أبوظبي تؤكد تنظيم معرضها الدولي للدفاع رغم احتمالات الحرب على العراق

توجيه دعوات لـ55 وزيرا للدفاع ولا إلغاء لحجوزات اللاعبين الكبار في الصناعة الحربية

TT

اعلنت ابوظبي امس ان معرض الدفاع الدولي «ايدكس 2003» سيقام في موعده يوم الاحد القادم، بمشاركة اللاعبين الكبار في الصناعة الحربية في العالم، وحضور عدد كبير من وزراء الدفاع ورؤساء الاركان في الدول العربية والاجنبية.

وحسم هذا الاعلان شكوكاً كثيرة بامكانية تنظيم المعرض بسبب الاحتمالات القوية بتوجيه ضربة عسكرية للعراق، وما تثيره هذه الضربة من تداعيات امنية وسياسية مختلفة واكدت مصادر المؤسسة العامة للمعارض في ابوظبي ان مستوى المشاركة في الدورة الجديدة للمعرض الذي مضى على انطلاقته عشرة اعوام، لا يختلف عما كانت عليه دورة المعرض الماضية في عام 2001.

وعلى عكس ما كان متوقعاً فإنه لم يتم إلغاء اي حجوزات، وان عدد الشركات والمؤسسات المشاركة في المعرض وصل الى حوالي 825 مؤسسة من 45 دولة.

ومع ان نائب رئيس المؤسسة العامة للمعارض ورئيس غرفة تجارة وصناعة ابوظبي سعيد بن جبر السويدي اعلن ان الدعوات وجهت الى 55 وزيراً للدفاع و17 رئيساً للاركان في دول عربية واجنبية لحضور افتتاح المعرض الذي يقام مرة كل عامين، فان بعض المصادر لا تتوقع حضور هذا العدد الكبير من المسؤولين العسكريين العرب والاجانب، خاصة اذا اندلعت الحرب على العراق، او تزايدت نذر اشتعالها.

وقالت هذه المصادر ان المؤسسة العامة للمعارض بالرغم من انها تدرك التأثير السلبي للحرب على النشاط الاقتصادي في المنطقة والعالم، الا ان اصرارها على تنظيم المعرض في موعده ومكانه، يهدف الى تأكيد الطبيعة الاقتصادية للحدث، وابعاده ـ ما امكن ـ عن الظروف السياسية والعسكرية الطارئة، كما انه يعكس التزام المؤسسة بانتظام المعرض وانعقاده في مواعيده وذلك لتأكيد مصداقيته امام العارضين والزائرين.

وأكد السويدي ان معرض ايدكس 2003 الذي يفتتحه ولي عهد ابوظبي ونائب القائد الاعلى للقوات المسلحة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان سيشهد الاعلان عن بعض الصفقات التي كانت سمة ميزت جميع دورات المعرض منذ انطلاقته عام 1993.

ورغم ان السويدي لم يحدد حجم واطراف هذه الصفقات فان دولة الامارات يتوقع ان تكون هي الدولة التي ستعلن عن صفقاتها الحربية كما فعلت في الدورات السابقة.

وكانت تلك الصفقات قد اكسبت المعرض زخماً كبيراً وسمعة دولية بالنظر الى ان حجمها بلغ عدة مليارات من الدولارات وتنافست عليها شركات تصنيع السلاح التي كانت تعاني من الركود بسبب انتهاء الحرب الباردة.

وتقول مصادر مطلعة ان المنافسة بين الشركات المصنعة في معرض ابوظبي الدولي في دورته الجديدة ستكون اقل حدة، خاصة ان السوق التي تتنافس عليها الشركات حالياً هي السوق الاميركية، في حين تبدو حصة الاسواق الاقليمية اقل من الدورات السابقة، خاصة ان دول الشرق الاوسط تعاقدت في السنوات العشر الماضية على صفقات كبيرة لم يتم تسلمها بعد.

وتوقعت مصادر اماراتية ان يعقد على هامش المعرض لقاء بين رؤساء اركان القوات المسلحة بدول التعاون في اطار اتفاقية الدفاع المشترك بين دول المجلس.

ومع انه لم يعرف بعد مَن من المسؤولين العرب او الاجانب سيحضرون افتتاح المعرض فان هناك توقعات بحضور العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الذي يعد من الحريصين على زيارة معارض «ايدكس» منذ انطلاقها قبل عشر سنوات.

وباستثناء اسرائيل، التي ترفض الامارات مشاركة اي شركات او مؤسسات منها في معارض ايدكس، فإن هذه المعارض لا تضع قيوداً على مشاركة اية دولة عربية او اجنبية.

وقد شاركت في الدورات السابقة دول من جميع الالوان السياسية، ومن مختلف المدارس التقنية حيث تجاورت اجنحة الصناعات العسكرية الروسية والاوكرانية والتشيكية مع اجنحة الشركات الاميركية والبريطانية والفرنسية.

ويذكر ان معارض ايدكس شهدت منذ بدء هذه السلسلة صفقات تاريخية حيث عقدت في دورة عام 1993 صفقة بين دولة الامارات وشركة جيات الفرنسية بقيمة زادت عن 3.7 مليار دولار لشراء اكثر من 430 دبابة طراز دوكليرك.

كما عقدت في الدورات التالية صفقات لشراء منظومات رادار وصواريخ وطائرات عمودية ومهمات دفاعية.

وكان اكبر صفقة عقدت في اطار معرض ايدكس تلك التي اعلن عنها في دورة ايدكس 1999 حينما اعلنت الامارات شراء 80 طائرة من طراز «إف ـ 16» بقيمة زادت عن 7 مليارات دولار.

وتتميز سلسلة معارض ايدكس، من خلال فعاليات المعرض البحري في ميناء زايد، والذي يستقبل أحدث السفن الحربية والغواصات وسفن التموين والفرقاطات الى جانب ميدان الرماية في المقاطرة حيث يتم في هذا الميدان استخدام الذخائر الحية والقذائف والصواريخ التى يبلغ مداها 45 كيلومترا.

ويعد هذا المعرض مكملاً لمعرض الطيران بدبي، حيث يتخصص معرض الدفاع بأبوظبي بالمعدات الدفاعية البرية والبحرية واجهزة الاتصالات والرقابة.