«سابك» تقود الأسهم السعودية للارتفاع وسط تداولات نشطة بلغت 129 في المائة

تحسن طفيف في بورصة الكويت * تداولات محدودة في الإمارات * انهيار مؤشر الدار البيضاء

TT

الرباط: هدى بمنصور القاهرة: عبد الوهاب الديب عمان: خالد الزبيدي الكويت ـ ابوظبي ـ لندن: «الشرق الأوسط» شهدت البورصات العربية خلال الاسبوع تباينا في ادائها وسط اجواء شهر رمضان التي عادة ما تتسم بالايقاع البطيء وانصراف المتعاملين للاستعداد لعيد الفطر، الا ان بعض الاسواق العربية استعادت نشاطها من جديد بعد تكبدها خسائر متلاحقة لعدة اسابيع. ففي السعودية حقق السوق تحسنا عند اغلاق امس بزيادة تمثل 4.63 في المائة نتيجة لارتفاع سعري لـ44 شركة على رأسها شركة سابك. وفي الكويت شهد اداء سوق الاوراق المالية تحسنا طفيفا بارتفاع جميع المؤشرات الرئيسية، اما في الامارات فقد شهد السوق تداولا محدودا في سوق ابوظبي ودبي مع غياب اية صفقات ذات قيمة متميزة. وفي البورصة المصرية لوحظ انخفاض في حجم وقيمة التعاملات رغم انتشار الاجواء الايجابية في رمضان والتي قللت من انتشار الشائعات. وفي المغرب ما زال المؤشر العام للدار البيضاء يواصل انخفاضه في افاق العام الجديد، اما في الاردن فقد هبطت مؤشرات الاسهم وسط تعاملات منخفضة محققة خسائر متباينة في أحجام التداول. الأسهم السعودية وفي السعودية استأنفت سوق الاسهم خلال الاسبوع تحسنها مختتمة سلسلة من الخسائر التي تكبدتها على مدى عدة اسابيع، حيث سجل مؤشر السوق عند اغلاق امس تحسنا الى 2285.92 مقارنة بـ 2184.68 نقطة ليوم الخميس قبل الماضي بزيادة تمثل 4.63 في المائة وبحجم تداول كبير بزيادة بلغت 129 في المائة مقارنة بالاسبوع السابق، وجاء التحسن في مؤشر السوق نتيجة لارتفاع سعري لـ 44 شركة من بينها عدد من اسهم الشركات ذات الوزن الثقيل من حيث القيمة السوقية وعلى رأسها سهم شركة سابك التي عوضت خلال الايام الثلاثة الماضية غالبية خسائرها لهذا العام حيث تحسن سهم الشركة الى 219 ريالا بعد ان كان 192.75 ريال نهاية الاسبوع الماضي متحسنا بواقع 13.6 في المائة، وبذلك يكون سعر السهم قد قلص خسائره للعام الحالي عند 1.4 في المائة، وفي ذات القطاع الصناعي تحسن سهم شركة الاسمدة بواقع 5.9 في المائة مستقرا عند سعر 165.65 ريال مقارنة بـ 156.25 ريال وبذلك يكون هذا القطاع قد سيطر على غالبية قيمة التعاملات خلال الاسبوع بواقع 48.2 في المائة.

كما ساهم التحسن السعري الكبير في اسعار اسهم الشركات الثلاث الكبرى في قطاع الكهرباء في دعم مؤشر السوق بالرغم من معدل التداول المنخفض الذي لم يتجاوز نسبة 2.9 في المائة، فقد ارتفع سهم كهرباء الوسطى بواقع 9.5 في المائة وكهرباء الغربية 10.8 في المائة فيما تحسن سهم كهرباء الشرقية خلال ايام الاسبوع بنسبة 11.7 في المائة.

كما تحسنت خلال الاسبوع اسعار غالبية البنوك وبمعدل تداول كبير وبالخصوص في اسهم شركة الراجحي المصرفية حيث مثل هذا القطاع نسبة 42.1 في المائة من مجمل التعاملات فيما تراجعت بشكل طفيف اسهم بعض البنوك وهي سهم البنك السعودي، والسعودي البريطاني والسعودي الامريكي، وتراجعت خلال الاسبوع 12 شركة فيما استقرت 8 شركات.

