أمين عام مجلس القوى العاملة السعودية: ندرس توسيع الفرص لعمل السعوديات في الخارج

1500 شركة تملكها سعوديات واخريات يعملن في مهن الإرشاد السياحي والتدريب الرياضي والمقاولات

TT

اعتبر الدكتورعبدالواحد الحميد أمين عام مجلس القوى العاملة في السعودية أن عمل السعوديات في خارج بلادهن لا يمثل ظاهرة بل هي حالات ومبادرات شخصية من بعضهن بسبب إقامتهن مع أسرهن في الخارج ولمح الى أن المجلس يدرس حاليا توسيع فرص العمل للمرأة السعودية. وتزامن ذلك مع ما يتردد من قيام بعض السعوديات بالبحث عن فرص عمل خارج السعودية.

وتناول الدكتور الحميد جوانب من الفرص المتاحة لعمل السعوديات والعقبات التي تواجه هذه الفرص.

وسجلت «الشرق الأوسط» آراء البعض من السعوديات اللاتي يعملن خارج بلادهن فكانت هذه الحصيلة.

* تردد أن بعض السعوديات يعملن بمهن الإرشاد السياحي والمقاولات والهندسة خارج بلادهن ما تعليقكم على ذلك؟

ـ الموضوع هنا يتعلق بحالات فردية ونادرة جدا وهو نتيجة مبادرات شخصية من بعض السعوديات المقيمات مع أسرهن في الخارج. والشيء المؤكد انه لا يشكل ظاهرة بأي حال من الأحوال. وبما أن الأمر كله مبادرات فردية غير مسجلة رسميا فيصعب الحديث عن إحصائيات، أما الأمر الآخر فهو أن السعودية لا تفرض ضرائب على رواتب مواطنيها بما في ذلك العاملون في الخارج وبالتالي لا توجد إحصائيات في هذا المجال، خصوصا أن السعودية ليست مصدرة للعمالة وانما مستقبلة لها.

* هل لمستم تعرض بعض العاملات السعوديات بالخارج لبعض المشاكل سواء المتعلقة بالعمل أو الظروف المحيطة؟

ـ لم يصلنا شيء، مما يؤكد أن عمل المرأة السعودية بالخارج ان وجد فهو استثناء فردي وشخصي من قبلها ولا يمثل ظاهرة.

* هل هناك تنسيق بين مجلس القوى العاملة ووزارة العمل السعودية وبين الوزارات في الدول العربية والأجنبية في إيجاد فرص عمل للمرأة التي تكون مع زوجها للدراسة خارج الوطن؟

ـ المرأة السعودية المرافقة لزوجها للدراسة خارج السعودية تتمتع بالامتيازات المالية الممنوحة لزوجها بوصفها أحد أفراد أسرته، وعادة ما تكون طالبة أو ربة بيت، ولم يبرز أي شي يبرر إبرام اتفاقيات مع دول عربية أو اجنبية لان الموضوع الذي تتحدث عنه لا يوجد من الناحية العملية، مع احتمال وجود حالات فردية منعزلة وقليلة ولا تستوجب إبرام اتفاقيات دولية من أي نوع.

* ما هي العوائق التي تواجهونها في إيجاد فرص عمل للسعوديات داخل المملكة خاصة في القطاع الخاص؟

ـ مجلس القوى العاملة يعني بالقوى العاملة الوطنية بعامة سواء كانوا ذكورا أو إناثا باعتبار ان الطرفين يمثلان عنصري قوة العمل الوطني. في هذا السياق حرص المجلس على توسيع فرص العمل للمرأة في ظل الضوابط الشرعية وفق ما جاء في قرار مجلس القوى العاملة، كما أن هذا القرار قضى بدراسة توسيع مجالات تعمل المرأة وفق هذه الضوابط وهناك دراسة جارية حاليا في المجلس حول هذا الموضوع.

أما بالنسبة للعوائق التي تواجه المرأة في التوظيف بالقطاع الخاص فهذه العوائق ليست مقتصرة على المرأة فقط وانما يعاني منها أيضا بعض الشباب لأسباب عدة ترجع إلى عامل التأهيل والخبرة والأجور ومزاحمة العمالة الوافدة، وان كان القطاع الخاص قد بدأ يتفهم حجم المشكلة واهمية دوره في تنمية فرص العمل للعمالة الوطنية ذكورا وإناثا، وهناك منشآت في القطاع الخاص حققت تميزا ملحوظا في توفير المزيد من فرص العمل للعمالة الوطنية كما أن هناك سياسات واليات كثيرة اقرها مجلس القوى العاملة وغيره من الجهات المعنية نحو مواجهة هذه العوائق.

* كيف تقيمون دوركم تجاه عمل المرأة السعودية؟

ـ نحن نشجع عمل المرأة السعودية وفق الضوابط الشرعية والاجتماعية التي حددها قرار مجلس القوى العاملة الصادرة قبل 16 عاما، ونحاول توسيع فرص العمل للمرأة بما يتماشى مع ذلك، خصوصا أن تقنيات الاتصال وبيئة العمل الجديدة أزالت الكثير من المعوقات.

