوى منذ حوالي اسبوعين.
وهوى سهم برودنشيال 16 بالمائة بعد ان اعلنت ارتفاع ارباح التشغيل ولكن قالت انها تحتاج للمحافظة على مرونتها المالية عند تحديد الارباح التي توزعها على المساهمين في عام 2003. واثار البيان القلق من ان تخفض الشركة توزيعاتها النقدية.
وقال متعاملون ان شبح الحرب مع العراق والمخاوف الناجمة عن اطلاق كوريا الشمالية صاروخا بحريا، من العوامل التي ساهمت في زيادة قلق المستثمرين.
وفي طوكيو، اغلق مؤشر نيكاي القياسي للاسهم اليابانية على ادنى مستوى في اربعة اسابيع امس بعد ان تأثرت اسهم كبار المصدرين مثل «تويوتا موتور كورب» بارتفاع الين والمخاوف الامنية اثر انباء عن اطلاق صاروخ كوري شمالي.
وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية ان كوريا الشمالية اطلقت اول من امس صاروخا واحدا على الاقل قصير المدى فوق بحر اليابان شرق شبه الجزيرة الكورية.
وانخفض مؤشر نيكاي 204.46 نقطة توازي 2.39 بالمائة لينهي اليوم على 8360.49 نقطة وهو ادنى مستوى اغلاق منذ 31 يناير (كانون الثاني).
واغلق مؤشر توبكس الاوسع نطاقا على 819.18 نقطة بانخفاض 2.36 بالمائة.
وقالت اليابان انه ليس واضحا ما اذا كان اطلاق الصاروخ الكوري الشمالي يمثل تهديدا للامن القومي ولكنه كان كافيا لاثارة انزعاج المستثمرين القلقين بالفعل من تأثير الحرب المحتملة في العراق.
وفقد سهم تويوتا اكبر منتج للسيارات في اليابان 2.43 بالمائة الى 2805 ينات في حين هبط سهم «سوني كورب» عملاق الالكترونيات الاستهلاكية 2.62 بالمائة الى 4460 ينا.
وانخفض سهم ميزوهو هولدنجز اكبر بنك في العالم من حيث الاصول 6.96 في المائة الى 107 آلاف ين.
وفي نيويورك، انخفضت الاسهم الاميركية بنحو واحد في المائة في بداية المعاملات في وول ستريت امس اذ أثار الاختبار الصاروخي في كوريا الشمالية مخاوف المستثمرين الذين انهكهم تتبع تطورات الحرب المحتملة في العراق.
وانخفض مؤشر داو جونز لاسهم الشركات الصناعية الكبرى 78 نقطة بنسبة 1.0 في المائة الى 7779 نقطة.
أما مؤشر ستاندرد اند بورز/500 الاشمل فانخفض ثماني نقاط أي 0.97 في المائة الى 824 نقطة.
وتراجع مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه اسهم شركات التكنولوجيا 16 نقطة اي بنسبة 1.29 في المائة الى 1305 نقاط.