بعد صدام .. «اوبك» تتأهب غدا للدفاع عن أسعار النفط

مقعد العراق «شاغر» والمنظمة وجهت دعوة الحضور لعامر رشيد والسوق تنتظر نتائج الاجتماع الاستثنائي للمنظمة

TT

بعد اربع سنوات من عائدات مجزية يتحصن صقور منظمة البلدان المصدرة للبترول «اوبك» في مواقع دفاعية.. وتخشى دول منتجة للخام ان تنضم ناقلات عمالقة النفط الى الدبابات الامريكية في العراق وتحدث زيادة في الانتاج في ظل حكومة عراقية جديدة.

وكانت دول اوبك تعتمد على عراق محاصر بالعقوبات في ظل صدام حسين حيث حدد انتاجه النفطي مما ساعد على ارتفاع الاسعار. وفي اجتماع اوبك هذا الاسبوع في فيينا يلزم ان تتأهب المنظمة لعودة صناعة النفط العراقية واحتمال الانضمام الى قائمة اكبر ثلاثة منتجين التي تتصدرها السعودية وتليها روسيا التي لا تنتمي الى اوبك.

وقبل اجتماع فيينا اثارت ايران احتمال اشتعال حرب اسعار داخل اوبك تطرب اسماع سادة العراق الجدد في واشنطن الذين يعتمدون على نفط الشرق الاوسط.

قال جاري روس رئيس مجلس ادارة مؤسسة بيرا لاستشارات الطاقة في نيويورك «كان العراق لسنوات عديدة عاملا كبيرا في دعم اسعار النفط. ولم يعد ذلك كذلك الان. بعد رحيل صدام تغيرت مدركات اوبك في كيفية ادارة السوق».

ويذكر ان المخزون العالمي من النفط ومستويات الانتاج منخفضة حاليا وغير متوقع ان يعيد العراق مستوى ما قبل الحرب. وهذا يمنح وزراء النفط متنفسا لضبط الانتاج في اجتماع اوبك في فيينا بهدف دعم الاسعار في الربيع حيث يقل الطلب.

والخياران امام الوزراء هما وقف زيادة في الانتاج مقدارها مليونا برميل يوميا تضخ اغلبها السعودية لتجنب حرب لزيادة الاسعار او خفض الحصص الانتاجية كما تريد ايران.

قال روجر ديوان من بتروليوم فاينانس كورب في واشنطن «اذا ارادوا سعرا مقداره 25 دولارا للبرميل يجب ان يقللوا الانتاج. انهم ليسوا في حاجة الى خفض الحصص ولكن خفض الانتاج الزائد».

وتتوقع اوبك ان يبلغ حجم الطلب من نفط المنظمة في الربع الثاني من العام 23 مليون برميل يوميا وكانت قد ضخت 26 مليون برميل يوميا في مارس اذار من دون العراق.

ويلزم وزراء النفط تقليص الامدادات بأقل من مليوني برميل يوميا واعادتها الى المستوى الرسمي ومقداره 5ر24 مليون برميل يوميا.

ويأتي اجتماع اليوم قبل ان تتشكل حكومة مؤقتة في العراق لترسل مندوبا الى الاجتماع. وغياب العراق يؤكد التهديد الذي تمثله بغداد لاستراتيجية السعودية في تقليل الانتاج بحيث وصل متوسط سعر خام برنت الى 25 دولارا للبرميل منذ ابريل 1999.

بدأت تيارت الخوف من المستقبل تموج في اوبك حين اثارت ايران في الاسبوع الماضي احتمالات صراع بشأن الحصص ويمكن ان يوجه ضربة موجعة للاسعار. قال بيجان زنغنة وزير النفط الايراني انه يجب السيطرة على عودة الانتاج العراقي.

وذهب حسين افريده رئيس اللجنة البرلمانية الايرانية للطاقة الى ابعد من ذلك وحذر من حرب الاسعار اذا انتج العراق اكثر من الحصة التي تحدد له. وكانت حصة ايران والعراق اللتين اشتبكتا في حرب من 1980 الى 1988 متساوية حتى 1990 عندما فرضت عقوبات دولية على العراق لغزوه الكويت.

وباحتمال مضاعفة الانتاج على المدى البعيد فانه غير متوقع ان تتطوع بغداد للحد من الانتاج في ظل خطط لاعادة بناء اقتصاد دمرته عقوبات وحروب طيلة 21 عاما.

ويرى البعض ان المنظمة لا بد ان تتخذ قرارا بضرورة تقليص امداداتها التي فاقت سقفها بحوالي 1.5 مليون برميل يوميا حتى لا تنهار الاسعار ولا بد من العودة لسقف الانتاج الرسمي البالغ 2415 مليون برميل يوميا مع تأكيد الالتزام الصارم بالحصص خاصة وان اوبك تؤكد ان سياستها ترمي لاتخاذ الاجراءات الكفيلة باستقرار الاسعار.

وعلمت «الشرق الاوسط» من جانب آخر ان منظمة الدول المصدرة للنفط ـ اوبك ـ لم تتسلم حتى اللحظة اية طلب من اية جهة عراقية لحضور مؤتمرها التشاوري الذي سيعقد بمقرها في العاصمة النسماوية اليوم وان الامانة العامة للاوبك من جانبها ووفقا للبروتوكول وبموجب القانون الدولي قد ارسلت الدعوة لوزير النفط العراقي وهو محمد عامر رشيد وذلك عن طريق السفارة العراقية بالنمسا التي تعترف بها حكومة النمسا كممثل لدولة العراق حتى هذه اللحظة وقد تسلم خالد الشمري القائم بالاعمال العراقي تلك الدعوة لعدم وجود سفير في السفارة. اما ماذا فعل القائم بالاعمال بتلك الدعوة فهذا ما لم نتمكن من الحصول على رد له!! وعلى صعيد ذي صلة ، تراجعت اسعار النفط امس في سوق ينتظر نتائج الاجتماع الاستثنائي لمنظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) التي يفترض ان يعلن الكارتل في ختامه خفض انتاجه، حسبما ذكر محللون.

وحوالى الساعة 00،10 بتوقيت غرينيتش بلغ سعر برميل البرنت، النفط المرجعي لبحر الشمال، تسليم حزيران/يونيو المقبل في سوق التبادل الدولي في لندن 25.79 دولار مقابل 25.95 دولار عند الافتتاح 25.88 عند الاغلاق الخميس الماضي.