جمعية بريطانية تطلق مشروعا للرهونات العقارية على الطريقة الإسلامية العام المقبل

«وست بروميتش» تتوقع تحقيق عائدات مجزية لتمويل خدماتها المالية لأكثر من 3.1 % من سكان بريطانيا

TT

تتوقع جمعية اسكان «وست بروميتش» البريطانية تحقيق طفرة كبيرة في أعمالها عندما تطلق نظام الرهن العقاري الاسلامي الخاص بها في عام 2004 وذلك بفضل عدد السكان المحليين من المسلمين وتعديل متوقع في اللوائح التنظيمية.

وتعد الجمعية تاسع أكبر جمعية اسكان في بريطانيا حاليا وهي الوحيدة التي تتولى تدبير تمويل عقاري يتفق مع احكام الشريعة الاسلامية. وصرح اندرو مسنجر المدير التنفيذي للجمعية «أنه سوق كبير، وسنوجد فيه» كما أن من المؤكد انه يستحق المحاولة.

ويمثل التمويل العقاري الاسلامي امتدادا لاستراتيجية جمعية اسكان «وست بروميتش» التي تقوم على ترويج الخدمات المالية بين السكان الاسيويين في وسط انجلترا. وفي تعداد عام 2001 قال مسنجر«ان المسلمين يشكلون 3.1 في المائة من سكان انجلترا، انهم مسلمون، ويعيش عدد كبير منهم في وسط البلاد». وقد أتت هذه الاستراتيجية ثمارها. وقال مسنجر ان نتائج اعمال الجمعية التي ستعلن قريبا ستظهر على الارجح ان ارباحها قبل الضرائب ارتفعت بنسبة 15 في المائة الى نحو 28 مليون جنيه استرليني (46 مليون دولار). وأضاف «أعتقد أن البرهنة على أنك تتفهم المعتقدات الدينية للناس ستجعلهم يقبلون عليك، ونحن لدينا جميع الخيارات لهم». وقد توسطت الجمعية لبضع مئات من القروض العقارية الاسلامية منذ بدأت الخدمة في سبتمبر سبتمبر (ايلول) من العام الماضي. لكن مسنجر يرى أن هذه السوق والتي يصل حجمها لاكثر من أربعة مليارات جنيه استرليني(حوالي 6.5 مليار دولار) ستنتعش بعد أن يستكمل وزير المالية جوردون براون مراجعته للقواعد الضريبية التي تجعل صفقات القروض العقارية الاسلامية باهظة التكلفة في الوقت الحالي. وقال متحدث باسم وزارة الخزانة ان من المتوقع ان تقدم مجموعة استشارية من المصرفيين وعلماء الاسلام مقترحاتها النهائية في الربع الاول من العام المقبل.

من جانبه علق الدكتور نديم عادل الخبير المالي في شركة لندن لادارة الاستثمارات المالية في اتصال مع «الشرق الاوسط» أمس بان محاولة جمعية اسكان «وست بروميتش البريطانية ليست جديدة على قطاع التمويل الاسلامي، فهناك العديد من البنوك العربية، والبريطانية، قد أنشات قبل فترة، نظاما للتمويل على الطريقة الاسلامية، الا ان المهم ليس طريقة التمويل وانما نهاية القرض، ومعدل الفوائد التي سيتم دفعها، موضحا «اذا كانت الفوائد أقل مما هو مطروح في السوق، وبشروط ميسرة، فانها ستخدم الزبائن أما اذا كان سعر التمويل أعلى مما هو مطروح في السوق، فان الكثيرين لن يهتموا بالمشروع وان تسمى باسم الاسلام». الا أنه اوضح «بان اطلاق الجمعية السكنية لمشروعها يعكس زيادة في معدل الطلب على التمويل العقاري وخاصة السكني منه». لكنه توقع أن يأخذ مشروع التمويل الجديد مداه لفترة طويلة حتى يثبت جدارته في السوق، خصوصا ان سوق العقار الحالي يميل الى الاستقرار، مع توقعات بانتعاش مقبل على قطاع العقار السكني.

وتشير احصائيات لسوق العقارات البريطانية بأن اسعار المنازل قد ارتفعت بمعدلات جنونية في حالة لم تمر على السوق منذ فترة طويلة، وطبقا لمصرف هاليفاكس العقاري فان اسعار المنازل ارتفعت في السنة الماضية، بمعدل اعتبره المتخصصون ضخما للغاية، حتى بالمقاييس البريطانية.