ممثلو شركات فرنسية خرجوا من اجتماع «بكتل» في لندن والبعض وصفه بالمهزلة

TT

لندن ـ أ.ف.ب: اعلنت شركة بكتل الاميركية التي كلفت مسؤولية عمليات اعادة الاعمار في العراق اول من امس ان الشركات من الدول التي عارضت الحرب على العراق لن تحرم من الحصول على عقود لاعادة اعمار البلاد، الا ان الافضلية ستمنح للدول التي شاركت في التحالف. واكد مديرون في شركة بكتل التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقرا لها ومنحتها السلطات الاميركية العقد الرئيسي لاعادة اعمار البنية التحتية المدمرة في العراق، ان الشركة ستمنح عقود العمل لاكثر الشركات قدرة على القيام بذلك. الا ان الشركة اقرت في ندوة عقدتها في احد فنادق لندن ان الاولوية ستمنح لشركات الدول التي ايدت الحرب على العراق مثل بريطانيا.

واختارت الوكالة الاميركية للتنمية الدولية بكتل في ابريل (نيسان) الماضي شركة رئيسية لاعادة اعمار العراق في عقد قالت الشركة الجمعة ان قيمته تبلغ 680 مليون دولار لمدة 18 شهرا. وقد اثار هذا القرار قلقا في اوساط اوروبية رأت ان الحكومة الاميركية تنوي منح شركاتها القسم الاكبر من اعمال اعادة البناء في العراق. وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» قد ذكرت الخميس ان المسؤولين الاميركيين طلبوا من الشركة في اجتماع خاص منح العقود لحلفاء الولايات المتحدة واستثناء الشركات الفرنسية، خصوصا بعد ان قادت فرنسا حملة لمعارضة الحرب على العراق. الا ان مدير الهندسة في الشركة ليندسي هولبروك نفى ذلك في مؤتمر صحافي عقده بعد الندوة. وقال ان هذا «ليس صحيحا على الاطلاق. انها منافسة مفتوحة للجميع وسيتم الاختيار استنادا الى قدرة الشركات على الاداء».

واكد هولبروك «نحن مهندسون وخيارات بكتل ليست سياسية». واضاف انه سيتم اختيار الشركات بناء على سجلها للسلامة وخبراتها السابقة في العمل في بلدان مثل العراق وقدرتها على استخدام اكبر عدد ممكن من الموظفين المحليين. ورغم هذه التأكيدات، ما زال كثيرون يشككون في نيات الاميركيين. وقد غادر حوالي ستة من المشاركين الناطقين باللغة الفرنسية المكان فور انتهاء الاجتماع، بينما وصف اميركي من اصل ايراني اللقاء بانه «مهزلة». وقال هذا الخبير في توزيع المياه لوكالة الصحافة الفرنسية «لا تدار مثل هذه الامور بهذه الطريقة عادة، كان الاجتماع للعلاقات العامة والاميركيون والبريطانيون سيحصلون على كل العقود».

وكانت شركة بكتل قد واجهت انتقادات حادة بسبب علاقاتها مع الحكومة الاميركية. فقد كان وزير الخارجية الاسبق جورج شولتز رئيسها وما زال عضوا في مجلس ادارتها بينما يشغل الجنرال السابق في مشاة البحرية (المارينز) جاك شيهان الذي عمل في مجلس الدفاع الاستشاري في البنتاغون، منصب نائب رئيس الشركة.

وقال توم ايلكنز المكلف بعمليات منح العقود الثانوية لمشاريع اعادة اعمار العراق في شركة بكتل «هل ستحصل شركات دول التحالف على افضلية؟ نعم. هذا منطقي للغاية، لكن الشركات الفرنسية لن تستبعد». ولم يعرف بالتحديد عدد او هوية الشركات التي شاركت في الندوة. وكانت انباء صحافية تحدثت عن مشاركة حوالي 250 شركة من مختلف الجنسيات في الندوة التي حضرها اكثر من 600 من رجال الاعمال من دول عدة.

وقالت شركة بكتل انها ستبحث مشاركة شركات عربية، من بينها شركات عراقية فيما تبرم عقوداً بملايين الدولارات لاعادة بناء العراق. وطلبت الاف الشركات نصيبا من عقود اعادة البناء، الا ان كثيرا من الشركات الصغيرة ومنها شركات عربية تخشى ان تخسر امام منافسين اميركيين كبار. وقال جاك شاهين نائب رئيس بكتل كوربوريشن ومدير العمليات في الشركة ان المقاولين من منطقة الخليج والشرق الاوسط اثبتوا قدرتهم على منافسة شركات من جميع انحاء العالم، وان المجال مفتوح امام الجميع.

وقال شاهين لرويترز أول من امس على هامش مؤتمر استثماري شارك فيه مسؤولون ماليون عرب ورجال اعمال «اثبتوا قدرتهم.. لا يوجد نقص في المهارات في الخليج وفي الشرق الاوسط». وقال شاهين مشيرا لتاريخ الشركة الطويل في الشرق الاوسط «من واقع خبرتي يوجد مقاولون جيدون جدا في الخليج والشرق الاوسط».

وتعمل بكتل في مشروع بناء مصهر للالومنيوم في البحرين باستثمارات قدرها 7.1 مليار دولار وفي مشروع توسعة مطار في السعودية بتكلفة 5.1 مليار دولار ولديها مشروعات في الكويت والامارات ومصر. وشاركت الشركة التي تأسست قبل 105 اعوام في اطفاء حرائق ابار النفط في الكويت عقب حرب الخليج 1991.