برنت يواصل التراجع مع سيطرة القوات الأميركية على حقول نفط كركوك

«أوبك» يمكن أن تسحب حوالي مليوني برميل يوميا من السوق للحفاظ على الأسعار في حدود 25 دولارا للبرميل

TT

انخفض سعر مزيج برنت خام القياس الاوروبي في التعاملات الآجلة في بورصة البترول الدولية أمس بعد تحرك القوات الاميركية للسيطرة على حقول نفط كركوك العملاقة التي يبدو انها لم تتعرض لدمار يذكر في الحرب. وتدعم سعر برنت في عقود مايو (ايار) في بادئ الامر بعمليات شراء لكنه غير اتجاهه ليهبط 22 سنتا الى 24.25 دولار للبرميل في الساعة 0815 بتوقيت جرينتش. وكان قد انخفض 75 سنتا امس الأول ليغلق على 24.50 دولار للبرميل.

وقال مراسلو رويترز ان القوات الاميركية تحركت امس لتأمين حقول كركوك القادرة على انتاج 900 الف برميل يوميا اي نصف صادرات العراق قبل الحرب البالغة 1.8 مليون برميل يوميا. واضافوا ان الحقول يبدو انها لم تتعرض لاضرار تذكر.

وتراجعت الاسعار امس الاول بعد ان سيطر مقاتلون اكراد مدعومون من الولايات المتحدة على كركوك مما يدفع الحرب على العراق خطوة للامام نحو نهايتها.

وقال الجيش الاميركي انه يهدف الى انتاج ما بين 200 الف و800 الف برميل يوميا في حقول النفط الجنوبية العراقية خلال 15 اسبوعا. ويقول المتعاملون ان الاسعار تراجعت كذلك بسبب انباء عن تحسن مستويات الانتاج في نيجيريا لكن من ناحية اخرى هناك تكهنات بان «اوبك» قد تخفض الانتاج الزائد عن سقف انتاجها.

الى ذلك أفاد مصدر مقرب من منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) ان المنظمة يمكن ان تسحب حوالي مليوني برميل من النفط الخام يوميا من الاسواق عن طريق الالتزام «بشكل صارم» بحصص الانتاج. وقال المصدر لوكالة الصحافة الفرنسية «ان هناك فائضا في الامدادات في السوق بمقدار مليوني برميل. ما يجب ان نفعله لنسحب هذه الكمية من السوق، هو الالتزام بشكل صارم بحصصنا في الانتاج». واوضح «ان بعض اعضاء المنظمة يغشون، ولا نعلم من هم. نحتاج الى المزيد من الالتزام» مشيرا الى ان دولا اعضاء تتجاوز حصص الانتاج التي حددتها «اوبك». وتبلغ حصص دول منظمة الاوبك 24.5 مليون برميل يوميا وتخشى المنظمة ان تنخفض اسعار النفط فور انتهاء الحرب في العراق.

من جهة اخرى قال مراسل لرويترز ان الجنود الاميركيين انتشروا أمس في حقول النفط بمدينة كركوك في شمال العراق في عملية تستهدف تأمينها.

والسيطرة على مدينة كركوك التي تنتج 900 الف برميل من النفط يوميا يجعل القوات الاميركية مسيطرة بالفعل على اهم مواقع النفط العراقية. وقال مراسل رويترز جو لوجان ان قوات الفرقة 173 المحمولة جوا مدت اسلاكا شائكة على كل الطرق المؤدية الى منشأة بابا جرجور النفطية وهي واحدة من عدة منشآت نفطية في حقول كركوك التي كانت تنتج 40 في المائة من اجمالي صادرات العراق النفطية قبل الحرب والتي وصلت الى 1.7 مليون برميل يوميا.

وذكرت مجموعة نفطية متخصصة ان مصب جيهان النفطي التركي استمر أمس في تسلم النفط الخام عبر الانابيب من ابار النفط في كركوك على رغم وقوع هذه المدينة في شمال العراق في ايدي الاكراد المدعومين من الولايات المتحدة. وذكرت مجموعة «انيرجي انتليجنس غروب» في نشرتها الاخبارية في نيويورك «ان الانبوب سلم مصب جيهان يوم الاربعاء 84 الف برميل. واستمر هذا التموين على رغم السيطرة على كركوك ووصل 111 الف برميل الى جيهان».

واضافت النشرة ان «استمرار تدفق النفط يؤكد ان بعض الحقول النفطية في كركوك على الاقل ما زالت تنتج. وباتت مستودعات التخزين في جيهان تحتوي على 8.3 مليون برميل من النفط العراقي الصالح للاستعمال».

وتساهم منطقة كركوك بحوالي ثلث اجمالي انتاج النفط في العراق (7.2 مليون برميل يوميا). والثلثان المتبقيان يأتيان من حقول الجنوب التي باتت تحت سيطرة القوات الاميركية ـ البريطانية. واكدت تركيا التي تتخوف من انتقال الثروة النفطية الى دولة كردية مستقلة انها حصلت من الولايات المتحدة على تعهد بعدم السماح للاكراد بالسيطرة على كركوك.