طارق القاسمي: العمل بالتأشيرة الموحدة من شأنه تعزيز قطاع السياحة بالخليج

السعودية لديها فرص سياحية واعدة يمكن استغلالها بعمليات تسويق نشطة

TT

اعتبر الشيخ طارق بن فيصل القاسمي، رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، ان تسهيل إجراءات التأشيرة الموحدة بين دول التعاون وعدم المبالغة في أسعار الخدمات الفندقية من شأنه المساهمة وبفاعلية في تعزيز القطاع السياحي في المنطقة ورفع عدد القادمين اليها. ورحب الشيخ القاسمي بمبادرة هيئة السياحة السعودية للمشاركة الواسعة الأولى خلال معرض السفر العربي بدبي الذي اختتم فعالياته اول من امس، وقال رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة في بيان ان لدى المملكة فرصا سياحية كبيرة يمكن استغلالها من خلال عمليات التسويق النشطة التي قامت بها الهيئة خلال مشاركتهم الأخيرة.

وجاءت المشاركة مع اهتمام دول الخليج في السياحة والذي اصبح أمرا طبيعيا بل حيويا بعد أن تحولت إلى صناعة حقيقية. ونجد إن الدول الخليجية شهدت تطورا كبيرا واهتماما في الحركة السياحية وأنفقت مبالغ طائلة على تحديث أسطولها الجوي وتطوير مطاراتها وإنشاء فنادق ضخمة ومنتجعات وتسهيلات للزوار. كما شهدت الفترة القليلة الماضية، ارتفاعا ملحوظا في نشاط المؤسسات الخليجية للتعريف بالمقاصد السياحية والمتوفرة في كل دولة. ويقول الشيخ طارق القاسمي: «نحن نعمل على تشجيع السياحة العربية البينية وكان سوق السفر العربي، فرصة جيدة لتسويق وإقناع السائح العربي بالوجهات السياحية التي يتوفر فيها كل شي، بما فيها اللغة والعادات والتقاليد والدين والاستقرار والأمن بالإضافة إلى انخفاض التكلفة. ويضيف القاسمي: «في الشارقة على سبيل المثال، لدينا عدة أنواع من السياحة، منها السياحة التراثية، وسياحة المغامرات من خلال التضاريس التي تتمتع بها الإمارة بالإضافة إلى النشاط البحري، حيث السواحل الممتدة لمسافات طويلة، ولدينا سياحة بيئية نظرا لوجود المحميات الطبيعية، ونسعى إلى السائح المنضبط ولا نسعى للكم. فاستهداف السياح ذات القدرة الشرائية يوازي عوائد عدة أضعاف من سياحة الكم. ولدى دول الخليج إمكانيات وفرص سياحية جيدة، إذا ما استغلت وتم التعامل الحقيقي بين دول المنطقة وحول موضوع التكامل الخليجي، يقول الشيخ القاسمي: «من خلال لقاءاتي مع الوفود الخليجية المشاركة في معرض السفر العربي. أجد إن التكامل بالمعنى الفعلي لا يمكن تحقيقه في الوقت الحاضر. حيث يكون التكامل ناجحا عندما يكون هناك قوة ومتانة في القطاع وهو الأمر الذي تعمل عليه دول الخليج حاليا والذي أوجد فرصا كبيرة لبعض الدول التي عملت بشكل جيد لتحسين قطاعها مثل البحرين التي تمكنت ومن خلال مشاريع وصلت إلى ملياري دولار أميركي، من رفع مساهمة السياحة في دخلها الوطني بحدود 12%».

واتفق معظم رؤساء الوفود الخليجية المشاركة في المعرض على ضرورة استغلال الفرص والمناسبات بالشكل الأمثل، حيث استغلت سويسرا إعلان الأمم المتحدة في عام 2002 كعام للجبال من استثمار هذا الشعار للترويج للتاريخ والتقاليد السويسرية والذي أدى إلى حصول عائدات السياحة السويسرية إلى 10 مليارات دولار في النصف الأول من عام 2002. ولخص الشيخ القاسمي بعض النقاط التي يمكن أن تحسن مستوى تدفق السياح إلى المنطقة من خلال تسهيل إجراءات التأشيرة الموحدة بين الدول وعدم المبالغة في أسعار الخدمات الفندقية، حيث يتراوح معدل إنفاق السائح الخليجي على سبيل المثال 90 دولاراً يوميا في تايلاند بينما يصل إنفاقه في سويسرا إلى 300 دولار يوميا. واعتقد إن المعدل بين هذين الرقمين سيكون ملائما للسياح القاصدين لمنطقة الخليج. كما شدد على تحسين مستويات التسويق السياحي الخليجي، وعدم خلطها مع أجهزة الترويج الاستثماري الأخرى، وكذلك لتحسين قوانين الاستثمار السياحي وزيادة التسهيلات الاستثمارية السياحية. ويقول الشيخ طارق القاسمي: «إن السياحة تشهد نموا كبيرا، فبينما لم يكن يتجاوز عدد السياح عام 1950 الـ25 مليون سائح فقد بلغ عام 2000 ما يقارب الـ600 مليون سائح. وضمن نفس الفترة، ارتفعت واردات السياحة من ملياري دولار إلى 300 مليار دولار تقريبا. ومع الأسف لا يزال عدد العاملين من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي في القطاع لا يشكلون سوى 5 ـ 7% من مجموع العاملين في القطاع السياحي الخليجي». ورحب الشيخ طارق القاسمي بمبادرة هيئة السياحة السعودية بالمشاركة الواسعة الأولى خلال معرض السفر العربي، حيث لدى المملكة فرص سياحية كبيرة يمكن استغلالها من خلال عمليات التسويق النشطة التي لمسناها خلال مشاركتهم الأخيرة. وأثارت أحداث الحرب على العراق تساؤلات حول تغيير الخارطة السياحية الخليجية، فيقول الشيخ طارق القاسمي: «إن الوقت لايزال مبكرا لتقييم هذا الموضوع، لكن من حيث المبدأ، ستشهد الكويت وهي أول بلد خليجي اهتم بالسياحة منذ مطلع السبعينات انتعاشا ملحوظا. وتجربة مهرجان (هلا فبراير) القادم سيكون مقياسا لقدرة الكويت على تشجيع السياحة لديها». ويتوقع القاسمي أن تشهد الدول الخليجية ارتفاعا في عدد السياح خلال هذا الصيف بمقدار 15 - 25% وسيشكل الخليجيون حوالي 80%، خاصة مع استقرار الأوضاع في المنطقة كذلك قلة وجهات السياحة التي عرفها الخليجيون في السابق ضمن القارة الآسيوية بسبب انتشار مرض السارس، وكذلك لبعض دول الغرب بسبب تداعيات 11 سبتمبر (أيلول) وما تلاه من تباين في المواقف بسبب الحرب على العراق.