الفنادق المصرية تترقب تداعيات الحرب على حركة السياحة وسط آمال بتأثير أقل ضررا من عام 1990

TT

حالة من الترقب والانتظار تشهدها حاليا الفنادق المصرية والمنتجعات السياحية ذات الخمسة نجوم وبسبب احداث الحرب الحالية وفي اليوم الاول من بداية الحرب والهجوم على العراق لم تسجل الفنادق الكبرى بالقاهرة الغاء حجوزات لوفود ومجموعات سياحية قادمة وان كانت توقعات العاملين باقسام الحجز بالفنادق تتوقع موسما سياحيا صعبا، خاصة ان معدلات الاشغال في تراجع مستمر منذ اكثر من شهرين حيث بلغت نسبة الاشغال بفنادق الماريوت وسميراميس ومجموعة هيلتون ما بين 30% إلى 50% في وقت شهدت فيه ذات الفترة من العام الماضي انتعاشا بسبب موسم السياحة الاسبانية واليابانية لمصر.

ويشير احد مسؤولي الحجز بفندق 5 نجوم بوسط القاهرة الى ان عددا كبيرا من مسؤولي التسويق بالفندق اقاموا خططهم على حل الازمة سلميا في الساعات الاخيرة الا ان اندلاع الحرب فعليا اطاح بكل التوقعات التي تمت حيث تراجعت نسبة الاشغال مقدما الى 70% عما كانت عليه منذ عام تقريبا ويتم حاليا التركيز على النزلاء الافراد وان كانت التوقعات تشير الى انه ليس من المنتظر ان تشهد فنادق القاهرة هجوما من الكويتيين على حجز الغرف بها على غرار ما حدث عام 1990.

ويشير الدكتور طارق هويدي صاحب شركة حجوزات معروفة لرحلات سياحية وفنادق بمصر عبر الانترنت الى ان حجم الحجوزات لبرامج سياحية بمصر من الخارج أو اقامة بالفنادق المصرية في تراجع مستمر حيث كان لدينا الاعتقاد بأن الحرب لن تقوم في اللحطة الاخيرة مشيرا الى ان حجم الغاء التعاقدات على حجز الغرف بالفنادق المصرية ملموس جدا منذ عدة اسابيع وعلى المستوى الداخلي في الفنادق المصرية فتحت ادارة الفنادق الكبرى بالقاهرة للعاملين بها باب الاجازات بدون مرتب وذلك لاول مرة منذ حرب الخليج الاولى عام 1990، كما قامت باغلاق ادوار كاملة بها وذلك لخفض تكلفة الغرف اليومية غير المشغولة والتي تشمل النظافة والصيانة.

وعلى مستوى اقسام الحفلات والاغذية والمشروبات بالفنادق فقد تراجعت معدلات حجز قاعات الافراح بداية من العام الحالي حيث يشير مسؤول الحفلات بفندق شهير على نيل القاهرة يضم 5 قاعات افراح الى ان الحفلات به اصبحت في حدود فرح واحد أو فرحين شهريا مقابل 3 افراح على الاقل اسبوعيا في نفس الوقت من العام الماضي وان كانت الصورة هنا اكثر تعقيدا. اما على مستوى مطاعم ومطابخ الفنادق فقد تراجعت اعداد الطباخين العاملين بكل وردية بالفندق الى نصف عددهم تقريبا وذلك توفيرا للمواد الخام نظرا لتراجع نسبة الاشغال في الفنادق وكذلك تراجع زبائن المطاعم بالفنادق من المصريين والمترجلين الى 50% عن وقت سابق.

ويشير محمد علي مدير مطعم بفندق 5 نجوم الى ان ما يزيد من حدة الازمة عدم قدرة الفنادق على تخفيض اسعارها للترويج لخدماتها وذلك بعد ارتفاع اسعار الدولار خلال الفترة الماضية مما يضع الجميع في مأزق.

ورغم كل ما تقدم فهناك توقعات تشير الى ان الازمة السياحية المرافقة للحرب ولتداعياتها ستكون اقل مما كانت عليه في حرب 1990 وفي خلال احداث سبتمبر 2001، وان الاستقرار الملموس بمصر سيكون عاملا هاما، مع عوامل الجذب السياحي المعروفة لاستعادة النشاط.