مشاكل كبيرة واجهت استثمار مجموعة «غدير» السعودية في فندق «مرحبا» بالدار البيضاء

قيمة المشروع 45 مليون دولار ويقع في قلب العاصمة الاقتصادية

TT

يعد فندق «مرحبا» بمدينة الدار البيضاء من أشهر الفنادق المغربية وأعرقها ويوجد في قلب العاصمة الإقتصادية للمغرب، لكن المشاكل التي واجهت مشروع تجديده حولت هذا المعلم السياحي إلى مشهد دال على نموذج سلبي للاستثمار العربي وتتبادل أطراف عديدة الاتهامات حول المسؤولية عنه.

وبرأي مصادر في المجموعة السعودية السياحية «غدير للفنادق» فإن المجموعة تمكنت من استئناف نشاطها في تنفيذ مشروع اصلاح وتجديد فندق «مرحبا»، الذي بلغت قيمته الاستثمارية 45 مليون دولار أميركي.

وأكدت مصادر من المجموعة التي يديرها رجل الأعمال السعودي عبد المجيد أبو الجدايل ، تمسكها بالمشروع ونفت أنباء كانت قد ترددت حول بيعه، وأوضحت أن تمسك المجموعة بالمشروع نابع من القناعة بأهميته ومكانته التاريخية في مدينة الدار البيضاء، مبرزة أن عمليات الإصلاح والتجديد ستعيد لهذه المؤسسة السياحية مكانتها وأفضل مما كانت عليه.

وقالت مصادر المجموعة أنه رغم الصعوبات التي حاول البعض وضعها في سبيل إنجاز المشروع وقد فشلت تلك المحاولات بفضل اصرار المجموعة وتمسكها بالمشروع وحزم صانع القرار المغربي وخصوصا من خلال الإهتمام الخاص الذي أولاه إدريس بنهيمة بعد تعيينه من قبل العاهل المغربي الملك محمد السادس واليا على الدار البيضاء .

ويتبادل المسؤولون في مجموعة «غدير للفنادق» الاتهامات مع مكتب للهندسة بالدار البيضاء، بالتسبب في عرقلة تنفيذ المشروع»، واحتكم الطرفان للقضاء بيد ان القضية ظلت معلقة في أروقة المحاكم بالدار البيضاء لمدة سنوات طويلة بسبب التجاذب بين طرفي النزاع. ويقول متتبعون بأن تدخلات لبعض الأطراف الادارية التي لها مصالح في المشروع، أدت إلى تعقيدات كثيرة، ويستدل هؤلاء المتتبعون على ذلك بأن الحزم الذي تعاملت به الإدارة في الفترة الأخيرة وتحديدا منذ تولي ادريس بنهيمة منصب وال للدار البيضاء ، والاهتمام الشخصي الذي يوليه العاهل المغربي لملفات الاستثمار، أدى إلى تغيير واضح في سلوك المتدخلين في هذا الملف الشائك.

ويقوم الخلاف بين الطرفين حول مبلغ 1.4 مليون دولار أميركي يطالب بها مكتب الهندسة الذي كلفته المجموعة بتصميم المشروع، كقيمة لتعويضات عن التخلي عن نقض العقد الموقع بين الطرفين لتنفيذ المشروع ، لكن المستثمر رفض هذه المطالب واعتبرها استغلالا غير مقبول.وتضيف مصادر الشركة المستثمرة بأن السنوات العشر التي تعثر خلالها المشروع كلفت الشركة خسائر ضخمة، وأن التخلي عن خدمات مكتب الهندسة جاء نتيجة محاولته تأويل العقد بكيفية غير نزيهة بهدف استغلال المستثمر وتضخيم التعويضات.

وعندما أحيل الخلاف على القضاء، استخدم المهندس المصمم للمشروع بنودا في القانون المغربي تلزم صاحب المشروع بإيقاف تنفيذ المشروع، وعدم استخدام التصميمات التي وضعت له وله جزئيا، ودخل الملف في أطوار من التعقيدات بسبب تداخلات عدد من الأطراف فيه.وأشار محامون بأن ظروف توقيع المستثمر للعقد مع مكتب الهندسة ، لم يتم في ظروف واضحة وربما يكون المستثمر قد تسرع ابانها في توقيع العقد قبل التعرف على كافة الظروف المحيطة بتنفيذ المشروع.

وتعود بدايات مشروع تجديد فندق «مرحبا» إلى سنة 1992 ويقع المشروع في قلب الدار البيضاء وتحديدا بشارع الجيش الملكي الذي توجد به أفخم فنادق العاصمة الاقتصادية للمغرب وكانت المجموعة قد اشترت ايضا «فندق مرحبا» بمدينة الجديدة الشاطئية (70 كيلومتراً جنوب الدار البيضاء).

ويحتوي فندق مرحبا الدار البيضاء، على 15 طابقا، وكان رجل الأعمال السعودي قد اشتراه قبل عشر سنوات من المستثمر المغربي اليهودي جيف أوحنا. وواجهت مجموعة «غدير للفنادق» منذ ذلك الحين صعوبات ومشاكل قضائية إلى أن تم الاتفاق عبر وساطات ومساع ودية أدت لاتفاق الطرفين المتنازعين على استئناف أعمال الاصلاح.