الإسترليني يسابق اليورو و الدولار في الصعود أمام الجنيه والريال مستقر في سوق الصرف المصرية

TT

تصدرت العملات البريطانية سباق العملات الأجنبية والعربية في سوق الصرف المصرية خلال الايام العشرة الماضية وحققت ارتفاعا ملحوظا أمام الجنيه المصري وقفزت بنحو 25 قرشا وبلغ سعرها للشراء 10 جنيهات و5 قروش مقابل 10 جنيهات و23 قرشا للبيع في معظم أيام الاسبوع قبل أن تستقر عند 992 قرشا للشراء و1008 قروش للبيع، وذلك على الرغم من تأجيل بريطانيا انضمام الاسترليني لسلة العملات المكونة للعملة الأوروبية الموحدة «اليورو»، وكذا تراجع الجنيه الاسترليني أمام اليورو والدولار في أسواق الصرف العالمية عقب هذا القرار.

ويعلل خبراء مصرفيون ارتفاع سعر الاسترليني بزيادة معدلات الطلب عليه لعدة أسباب أولها ارتفاع الفائدة عليه حيث تبلغ 3.75 في المائة مقابل 2 في المائة لليورو و1.25 في المائة للدولار، فضلا عن نمو حجم المبادلات التجارية بين مصر وبريطانيا التي بلغت نحو 850 مليون جنيه استرليني إلا ان نائب رئيس البنك المركزي المصري محمد البربري يرى ان صعود الاسترليني في سوق الصرف المصرية مؤقت حيث تدرك البنوك ان بقاء العملة البريطانية خارج منطقة اليورو لن يدوم طويلا، فيما أوضح ان هذه الزيادة في سعر الاسترليني ستجذب استثمارات بريطانية جديدة للسوق المصرية كما استبعد المصرفي المصري اتجاه البنوك لطرح أوعية ادخارية جديدة بالاسترليني.

من جهة أخرى شهدت سوق الصرف المصرية تحركا تجاه الصعود لسعر الدولار في معظم البنوك الخاصة حيث بلغ متوسط السعر في حوالي 20 بنك 604 قروش للشراء ونحو 608 قروش للبيع، فيما ظل السعر عند حدود 6 جنيهات للشراء، و602 قرشا للبيع في باقي البنوك ومنها البنوك التجارية العامة الاربعة وحسبما يرى رئيس بنك مصر ـ ايران اسماعيل حسن فإن تحريك الدولار نحو الصعود كان الغرض منه جذب الفائض من المعروض الدولاري القادم مع المصريين العاملين بالخارج والسياحة العربية وحرمان السوق غير الرسمية من هذه الحصيلة وتجفيف مواردها من النقد الأجنبي علاوة على تعزيز المراكز المالية للبنوك من العملات الأجنبية الرئيسية خاصة الدولار واليورو والاسترليني وأيضا الريال السعودي، مؤكدا ان ركود السوق غير الرسمية ظاهرة ايجابية تثبت نجاح آلية الصرف الجديدة.

ورغم زيادة العروض في الريال في سوق الصرف المصرية إلا ان العملة الوطنية السعودية حافظت على أسعارها السائدة وتراوح سعر الشراء لها في البنوك ما بين 158.5 و159 قرشا مقابل 161 قرشا للبيع في حين زاد سعرها في السوق غير الرسمية عن نظيره في البنوك بمقدار 15 قرشا.

كما يتوقع مصرفيون واصحاب شركات صرافة ان تشهد الاسابيع المقبلة زيادة في معدلات الطلب على الريال عقب استئناف شركات السياحة المصرية تنظيم رحلات العمرة التي كانت قد توقفت قبل ثلاثة أشهر.

ومن جهة أخرى حقق الدينار الكويتي قفزة بنحو 15 قرشا أمام الجنيه المصري خلال الايام الماضية وبلغ سعر الشراء 19.86 جنيه مقابل 20.13 جنيه للبيع، الى ذلك انخفض متوسط سعر اليورو في البنوك المصرية بمقدار 12 قرشا وبلغ سعر الشراء 689 قرشا مقابل 698 قرشا للبيع.

ويعلل طارق متولي بادارة المعاملات الدولية في بنك مصر ـ رومانيا هذا الانخفاض بالتوقعات التي ترجح عدم استمرار تفوق اليورو على الدولار في أسواق الصرف العالمية بعد خفض الفائدة عليه بنحو 0.5 في المائة لتصل الى 2 في المائة، رغم ان هذا السعر ما زال مرجحا لليورو بنحو 0.75 في المائة مقابل الدولار.

كما أشار الى ان سماح البنوك بحرية تحرك اليورو سيساهم مجددا في صعود العملة الاوروبية محليا مدعومة بارتفاعها المتواصل أمام الدولار في أسواق الصرف العالمية، محذرا من خطورة ظهور مضاربات وشيكة على اليورو خاصة وان المستوردين المصريين يفضلون حاليا شراء اليورو مباشرة بدلا من شراء الدولار وتحويله الى اليورو حتى يتمكنوا من استيراد السلع والمنتجات الاوروبية الأمر الذي سينعش الطلب على اليورو مستقبلا.

ومن جهة أخرى لم ينكر أصحاب شركات الصرافة حدوث تحسن في المعروض من معظم العملات خاصة الدولار والريال السعودي غير انهم أوضحوا ان هناك فجوة ما زالت قائمة بين المعروض ومعدلات الطلب مما يعني ان الاوضاع مواتية لحدوث ارتفاعات أخرى في أسعار معظم العملات العربية والاجنبية امام الجنيه المصري.