تراكم الخسائر يدفع الخطوط التونسية لعرض بعض أملاكها وعقاراتها للبيع

TT

تواجه شركة الخطوط الجوية التونسية حالياً عجزاً مالياً يعود الى عدة أسباب داخلية وخارجية خاصة أحداث الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) 2001، والحرب على العراق.

وطبقاً لاحصائيات رسمية فقد حققت حركة الطيران بالنسبة للخطوط التونسية تراجعاً خلال الشهور الأربعة الأولى من السنة الحالية بنسبة 9 في المائة بالاضافة الى انخفاض نسبة ركاب الطائرة بـ3.2 نقطة مما أدى الى تقلص الأرباح بنسبة 12 في المائة.

وأوضح رافع الدخيل رئيس شركة الخطوط الجوية التونسية التابعة للحكومة ان الخسائر التي تكبدتها الشركة انطلقت بداية من عام 2000 وبلغت حوالي 25 مليون دولار (34 مليون دينار تونسي).

وأضاف الدخيل ان خسائر الخطوط التونسية تواصلت عام 2001 لتصل الى 59.6 مليون دينار تونسي أي حوالي 45 مليون دولار، فيما وصلت خسائر الشركة في عام 2002 الى 31 مليون دينار تونسي أي حوالي 22 مليون دولار أميركي.

وتعد الخسائر التي تشهدها الخطوط الجوية التونسية الأولى منذ 13 عاماً كانت الشركة تحقق فيها أرباحاً سنوية متفاوتة كانت تصل في بعض السنوات الى اكثر من 30 مليون دولار.

وذكر الدخيل ان الخطوط الجوية التونسية قامت خلال الفترة الممتدة من عام 1997 الى عام 2002 بتحديث أسطولها الجوي وشراء 18 طائرة جديدة من نوع ايرباص وبوينغ باستثمارات مالية بلغت مليار دينار تونسي أي حوالي 800 مليون دولار وهو ما أدى الى نمو حجم مديونية الشركة من 190 مليون دينار سنة 1997 الى 600 مليون دينار في سنة 2002.

وأشار رئيس شركة الخطوط الجوية التونسية الى ان تراجع أرباح الشركة وتقلص حجم السيولة المالية من 102 مليون دينار سنة 2000 الى 51 مليون دينار سنة 2001 بالاضافة الى ارتفاع مديونية الشركة أدى الى تراكم الخسائر بقيمة 125 مليون دينار تونسي أي ما يمثل 1.6 في المائة من رأسمال الشركة ونسبة 40 في المائة من الأموال الذاتية.

وأكد رافع الدخيل ان الشركة وضعت خطة لتطوير أداء الخطوط الجوية التونسية ومواجهة المنافسة وتتضمن هذه الخطة بالخصوص تقليص حجم ميزانية الاستثمار خلال الفترة الممتدة من عام 2003 من 222 مليون دينار الى 80 مليون دينار وذلك عن طريق الغاء شراء طائرتين وعرض بعض عقارات وأراضي ومساهمات الشركة للبيع، بالاضافة الى الاستغناء عن خدمات عدد من العاملين في الشركة.

وتوقع الدخيل ان تكون سنة 2003 سنة مصيرية لشركة الخطوط الجوية التونسية وان تشهد تطوراً في نسق الرحلات ويرتفع عدد المسافرين بنسبة 1 في المائة مقارنة مع السنة الماضية ليصل الى 3 ملايين ومائتي ألف مسافر، وفي الوقت الذي تواجه فيه شركة الخطوط الجوية التونسية عجزاً مالياً فقد أعلن في تونس عن تأسيس شركة خاصة في مجال النقل الجوي تحمل اسم «الطيران الجديد» وسوف تبدأ في العمل بداية من يوم 6 يونيو (حزيران) القادم وتملك هذه الشركة أسطولاً جوياً يتكون من 4 طائرات من نوع ايرباص 320 وطائرتين من نوع «ام دي 83» وتنشط هذه الشركة في البداية على خطين يربطان تونس بألمانيا بالاضافة الى تنظيم رحلات خاصة.