غرينسبان: الوقت مبكر لتقييم حالة الاقتصاد الأميركي والتوقعات بانتعاش الأسواق منطقية

TT

اعتبر الان غرينسبان رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الاميركي) أمس انه من السابق لاوانه اصدار «تقييم قاطع» بشأن قوة الاقتصاد الاميركي بعد حرب العراق، مشيرا الى ان التوقعات بانتعاش في الافق قد تكون منطقية.

وقال غرينسبان في شهادته امام اللجنة الاقتصادية المشتركة بالكونغرس «ليست لدينا بعد معلومات كافية حول النشاط الاقتصادي بعد انتهاء العمليات العسكرية لاصدار تقييم قاطع بشأن القوة الحالية للاقتصاد الحقيقي».

واضاف ان البيانات الاخيرة بشأن سوق العمل وانتاج المصانع جاءت «محبطة»، لكنه قال «تعكس هذه التحركات على الارجح قرارات منشآت الاعمال التي اتخذ معظمها قبل بدء الحرب وسنحتاج لبيانات على مدى اسابيع كثيرة كي نحدد بثقة الاتجاه الاساسي في هذه الميادين».

وقال غرينسبان ان التضخم حاليا «منخفض بدرجة» لم يعد فيما يبدو معها عاملا مؤثرا في القرارات الاقتصادية للاسر ومنشآت الاعمال.

وقال «الحق اننا بلغنا نقطة بات فيها في رأي لجنة السوق المفتوحة احتمال حدوث انخفاض كبير غير مرغوب فيه في التضخم خلال الارباع القليلة القادمة رغم ضالته يتجاوز احتمال حدوث ارتفاع»، مرددا تحذيرات صانعي السياسات في السادس من مايو (ايار) التي اصابت الاسواق بقلق تحسبا لعلامات على تراجع الاسعار الاميركية.

وانخفضت الاسهم الاميركية في بداية المعاملات في وول ستريت أمس في الوقت الذي تركز فيه انتباه المستثمرين على نتائج أفضل من المتوقع من شركة هيوليت باكارد وعلى تصريحات الان غرينسبان.

وانخفض مؤشر داو جونز لاسهم الشركات الصناعية 57.10 نقطة اي بنسبة 12.0 في المائة الى 79.8480 نقطة بينما تراجع مؤشر ستاندرد اند بورز 500 الاشمل 05.1 نقطة بنسبة 11.0 في المائة الى 68.918 نقطة.

أما مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا فانخفض 07.2 نقطة بنسبة 14.0 في المائة الى 02.1489 نقطة.

وفي اسعار العملات انخفض الدولار الاميركي الى أدنى مستوياته في أربعة اعوام مقابل اليورو الاوروبي امس مقتربا من المستوى الذي بدأ به تداوله عند طرحه عام 1999.

لكن العملة الاميركية استقرت بعد ذلك في انتظار اي مؤشرات من الان غرينسبان رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي على خفض محتمل في أسعار الفائدة.

وقبل ظهر اليوم ارتفع الدولار عن أدنى مستوى منذ اربع سنوات عند 1744.1 دولار لليورو بالمقارنة مع السعر الذي طرح به للمرة الاولى عام 1999 وهو 1747.1 دولار.

كما انخفضت العملة الاميركية الى ادنى مستوى منذ اربعة اعوام ونصف العام أمام العملة السويسرية وسجلت 2862.1 فرنك في أوائل المعاملات الاوروبية.

وصعدت العملة الاوروبية الموحدة الى أعلى مستوياتها أمام العملة اليابانية على الاطلاق مرتفعة عن 90.136 ين في المعاملات الآسيوية.

وظلت السوق في حالة حذر خشية تدخل السلطات اليابانية للحد من ارتفاع الين مقابل الدولار بعد ان رصد المتعاملون مؤشرات على تدخل بنك اليابان المركزي في التعاملات يوم الاثنين الماضي.

