الأمير سلطان: توفر المياه ركيزة للتنمية الشاملة وعلينا ترشيد استهلاكه

القصيبي: إعادة هيكلة مؤسسة تحلية المياه وإشراك القطاع الخاص في نشاطها

TT

انطلقت امس في الرياض فعاليات المؤتمر الخليجي السادس للمياه والذي يستمر على مدى خمسة ايام سوف تستعرض خلالها قرابة 80 ورقة عمل، حيث قام بافتتاح المؤتمر نيابة عن الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد السعودي، الامير سلطان بن عبد العزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وبحضور الامير سلمان بن عبد العزيز، امير منطقة الرياض وعبد الرحمن العطية، امين عام مجلس التعاون.

وقال الامير سلطان بن عبد العزيز في كلمة القاها خلال حفل الافتتاح ان القناعة بأهمية توافر مصادر المياه باعتبارها ركيزة رئيسية لسير برامج التنمية الشاملة، حيث اولى الملك عبد العزيز اهتماما بالغا بهذا الجانب الهام فصدرت اوامره في العام 1362 هجرية باستقدام بعثة اميركية لدراسة وتقييم الموارد المائية في السعودية، فيما تتابعت الدراسات والبرامج التي على ضوئها قامت الدولة بحفر الآبار وانشاء السدود ومحطات تحلية المياه المالحة، مشيرا الى تحقق الكثير من الانجازات في هذا المجال الحيوي الهام.

واضاف ان للماء في هذا الجزء من العالم وضع خاص لا يعرفه الا من يكابد ندرة هذا العنصر الحيوي الهام، معتبرا ان على الحكومة والمواطنين الاجتهاد في ترشيد استهلاكه من خلال جهود العلماء وصناع القرار والمستهلكين.

ومن جانبه قال الدكتور غازي القصيبي وزير المياه في السعودية «ان هناك اصرارا على ان تتحول التوصيات التي سيخرج بها هذا المؤتمر طريقها للتنفيذ خصوصا وسط مشاركة لصفوة من الخبراء في مناقشة مواضيع الساعة، مثل الوسائل المرشدة والسياسات التي تساعد على ترشيد المياه ومستقبل المياه في منطقة الخليج ودور القطاع الخاص في مشاريع المياه».

وفي اجابة لسؤال الصحافيين حول مستقبل مشاركة القطاع الخاص في مشاريع تحلية المياه في السعودية قال الدكتور القصيبي نحن الآن نضع القواعد والاسس لمشاركة القطاع وسوف تعلن هذه الالية خلال اسابيع، وبعد ذلك سيتم استقبال الطلبات، مؤكدا ان جميع المشاريع الكبيرة في تحلية المياه سيشارك القطاع الخاص في تنفيذها.

وكشف القصيبي ان المجلس الاقتصادي الاعلى الذي يرأسه الامير عبد الله بن عبد العزيز يدرس حاليا فكرة اعادة هيكلة المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة واشراك القطاع الخاص في نشاطها وسوف تعلن هذه الهيكلة في حال اقرارها.

واشار القصيبي في كلمته الى الصعوبات المائية التي سوف يمر بها العالم خلال السنوات المقبلة وخصوصا في منطقة الخليج التي لن تكفي مواردها المالية لتغطية الطلب المتزايد، مطالبا بالبدء فورا في ترشيد صارم للمياه وادارة الطلب بفعالية وكفاءة.

واعتبر القصيبي ان هذا المؤتمر بمثابة جرس انذار يقرع لتنبيه الغافلين، كما قال فيما وصف في تصريح سابق، الواقع المائي الخليجي بانه في وضع حرج.

ومن جانبه، كشف عبد الرحمن العطية، امين عام مجلس التعاون، ان العمل جار لاستكمال الخطوات اللازمة لتحويل مركز الجبيل لابحاث وتطوير تحلية المياه المالحة ليكن مركزا اقليميا لدول المجلس كما ان هناك دراسة جدوى للربط المائي بين الدول الاعضاء.

وفي هذا السياق قال الدكتور علي الغفيص، وكيل وزارة المياه السعودية، ان الجهود الخليجية السابقة في مجال المياه انصبت في جانب ادارة العرض لتلبية الاحتياجات عن طرق التوسع في بناء محطات تحلية مياه البحر وحفر مزيد من الآبار لاستخراج المياه الجوفية وتشييد السدود ولكن ذلك لم يمنع وجود عجز مائي كبيرة وفجوة بين العرض والطلب على المياه، ما افرز مشاكل مائية حرجة في معظم دول المجلس.

ولخص الدكتور الغفيص هذه المشاكل في نقص حاد في المياه يصاحبه تغير في نوعها وتدني كمياتها وتلوثها وتملح الاراضي وتدهورها مما سيؤدي الى خروج بعض الطبقات المائية وبعض الاراضي الزراعية من دائرة الاستثمار وسيكون لكل ذلك مضاعفات وانعكاسات اقتصادية واجتماعية وبيئية.