* هل هناك نية لإدخال المرأة السعودية في مهن مثل المقاولات والهندسة بأنواعها والإرشاد السياحي، ومتى؟

ـ حدد القرار الخاص بعمل المرأة مجالات عملها وتتمثل في التعليم، والصحة، والرعاية الاجتماعية، وكل المجالات التي لا تتعارض مع الضوابط الشرعية والاجتماعية.

في هذا السياق من الملاحظ اتجاه بعض النساء للعمل الخاص واقامة مشاريع لحسابهن الشخصي فهناك منشآت تمتلكها سيدات أعمال حيث أشارت بعض الإحصاءات الى أنها تبلغ حوالي 1500شركة، وان عدد السجلات التجارية المسجلة بأسماء سيدات تقدر بحوالي 5500 سجل تجاري، كما أن بيئة العمل الجديدة في ظل ثورة الاتصالات أتاحت للمرأة في كل مكان أن تسهم في سوق العمل بشكل فاعل حتى لو كانت مقيمة داخل منزلها، ونحن نتطلع إلى توظيف هذه التطورات لصالح المجتمع السعودي بما يتيح المزيد من فرص عمل المرأة في ظل المعطيات المشار إليها ولكنه من السابق لأوانه تحديد مجالات معينة في هذا الوقت.

وفي ذات السياق اتصلت «الشرق الأوسط» بعدد من السعوديات اللاتي يعملن بالخارج للوقوف على أسباب عملهن وتطلعاتهن، والمشاكل التي يواجهنها، حيث أرجعت «نورة احمد» والتي تعمل مرشدة في إحدى الشركات السياحية في مصر منذ ما يقارب خمس سنوات سبب امتهانها لهذه المهنة إلى ولعها وحبها للإرشاد السياحي منذ الصغر إضافة إلى أن عدم وجود هذه المهنة في السعودية، مما جعلها تتعلمها وتمتهنها في الخارج.

وقالت على الرغم مما أعانيه من بعدي عن عائلتي ووطني فإنني أجد ما كنت احلم به في مهنتي من تعليم للسياح بتراثنا العربية ومعالمنا الحضارية إضافة إلى تعلم لغات جديدة، ومشيرة إلى أنها تزور وطنها من فترة إلى أخرى.

وطالبت نورة بفتح مجال للسياحة النسائية في السعودية وكذلك إتاحة فرص عمل وظيفية للسعوديات لهن في هذا المجال وخصوصا في ظل التنشيط السياحي الداخلي وسياحة العمرة.

واشارت نهى الغامدي وهي موظفة في إحدى الشركات السعودية في لندن وتعيش بمفردها مع سعوديات يدرسن في بريطانيا إلى أنها تتمنى العودة للسعودية والعمل هناك، ولكن فرصة عملها الحالية تحول دون ذلك حيث أن انتقالها سيفقدها مركزها والعائد المالي الذي تتقاضاه فهي تقوم بإعالة عائلتها بعد وفاة والدها مضيفة أن وجودها في الخارج حال دون زواجها، ومشيرة إلى أنها تزور السعودية كل عامين ولمده شهر تلتقي بأسرتها، وبينت نهى أن حنينها لوطنها يشتد كلما حققت إنجازا في مجال مهنتها وتوفقت فيه.

أما وفاء.م سيدة الأعمال فأرجعت سبب تواجدها وعملها خارج المملكة إلى مشاريعها الاستثمارية في الخارج والتي تتطلب تواجدها باستمرار مؤكدة أن زوجها الأميركي الجنسية يساعدها في مشاريعها التجارية. وقالت انها أثبتت بذلك قدرة الفتاة السعودية على العمل والاستثمار وتحدي الغربة والبعد عن الأهل، مشيرة إلى أن الحنين إلى وطنها يزداد يوما بعد يوم وتحس بالندم بأنها لم تنجز هذا النجاح في بلدها، موضحة أن اكثر ما يحزنها أن أولادها لا يجيدون اللغة العربية رغم محاولتها إكسابهم بعض العادات والتقاليد العربية.

واشارت السعودية «ن.ع» والتي تعمل معلمة تربية رياضية للبنات في إحدى المدارس الخاصة في مصر إلى أنها تحب مزاولة الرياضة منذ صغرها مما جعلها تتخصص في هذه المهنة مبينة أن اقامة عائلتها في مصر جعلتها تعمل هناك في إحدى المدارس الخاصة. في حين قالت «غ.س» الموظفة في إحدى الشركات السعودية في بريطانيا عن سبب عملها في الخارج «بعد تخرجي من جامعه الملك سعود سافرت للخارج للتخصص في مجال العلوم الانسانية وفور عودتي اصطدمت باستحالة تطبيق ما درسته، فسافرت مرة أخرى وتخصصت في مجال إدارة الأعمال والتسويق الإعلامي وعملت في محطة تلفزيونية في بريطانيا حتى وجدت فرصة عمل وعائدا ماليا أفضل في وظيفة أخرى في إحدى الشركات، وقبل ذلك عدت للوطن وأخذت ابحث عن وظيفة ومنيت محاولتي بالفشل بسبب ندرة الوظائف في مجال تخصصي فعدت مرة أخرى وعملت هناك، مشيرة إلى أنها تنوي العودة إلى ارض الوطن فور إتاحة فرص عمل افضل مبينة أنها لا تشعر بالغربة، خصوصا أنها تعمل داخل شركة سعودية فمعظم زميلاتها يشعرنها بالألفة.