الأسهم الكويتية وفي الكويت شهد أداء سوق الأوراق المالية خلال الأسبوع الماضي تحسنا طفيفا وبدا حسب مؤشراته أكثر نشاطا من الأسبوع الذي سبقه، حيث ارتفعت جميع مؤشراته الرئيسية. وكانت قراءة مؤشر الشال (مؤشر قيمة) في نهاية تداول اول من امس نحو 148.5 نقطة، وبارتفاع بلغ قدره 0.7 نقطة أو ما يعادل 0.5% عن اقفال الاسبوع الذي سبقه، وبارتفاع بلغ 9 نقاط أو ما يعادل 6.5% عن نهاية عام .1999 وبلغ عدد الشركات التي ارتفعت قيمتها خلال الأسبوع 10 شركات في حين انخفضت قيمة 9 شركات أخرى ولم تتغير قيمة 24 شركة أخرى مقارنة بقيمتها في الأسبوع الذي سبقه.

وبلغ اجمالي قيمة الأسهم المتداولة نحو 10.08 مليون دينار كويتي بمعدل يومي بلغ نحو 2.02 مليون دينار كويتي وبارتفاع بلغت نسبته 18.1% عن معدل الأسبوع الذي سبقه، كذلك بلغ اجمالي كمية الأسهم المتداولة نحو 47.18 مليون سهم وبمعدل يومي بلغ نحو 9.44 مليون سهم وبارتفاع بلغت نسبته 16.3%، بينما بلغ اجمالي عدد الصفقات المبرمة نحو صفقة بمعدل يومي بلغ نحو 266 صفقة وبارتفاع بلغت نسبته 34.3% وجاء في صدارة التداول من حيث قيمة الأسهم المتداولة شركة التسهيلات التجارية بنسبة 10.6% من القيمة ونحو 4% من الكمية، تلاه بنك الكويت الوطني بنسبة 8.5% من القيمة و2.5% من الكمية ثم شركة الاتصالات المتنقلة بنسبة 7.6% من القيمة و1.1% من الكمية.

وكان نصيب قطاع البنوك في المركز الأول اذ حقق نحو 30.5% من القيمة و21.3% من الكمية، في حين جاء في المركز الثاني قطاع الاستثمار بنسبة 21.2% من القيمة و30.3% من الكمية، تلاه في المركز الثالث قطاع الخدمات بنسبة 19.1% من القيمـة و8.6% من كمية الأسهم المتداولة في السوق. من جهة أخرى بلغ اجمالي قيمة الأسهم المتداولة لجميع الفترات حسب نظام البيع الآجل خلال الأسبوع الماضي نحو 836.4 ألف دينار كويتي بمعدل يومي بلغ نحو 167.3 ألف دينار كويتي وبارتفاع بلغت نسبته 141.4% عن معدل الأسبوع الذي سبقه، وبلغ اجمالي كمية الأسهم المتداولة نحو 7.010 مليون سهم بمعدل يومي بلغ 1.402 مليون سهم وبارتفاع بلغت نسبته 180.4%، كما بلغ اجمالي عدد الصفقات المبرمة نحو 52 صفقة بمعدل يومي بلغ نحو 10 صفقات وبارتفاع بلغت نسبته 136.4% عن معدل الأسبوع الذي سبقه.

الأسهم الإماراتية وفي الامارات اضاف الايقاع البطيء الذي يتسم به العمل خلال شهر رمضان، وانصراف الناس للاستعداد لحلول عيد الفطر ضغطاًَ اضافياً على اسواق الاسهم التي لم تشهد الا تداولات محدودة في سوق ابوظبي وسوق دبي.

وقد كانت الصفقات التي ابرمت من خلال السوقين خلال اسبوع التعاملات الذي انتهى امس اقل مما كانت عليه في الاسبوع السابق، فيما لم تسجل السوق الموازية صفقات ذات بال. وراوحت اسعار معظم الاسهم عند المستويات التي كانت عليها منذ عدة شهور وكانت الفروق السعرية ضمن هوامش محدودة وهو ما يعكس حال التردد التي تعيشها السوق.

