العراق يستأنف صادراته النفطية ببيع 8 ملايين برميل مخزنة في تركيا

الشركات الأميركية والبريطانية المحرومة «سابقا» تدخل في عمليات الشراء المباشر

TT

دبي ـ رويترز: يتحرك العراق سريعا لاستئناف مبيعات النفط واصلاح شبكات الاتصال وتعديل عقود التصدير بعد ايام فقط من موافقة مجلس الامن على رفع العقوبات المفروضة عليه.

وصرح رئيس مؤسسة تسويق النفط العراقية الحكومية «سومو» امس ان المؤسسة تهدف لتصدير اول شحنات من الخام في فترة ما بعد الحرب من المخزونات في منتصف يونيو (حزيران) المقبل.

ويتوقع ان تبدأ عمليات تصدير منتظمة قريبا اذ ان انتاج حقول النفط يرتفع سريعا.

وقال محمد الجبوري الذي انتخب مؤخرا رئيسا لـ«سومو» في اتصال هاتفي من بغداد: نأمل ان نتمكن من التصدير خلال اسبوعين او ثلاثة.

وفي الوقت نفسه تعكف سومو على صياغة عقد جديد لتوريد النفط الخام ولكنها لن تدخل على الارجح سوى تغييرات طفيفة على الشروط المستخدمة في ظل برنامج النفط مقابل الغذاء السابق الذي كانت تشرف عليه الامم المتحدة.

وقال دبلوماسيون من الامم المتحدة انه لن يجري تنفيذ عقود تصدير النفط الموقعة قبل الاطاحة بالرئيس صدام حسين.

وتابع الجبوري «ستجري بعض التغييرات الطفيفة على عقد النفط الخام. وسيتم الانتهاء من صياغته قريبا».

وقال ان سومو لم تجر اي مفاوضات مع عملاء محتملين خاصة وان خطوط الهاتف والفاكس لم تعد للعمل الا منذ وقت قصير جدا.

واخيرا بعد تحررها من القيود التي فرضها صدام تحرص سومو على ابرام صفقات مباشرة مع المصافي وشركات معروفة في مجال تجارة النفط.

وخلال توليه السلطة ادرج صدام شركات امريكية وبريطانية ويابانية على قوائم سوداء ومنح عقودا لوسطاء دفعوا عمولات.

وستصدر بغداد اول كميات من النفط من الخام الموجود في خزانات بميناء جيهان التركي وهو منفذ تصدير الخام من حقول النفط في كركوك.

واضاف المسوءول العراقي ان نحو ثمانية ملايين برميل من خام كركوك قد يباع اما عن طريق مزاد أو في السوق الفورية.

وفي ظل عقوبات الامم المتحدة كان العراق يبيع حوالي مليوني برميل يوميا من النفط الخام باستخدام صيغة سعرية تحدد كل شهر بناء على خامات القياس الدولية.

وقال الجبوري ان كميات صغيرة من خام البصرة الخفيف موجودة في خزانات وجاهزة للتصدير من ميناء البكر على الخليج. وتوقع وصول امدادات منتظمة جديدة من النفط بعد نفاد المخزون الحالي.

ويضخ العراق حاليا 800 الف برميل يوميا من النفط الخام وهو ما يتجاوز احتياجات السوق المحلية التي تقدر بنحو 500 ألف برميل يوميا.

ويهدف المسؤولون لرفع مستوى الانتاج الى 1.4 مليون برميل يوميا في منتصف يونيو رغم ان غياب الامن في حقول النفط وبصفة خاصة في الجنوب يعوق جهود الاصلاح.

وتوقفت مبيعات النفط العراقية منذ منتصف مارس (آذار) عندما غادر موظفو الامم المتحدة الذين يراقبون صادرات النفط العراقية البلاد قبيل بدء الغزو الاميركي. ويتعين على تجار النفط الاتفاق على تفاصيل العقود والاسعار قبل استئناف الشحنات.

كما ذكر الجبوري انه لم يصل اي تجار نفط الى العاصمة العراقية حيث تسود الفوضى وانعدام القانون منذ الاطاحة بالرئيس صدام حسين الشهر الماضي.