واستقر الدولار عند مستوى اعلى قليلا من 60.116 ين من دون تغيير يذكر عن سعر الاغلاق في نيويورك الليلة الماضية بعد هبوطه يوم الاثنين الماضي الى 10.115 ين ليسجل أدنى مستوى منذ عامين.

وكانت الضغوط قد تزايدت على العملة الاميركية بتصريح للمستثمر الدولي الملياردير جورج سوروس قال فيه انه يراهن على مزيد من الضعف للدولار ويبيعه.

كما تأثر الدولار سلبا بقرار الادارة الاميركية رفع درجة التأهب الامني تحسبا لهجمات ارهابية محتملة على الاراضي الاميركية. وهبط الجنيه الاسترليني امام اليورو والدولار أمس عقب اعلان وقائع اجتماع لجنة السياسة النقدية لبنك انجلترا المركزي في الثامن من مايو (ايار).

ونزل الجنيه الى 6390.1 دولار مقارنة مع 6406.1 دولار قبل اعلان تفاصيل الاجتماع ولكنه انتعش قليلا بعد ذلك.

كما هبط الاسترليني الى 44.71 بنس لليورو مقارنة مع 38.71 بنس.

واظهرت وقائع الاجتماع ان اللجنة انقسمت بواقع خمسة الى اربعة أصوات في قرارها بترك اسعار الفائدة من دون تغيير في مايو. وكان بعض المحللين يتوقعون خفض الفائدة آنذاك.

وقال لي فريدج رئيس قسم استراتيجية العملات العالمية في رابوبنك في لندن «هبط الجنيه بسبب التصويت بموافقة خمسة الى اربعة» وانخفضت الاسهم البريطانية في أوائل المعاملات في بورصة لندن للاوراق المالية امس لتعكس الاداء الضعيف للاسهم الاميركية.

وكان من ابرز الاسهم الهابطة سهم مجموعة سينزبري لمتاجر التجزئة بعد ان قالت ان حركة السوق تباطأت مع تراجع ثقة المستهلكين.

وانخفض سهم سينزبري 8.3 في المائة وأثرت تلك الانباء سلبا ايضا على اسهم اخرى في القطاع نفسه فانخفض سهم سيفواي 2.2 في المائة وسهم تيسكو 2.1 في المائة.

وجاء على رأس الاسهم الهابطة سهم مجموعة رويترز الاعلامية الذي تراجع بنسبة بلغت نحو خمسة في المائة بعد ان قالت مصادر بقطاع الاعلام ان شركة بلومبرج المنافسة لها عقدت تحالفا مع ئي. بي. اس للوساطة في الصرف الاجنبي فيما يمثل تحديا مباشرا لأحد الانشطة الرئيسية للمجموعة.

وفي طوكيو اغلقت الاسهم اليابانية على انخفاض امس بعد ان تعرضت اسهم نيسان موتور وغيرها من اسهم كبار المصدرين لمبيعات من المستثمرين الذين ازعجهم ضعف الدولار وانباء عن تأهب الحكومة الاميركية لهجمات ارهابية.

لكن حدا من الخسائر انتعاش اسهم مجموعة ميزوهو المالية وغيرها من اسهم البنوك واقبال المستثمرين على تسوية مراكزهم قبل قمة يابانية اميركية تعقد خلال ايام.

وانخفض مؤشر نيكاي القياسي 51.0 في المائة ليغلق على 51.8018 نقطة بعد ان صعد اول من امس 25.0 في المائة.

واغلق مؤشر توبكس الاوسع نطاقا على 80.809 نقطة بانخفاض 55.0 في المائة.

وقال متعاملون ان حماس المستثمرين فتر بسبب نزول الدولار عن مستوى 117 ينا وانباء عن رفع الولايات المتحدة حالة التأهب الامني الى ثاني اعلى درجة في مواجهة مخاطر الهجمات.

وهبط سهم نيسان ثالث اكبر منتج للسيارات في اليابان 8.2 في المائة ليصل الى 868 ينا.