الوليد بن طلال يعرض إنقاذ مجموعة فنادق ميريديان العالمية من التصفية بضخ 208 ملايين دولار

TT

ترددت أنباء عن ان سلسلة فنادق الميريديان العالمية، التي عانت مؤخرا من تراجع أرباحها في عالم السياحة والسفريات، قد تنجو من التصفية على أيدي الامير الوليد بن طلال الذي سبق له شراء حصص في شركات أوروبية وأميركية أخرى.

وكشفت أطراف مقربة من المفاوضات الجارية ان الأمير الوليد بن طلال، أجرى اتصالا مع أكبر مستثمري الميريديان بشأن مشروع قد يوفر للشركة قرابة 125 مليون جنيه استرليني ما يعادل (208 ملايين دولار أميركي) على هيئة رأس مال. وتمتلك شركة الميريديان 135 فندقا ومنتجعا راقيا في أنحاء العالم، بما فيها فندق «غروزفنر» بمدينة لندن، وفندق «فينيتيان» بمدينة لاس فيجاس. وكانت ملكية الشركية قد تحولت في شهر أغسطس (آب) من عام 2001، أي قبل انحسار حركة السفر والسياحة نتيجة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) بوقت قصير، لمجموعة من المستثمرين بما فيهم شركة عقارية خاصة تدعى «تيرا فيرما كابيتل بارتنرز». ومنذ ذلك الحين، عانت الميريديان من تراكم الديون وزيادة التكاليف إلى درجة انها لم تعد قادرة على مواجهة نفقاتها.

وخلال الأسبوع الماضي تخلفت الشركة العملاقة عن سداد قسط من ديونها مقداره 20 مليون جنيه إسترليني ما يعادل (33.3 مليون دولار أميركي)، كان مستحق الدفع لمصرف «رويال بنك أوف سكوتلند». الأمر الذي دفع المصرف للتهديد ببيع مجموعة فنادق ميريديان البريطانية التي يمتلكها ومنح حقوق تشغيلها للشركة الأم، لسلسلة أخرى عملاقة. وقد امتنع متحدث باسم الشركة العقارية «تيرا فيرما» عن التعليق على هذه الأنباء.

يذكر ان الأمير الوليد، وهو نجل شقيق خادم الحرمين الشريفين، قد إكتسب شهرة بإستثماراته الجريئة في شركات تعاني من مصاعب، وذلك عندما قرر شراء أسهم في مصرف «سيتي بنك» خلال أوائل التسعينات. وكانت أوضاع صفقات العقارات السيئة قد أدت إلى إنخفاض قيمة أسهم المصرف إلى ما يقل عن 10 دولارات، لكن الأمير حقق المليارات خلال أواخر التسعينات،عندما ارتفعت قيمة أسهم الشركة التي تولت إدارة المصرف المذكور، وباتت تعرف باسم «سيتي غروب». وتمتلك شركة المملكة القابضة، التي تدير إستثمارات الأمير الوليد، حصصا في سلسلة فنادق أخرى، من بينها مجموعة «فور سيزنس» (الفصول الأربعة).

وإذا ما قرر الأمير الإستثمار في فنادق ميريديان، فإنه وشركاءه في مجال الإستثمار سيخوضون منافسة مع شركة «ليهمان براذرس». فهذه الشركة المتخصصة في سمسرة العقارات، والتي كانت قد قدمت لميريديان قرابة 400 مليون دولار أميركي على هيئة قروض، مازالت تواصل مفاوضاتها مع عدد من المصارف بشأن توفير قرابة 167 مليون دولار للشركة لمواجهة أعبائها المتزايدة . ويوم الخميس الماضي قدمت كل من ليهمان براذرس وميريديان لمصرف «رويال بنك أوف سكوتلند» مبلغا وقدره مليونا جنيه إسترليني ما يعادل (3.3 مليون دولار أميركي) مقابل سداد بعض الديون المستحقة للمصرف.

وكانت مجموعات «ميريل لينش» و«سي إي بي سي»، وعدد آخر من المصارف والمؤسسات المالية قد قدمت للميريديان قروضا إضافيه مقدارها 1.2 مليار دولار أميركي، ويمكن توقع أن تلعب دورا حيويا في مستقبل الشركة. ووفقا لما تضمنه مشروع ليهمان، يمكن للمصارف المعنية قبول معدلات فائدة منخفضة مقابل القروض التي قدمتها، وقد يتسنى لأي منافس محتمل لفت أنظار المصارف بعرض المزيد مقابل قروضها. لكن عندما طلبنا من متحدث باسم ليهمان التعليق على هذه المعلومات امتنع عن ذلك.

* خدمة «نيويورك تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»