وزير المالية والتخصيص المغربي في حوار لـ«الشرق الأوسط» :المغرب منطقة استراتيجية تمنح رجل الأعمال الخليجي فرصة استثمارية حقيقية

TT

قال فتح الله ولعلو وزير المالية والتخصيص المغربي ان منتدى «موعد الاستثمار العربي» يشكل محطة اساسية وضرورية لمنح المستثمر الخليجي فرصة الوقوف على ما انجزه المغرب خلال السنوات الخمس الماضية بخصوص اعداد البنيات الضرورية لانجاح مشاريع استثمارية في قطاعات السياحة والصناعة المعدنية والمنتوجات التصديرية. وقال في حوار اجرته معه «الشرق الأوسط» في الرباط، ان المغرب نجح في كسب صورة جيدة في عالم المال والاعمال جعلت منه منطقة آمنة وجاذبة للاستثمار تمنح للمستثمر حظوظا وافرة للربحية المضمونة من خلال قربه من الاسواق الكبري الموجودة في كل من افريقيا واوروبا ومنطقة المغرب العربي. واكد على ان نجاح المغرب في تنويع شركائه التجاريين سيمثل حافزا حقيقيا لمنح المستثمر الخليجي امكانية الدخول الى الأسواق الكبرى والناشئة. وفي ما يلي تص الحوار:

* ينعقد منتدى «موعد الاستثمار العربي» بالمغرب في اجواء دولية يخيم عليها شبح الحرب وتراجع لافت للمشاريع الاستثمارية في العالم العربي، ترى ما الجديد الذي يقدمه هذا المؤتمر؟

ـ بصرف النظر عن مسألة الحرب وتبعاتها الاقتصادية على الدول العربية نلاحظ في المغرب انه منذ السنوات الخمس الماضية، تطورت العلاقات الاقتصادية على مستوى التنفيذ في عالم الاستثمارات بين المغرب ودول الخليج العربي، بشكل لافت للنظر فهناك مثلا مجموعات اقتصادية ومالية مهمة من السعودية والامارات العربية المتحدة وقطر والبحرين تهتم بالفرص الاستثمارية المتاحة بالمغرب. بل ان هناك مجموعات بدأت بصورة فعلية تستثمر في المجال السياحي والعقاري خاصة مجموعة «دلة البركة» السعودية و«مجموعة اللواء» الاماراتية. اضافة الى وجود رجال اعمال شرعوا في خلق شركات قابضة في مجال الخدمات وحتى في المجال الصناعي والزراعي. وهذا الاهتمام مرتبط بالطفرة التي عرفها الاستثمار الاجنبي بالمغرب خاصة في القطاع السياحي وان كان الاستثمار العربي له خصوصيته المحددة. اذا فالموعد الجديد هو محطة اخرى لترجمة بعض المشاريع الجاهزة التنفيد والاتفاق على مشاريع آخرى سترى النور في المستقبل.

* ولكن المستثمر الخليجي يريد مشاريع مدروسة من حيث الجدوى والربحية، فهل هذا متوفر؟

ـ هذا هو دور «موعد الاستثمار العربي» والمتمثل في جعل المستثمر العربي والخليجي يقف على ما أنجزناه في مجال الاعداد لاستثمارات جديدة. وبالتالي فالموعد هو لقاء جديد بين المغرب والشركات العربية بصفة عامة والخليجية على وجه التحديد. وهذه فرصتنا لكي نبين أولا التقدم الذي شهدته السوق الاستثمارية بالمغرب وهو تقدم سياسي في المقام الأول يضمن للمستثمر شروط الطمأنينة. كما ان الأوضاع غير المستقرة في العالم تفرض علينا كعرب مزيدا من التآزر خاصة في مجال الاستثمار.

وهو تقدم يأخذ بعين الاعتبار وضوح الرؤية في مجالات الاستثمار المضمونة الربحية في المغرب. واذا اخذنا بعين الاعتبار منطقة التبادل الحر بين المغرب والاتحاد الاوروبي والمجال الجديد الذي فتحناه مع الدول العربية المتوسطية خاصة الجزائر ومصر والاردن لاقامة منطقة عربية حرة تحت ما يعرف بـ«ميثاق اكادير» اضافة الى اننا شرعنا في مفاوضات جدية مع الولايات المتحدة الأميركية لخلق منطقة للتبادل الحر التي نأمل ان تدخل حيز التنفيذ سنة 2003، فكل هذه الامكانات المغربية المتاحة هي في واقع الأمر فرص حقيقية تفتح أمام المستثمر الخليجي الراغب في الدخول الى المغرب ليكتسح مواقع عدة في السوق المغربية ومنها الى السوق المغاربية والمتوسطية والافريقية والاوروبية والاميركية.

* ولكن رأس المال كما يقولون دائما جبان فهل من ضمانات للخروج من هذا الموعد بنتائج عملية تترجم هذه الإرادة ؟

ـ هذا ما نأمله ونحن من جهتنا نقول بأننا تقدمنا في اعداد كل الامور التي قد تساعد على الخروج بنتائج عملية. وأريد ان اقتصر هنا على مثال واحد هو السياحة. فمنذ سنتين لم تكن لدينا مواقع سياحية جديدة لكن الآن العالم كله يعرف ان لدينا ستة مواقع سياحية كبرى. ونأسف كثيرا لأن اوروبا اميركا تعرف هذه المواقع اكثر من الدول العربية. كما ان استراتيجيتنا الوطنية والقائمة على استقطاب 10 ملايين من السياح سنة 2010 يوضح مرة اخرى بأن المغرب لديه مؤهلات سياحية ضخمة سنعرضها بصورة مفصلة امام اخواننا المستثمرين الخليجيين ونأمل أن يتم التعاون اللازم في هذا الباب. اضافة الى ذلك اؤكد مرة أخرى ان المغرب يتوفر على طاقات تصديرية مهمة في العديد من القطاعات الصناعية. ولا اتحدث هنا عن النسيج الذي اضحى قطاعا تقليديا ولكن اتحدث عن الصناعات المعدنية والغذائية مع العلم ان الاسواق متوفرة فانتم تعلمون ان السوق الاميركية والاوروبية التي تعرف تناميا متزايدا للمستهلكين والقدرة الشرائية تحتاج لمثل هذه المنتوجات وشروط التصدير متوفرة. وبالتالي فنحن عندما نقترح على المستثمرين الخليجيين هذه المشاريع فاننا نقدمها من موقع ان فرص الربح مضمونة.

* اذن «موعد الاستثمار العربي» ستليه مواعيد اخرى وهو تكملة لما تم الشروع فيه في الملتقى المغربي الخليجي للشراكة والاستثمار الذي انعقد بالدار البيضاء منذ سنتين؟

ـ هذا مؤكد فموعد الاستثمار العربي هذا تكملة لما تم الشروع فيه منذ ثلاث سنوات.وكل ما نرجوه هو ان ينخرط المستثمر الخليجي في قطار الاستثمار بالمغرب ويأخذ موقعه في القاطرة الامامية للاستثمار ببلادنا، لان المغرب بموقعه الاستراتيجي وطاقاته الاقتصادية يمنح المستثمر الخليجي فرصة حقيقية للدخول الى الاسواق القريبة الكبرى والناشئة.