وكان من ابرز مظاهر هذه الحالة اسعار اسهم شركة اعمال العقارية التي تعد من اكبر الشركات المساهمة العامة في الامارات حيث ان اسعار اسهم الشركات كانت تتحرك ضمن هوامش بالغة الدقة فترتفع من 21.35 درهم الى 21.40 درهم وهو امر لا يغري اصحاب الاسهم على عرضها ولا يغري الراغبين في الشراء على المغامرة في سوق لا تكاد تتحرك.

وكان من ابرز الصفقات التي عقدت خلال الاسبوع صفقة على سهم مؤسسة الامارات للاتصالات من خلال بيع 1181 سهماً. وبالنسبة لمؤشرات الاسهم من خلال الاسبوع فان مؤشر قطاع المصارف شهد تراجعاً طفيفاً فيما ارتفع مؤشر قطاع الخدمات بنسبة طفيفة ايضاً وان مؤشر قطاع التأمين هو الذي حافظ على مستوياته دون ارتفاع او انخفاض.

وينتظر المتعاملون حالياً انتهاء شهر رمضان المبارك لمعرفة النتائج التي حققتها الشركات والبنوك وسط دلائل على ان قطاع المصارف يحمل مؤشرات واعدة ظهرت ارهاصاتها في اعلان بنك دبي التجاري عن نمو في الارباح بمعدل 7% لتصل الى 198 مليون درهم مقابل 185 مليون درهم حققها البنك العام الماضي.

الأسهم المصرية وفي البورصة المصرية خيمت الاجواء الرمضانية على تعاملات المستثمرين من حيث نقص عدد ساعات التداول الذي اثر بشكل ملحوظ على حجم وقيمة التعاملات، لكن هذه الاجواء الرمضانية كانت لها ايجابيات ملحوظة هي قلة انتشار الشائعات التي كانت شعارا اساسيا لبعض فئات المستثمرين.

وخلال الاسبوع ارتفع المؤشر العام لسوق المال اخر ثلاثة ايام للتداول مقابل انخفاض ضئيل جدا في الايام الاولى من الاسبوع، وصعد المؤشر العام في نهاية تعاملات مساء اول من امس بواقع 1.68 نقطة لتنتهي التعاملات عند مستوى 635.6 نقطة وامتد الارتفاع ليشمل بقية المؤشرات النوعية والكمية في البورصة، حيث زاد مؤشر الاكتتاب العام الاكثر تعبيرا عن حالة السوق بنحو 3.66 نقطة.

ولوحظ اثناء تعاملات الاسبوع انخفاض المتوسط اليومي لمشتريات المستثمرين الاجانب من الاسهم والسندات والذي جاء في حدود 5 ملايين جنيه بنسبة 10 في المائة تقريبا من حجم التعاملات في حين بلغت تعاملات الاجانب داخل المقصورة كبائعين 11.5 مليون بنسبة 33 في المائة في تعاملات الاربعاء الماضي.

وافتتحت البورصة اعمالها امس بتعاملات سابقة على 101 ورقة حيث ارتفعت اسعار 43 ورقة منها بالجنيه المصري وواحد بالدولار، وتراجعت اسعار 39 ورقة بالجنيه المصري وورقة واحدة بالدولار، بينما استقرت اسعار 17 ورقة وساد الارتفاع في معظم مؤشرات الاسعار حيث حقق مؤشر اسعار اسهم قطاع الزراعة ارتفاعا طفيفا بلغ 8 في الالف من النقطة بينما صعد مؤشر قطاع الصناعات التحويلية بنحو 3.33 نقطة وقفز مؤشر قطاع النقل والاتصالات بنحو 10.38 نقطة.

الأسهم المغربية وفي المغرب يواصل المؤشر العام لبورصة الدارالبيضاء موجة الانخفاضات التي يعرفها منذ فترة، حيث أقفل الـ«اي.جي.بي.» على حوالي 654.92 نقطة بانخفاض سنوي قدر بنسبة ناقص 16 في المائة.

