400 مشارك من صناع قرار ومستثمرون عرب يبحثون في الملتقى عوائق الاستثمارات العربية.. وتحديات العولمة الجديدة

انطلاق أعمال ملتقى «موعد الاستثمار العربي» اليوم في الرباط وسط مشاركة وزراء اقتصاد وخبراء أعمال

TT

تنطلق اليوم بالرباط وعلى مدى يومين أشغال «موعد الاستثمار العربي» الذي تنظمه الوزارة المكلفة الشؤون الاقتصادية والشؤون العامة وتأهيل الاقتصاد «مديرية الاستثمارات» تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس. ويشارك في هذا الملتقى زهاء أربعمائة بين صناع قرار ورجال أعمال ومستثمرين وخبراء دوليين، ومن المنتظر أن يكون الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز ضيف شرف الملتقى الذي ينتظر أن يمنح في ختام أعماله «جائزة الاستثمار العربي» لأفضل مستثمر عربي خلال سنة 2002.

وسيحضر هذا الملتقى اليوم عدد من وزراء الاستثمار والمال والاقتصاد العرب ومسؤولين عن هيئات الاستثمار العربية ومن أبرزهم الأمير عبد الله بن فيصل بن تركي آل سعود رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للإستثمار السعودي، ويوسف بطرس غالي وزير التجارة الخارجية المصري ومحمد بن خرباش وزير الدولة للمالية والصناعة الإماراتي وحمد بن فيصل آل ثاني وزرير المالية والاقتصاد والتجارة القطري، إضافة لأمناء اتحادات مجلس التعاون الخليجي والمغرب العربي.

ويهدف هذا الملتقى الاقتصادي العربي الى تأكيد التوجهات السياسية والاقتصادية المشتركة بين الدول العربية وكذا تفعيل آليات التعاون بين دول المنطقة العربية في مجال الاتفاقات الثنائية للتجارة وضمان الاستثمار.

ويسعى «موعد الاستثمار العربي» الذي ينظم تحت شعار «فرصة عربية أمام رأس المال العربي» الى أن يكون وسيلة وخطوة في اتجاه تجاوز معيقات الاستثمارات العربية البينية في جوانبها البنيوية والقانونية والسياسية والاجتماعية في أفق محاولة الإسهام في تكوين منظومة اقتصادية عربية والترويج للاستثمار العربي في العالم العربي وكذا إسهام المغرب في تدعيم التعاون العربي البيني.

ويندرج هذا الملتقى الاقتصادي العربي في إطار الجهود العربية الرامية الى تحقيق الانسجام بين التوجهات السياسية للدول العربية في إرادة تحقيق التقارب في مجال التعاون الاقتصادي بين دول المنطقة وخاصة في مجالي الشراكة والاستثمار من خلال إشراك جميع الفعاليات المالية والاقتصادية العربية ورؤساء المنظمات والمؤسسات الاقتصادية العربية والخبراء المعنيين بالترويج للاستثمار الى جانب عدد كبير من رؤساء كبريات الشركات العربية.

ويأتي «موعد الاستثمار العربي» الذي يعد مناسبة لتبادل الآراء والخبرات واستكشاف آفاق جديدة للاستثمار والتعاون العربي البيني في وقت تعرف فيه العلاقات الاقتصادية العربية عدم تناسب وانسجام رغم ما يجمع هذه الدول من علاقات وروابط سياسية ودبلوماسية.

وتؤكد الأرقام الخاصة بحجم الاستثمارات الخارجية المباشرة الحاجة الملحة الى تنظيم مثل هذه المنتديات الاقتصادية حيث بلغت الاستثمارات العربية البينية 2.5 مليار دولار خلال عام 2001 وهو ما يمثل 0.34 في المائة فقط من إجمالي الاستثمارات الخارجية، وينضاف الى ذلك ضعف تدفق الاستثمارات الأجنبية الموجهة للبلدان العربية والتي لا تتجاوز 6.02 مليار دولار أي ما يمثل 0.81 في المائة فقط من إجمالي الاستثمارات الخارجية المباشرة. وتتضمن أشغال الملتقى عقد جلستين عامتين تتناولان المواضيع المتعلقة بوضع العلاقات الاقتصادية العربية البينية في الإطار العام للعلاقات التاريخية والسياسية العربية والتذكير بضرورة تحقيق التقارب على المستوى السياسي والاقتصادي عبر التشاور والتبادل باستعمال آليات الترويج الاقتصادي في المنطقة وكذا تقديم شهادات وتحاليل لرؤساء ومسؤولي عدد من المؤسسات الاستثمارية العربية بهدف تمكين المشاركين من الاطلاع على إمكانيات وفرص الاستثمار في المنطقة العربية بهدف تزكية المكتسبات وتشجيع وتحفيز الفاعلين للاستثمار بالدول العربية.

كما تشمل هذه الجلسات التي ينتظر أن تعرف مشاركة عدد من وزراء التجارة والاقتصاد والمالية العرب تقديم أرقام وتحاليل تبرز ضعف المبادلات العربية البينية واقتراح الاستراتيجيات الممكنة لمواجهة العجز الملحوظ.

ويبحث الملتقى أيضا التحديات التي تواجه الاقتصاديات العربية وسبل رفع حجم الاستثمارات البينية العربية.

ويناقش المشاركون وضمنهم عدد من كبار المستثمرين ورجال الأعمال العرب، العوائق التي تحول دون نمو الاستثمار وتطور القطاع الخاص في الاقتصاديات العربية. ويسعى المشاركون في الملتقى لبلورة مقاربة عربية مشتركة ومنسقة من خلال تفعيل دور هيئات الاستثمار العربية، في سبيل مواجهة تحديات العولمة وتحسين موقع البلاد العربية في خارطة الاستثمارات العالمية.

وسيعرف «موعد الاستثمار العربي» تنظيم عدة ورشات تخصص للتقديم والتعريف بمجموعة من المشاريع الاستثمارية.

كما سيتم عقد اجتماع الوكالات العربية لتشجيع الاستثمار في أفق التعرف على تجارب ومبادرات التعاون العربي المشترك على المستوى الاقتصادي بشكل عام وفي مجال الترويج للاستثمار بشكل خاص وكذا التعبير عن الانتظارات والاحتياجات المتعلقة بالتعاون العربي البيني فضلا عن خلق لجنة متابعة التي ستتكلف انطلاقا من التوصيات التي سيقترحها المشاركون بوضع السيناريوهات المحتملة التي يمكن تقديمها مستقبلا من أجل اقرارها وتبنيها.

وسيقدم المغرب خلال جلسات الملتقى فرص مشاريع وبرامج استثمارية في قطاعات واعدة مثل السياحة والقطاع المصرفي. وسيكون من أبرز المتحدثين في موضوع فرص الاستثمار العربية، الشيخ صالح كامل رئيس مجموعة دلة البركة وحسن الشامي رئيس الاتحاد العام للمقاولات بالمغرب ورفيق خليفة رئيس مجموعة خليفة الجزائرية الفرنسية ومأمون ابراهيم حسن مدير عام المؤسسة العربية لضمان الاستثمار. وسيكون عبد الرزاق مصدق الوزير المغربي المنتدب للشؤون الاقتصادية والعامة وتأهيل الاقتصاد المتحدث الرسمي المغربي في الملتقى الذي يشرف ادريس جطو الوزير الأول المغربي في ختام أعماله على حفل تسليم جائزة الاستثمار العربي.