اقتصاديون مصريون: المبادرة الأميركية بإنشاء منطقة تجارة حرة مع الشرق الأوسط ستعزز جذب الاستثمارات الأجنبية وترفع معدل التنافس في أسواق المنطقة

TT

يرى العديد من الاقتصاديين المصريين في المبادرة الاميركية بإنشاء منطقة تجارة حرة مع منطقة الشرق الاوسط فرصة جادة لجذب الاستثمارات الاجنبية ورفع معدل التنافس في اسواق المنطقة. فرؤساء منظمات الأعمال ينظرون إليها كفرصة كبيرة للاقتصاد المصري حيث ستعمل على زيادة الصادرات المصرية الى السوق الاميركي الذي يعد من أكبر الأسواق العالمية كقوة شرائية مما يؤدي الى مضاعفة حجم الصادرات المصرية في أشهر قليلة، وذلك مثلما حدث مع الاردن عند توقيعه اتفاقية تجارة حرة مع الولايات المتحدة الاميركية حيث ارتفع حجم صادرات الاردن 900 مليون دولار مقابل 100 مليون دولار قبل توقيع الاتفاقية.

ومن جانبه يؤكد خالد أبواسماعيل رئيس اتحاد الغرف التجارية ان المبادرة الاميركية لابد أن تشجع على الاسراع بخطوات عملية لاقامة السوق العربية المشتركة وذلك لتكوين تكتل اقتصادي عربي يتناسب مع الطرح الاميركي، مشيرا الى ضرورة زيادة حجم التجارة العربية البينية الذي لا يتعدى 8 بالمائة رغم وجود العديد من الاتفاقيات الثنائية بين الدول العربية التي تزيل العوائق الجمركية وتساعد على نمو حجم التجارة بين الدول العربية. ويؤكد الدكتور عبد المنعم سعودي رئيس اتحاد الصناعات المصرية ان منطقة التجارة الحرة بين الولايات المتحدة الاميركية والشرق الاوسط ستساعد على جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة الى الدول العربية مما ينعكس إيجابيا على الاقتصادات العربية التي عانت لفترات طويلة من عدم التعامل مع أسواق كبيرة مثل السوق الاميركي، مشيرا الى أهمية استغلال الفترة التي حددتها اميركا لبدء إنشاء منطقة التجارة الحرة في استكمال برنامج تحديث الصناعة ورفع تنافسية المنتجات المصرية خاصة التي لها ميزة نسبية بها ومنها المواد الغذائية والمنسوجات وتصدير النباتات العطرية خاصة ان السوق الاميركية رغم اتساعها إلا انها تعد شديدة المنافسة مما يستدعي سرعة الاستعداد لها واستغلال الفرصة في انشاء السوق العربية المشتركة التي تدعم الاستثمارات العربية في مواجهة التكتلات الاقتصادية والأسواق العالمية.

في حين يطالب الدكتور حمدي عبد العظيم، نائب رئيس أكاديمية السادات، الحكومة المصرية بسرعة التحرك واستغلال هذا العرض في مطالبة الجانب الاميركي بتنفيذ اتفاقية التجارة الحرة مع مصر حيث ان ذلك أصبح ضرورة خاصة بعد تنفيذ جميع الاستعدادات التي تؤهل لذلك، مؤكدا أهمية مراعاة تأثر الاقتصاد المصري بعد حرب العراق، وتأكيد الولايات المتحدة على الوقوف بجانب الدول التي تضررت من هذه الحرب. ويضيف عبد العظيم ان هذه الاتفاقية تلقي بمسؤولية كبيرة على قطاع الأعمال من تجار وصناع حيث ان متطلبات الأسواق الكبيرة تختلف عن السوق المحلي حيث ارتفاع المنافسة مما يستلزم تطبيق الشروط البيئية والمواصفات القياسية الدولية التي تساعد على النفاذ للأسواق العالمية.

ومن جانب اخر، ذكرت مصادر اقتصادية مصرية ان روبرت زوليك الممثل التجاري الاميركي سيقوم بزيارة لمنطقة الشرق الاوسط خلال شهر يونيو (حزيران) القادم تشمل عددا من الدول من بينها مصر في اطار تحرك اميركي جديد يهدف الى التمهيد لاجراء مفاوضات مع دول المنطقة لعقد اتفاقيات التجارة الحرة، خاصة ان المنطقة تعد الوحيدة من بين مناطق العالم التي لم تعقد الولايات المتحدة الاميركية معها اتفاقية للتجارة الحرة، واشارت هذه المصادر الى ان مصر والبحرين على قائمة الدول في المنطقة التي تسعى الادارة الاميركية للدخول في مفاوضات معهما لعقد اتفاقيات تجارة حرة خلال شهر يناير (كانون الثاني) المقبل.