وقالت مريم الطاهري محللة مالية بشركة «ماروك ـ أنتر ـ تيتير» للوساطة المالية لـ «الشرق الاوسط» انه من المرتقب أن تواصل الساحة المالية المغربية انخفاضاتها في الوقت الذي تحتاج فيه بورصة الدارالبيضاء الى مستويات تقييمية مماثلة للبورصات المجاورة.

وأضافت «أن سوق الأسهم تفتقر الى ادراج أوراق جديدة والتي من شأنها أن تشجع المستثمرين بعد الهلع الذي يعرفه أغلبية حملة الأسهم الصغار ازاء موجة الانخفاضات التي تعيشها الساحة المالية المغربية، كما أنها توقعت أن يقبل مختلف المستثمرين بالاحتفاظ على المدى البعيد ببعض الأسهم عوض المشاركة في عمليات المضاربة والسعي وراء الربح السريع كطريقة للاستثمار.

ومن جهة اخرى أوضحت مختلف التقارير الأسبوعية أن الأحجام التي تداولت خلال الأسبوع الممتد من 1 ديسمبر (كانون الاول) الى غاية 8 من الشهرالحالي استقرت عند حوالي 522 مليون درهم بمعدل يومي بلغ 131 مليون درهم، حيث تصدر سوق الكتل نسبة 62 في المائة بحجم 322 مليون درهم منها عملية اعادة ترتيب محفظة أسهم مصرف «البنك المغربي للتجارة والصناعة والتي أسفرت عن 90 في المائة من الحجم الاجمالي للتداولات. في الوقت الذي شهد فيه السوق المركزي معدل اجمالي للأحجام بلغ 201 مليون درهم بمعدل يومي قدر بحوالي 50 مليون درهم مقابل 42 مليون درهم.

الأسهم الأردنية وفي الأردن هبطت مؤشرات الأسهم وأنهت الاسبوع الماضي على تراجع كبير في احجام التداول، ومحدود في الأسعار، وقد منيت اسهم البنوك والصناعة والتأمين بخسائر متباينة، فيما ارتفعت اسعار اسهم شركات الخدمات بنسبة محدودة مقدارها 0.1% حسب مؤشر القطاع. وقال متعاملون في بورصة عمان، ان عدد الأسهم المتداولة قد انخفض الى 2.5 مليون سهم، بحجم تداول اجمالي مقداره 4.2 مليون دينار، نفذ من خلال 2664 عقداً، بانخفاض كبيرة عن حجم التداول المحرز خلال الاسبوع قبل الماضي بنسبة 77%.

وقاد الطلب في البورصة قطاع الخدمات بتعاملات حجمها 1.8 مليون دينار، بنسبة 42.1% من اجمالي الحجم المتداول، وجاءت اسهم الشركات الصناعية والبنوك في المراكز اللاحقة بنسبة 29.1%، 28.4% على التوالي.

وقال وسيط في بورصة عمان، ان التطورات السياسية والأمنية المتلاحقة تحكمت في سلوك المتعاملين في البورصة الذين فضلوا عدم بناء مراكز جديدة وممارسة سياسة الانتظار املاً في ارتفاع الاسعار، فيما يتحين بعض المستثمرين الفرصة لتقليص محافظهم في السوق.

وتجاهلت البورصة قراراً نقدياً مهماً اتخذه البنك المركزي الاسبوع الماضي بخفض نسبة الاحتياطي الالزامي على الودائع وحسابات العملاء بالدينار والدولار الاميركي اي 8% من مستوى 10%، وذلك لتشجيع الاقراض ومنح التسهيلات الائمانية.

ولدى مقارنة أسعار الاغلاق للشركات المتداولة اسهمها الاسبوع الماضي مع الاسعار السابقة تبين ارتفاع اغلاق اسهم 30 شركة، وانخفاض اغلاق اسهم 49 شركة، واستقرار اغلاق اسهم 19 شركة عند المستويات السابقة.