العراق يعلن قرب انطلاق صادراته النفطية عشية اجتماع «أوبك»

عبيد الناصري: ليس هناك ما يدعو المنظمة لتعديل حصص الإنتاج ولكنها قد تضطر للخفض لاستيعاب عودة النفط العراقي

TT

فيما أعلن العراق امس عن قرب استئناف صادراته النفطية من خام كركوك وذلك عشية الاجتماع الوزاري لمنظمة الاقطار المصدرة للنفط (أوبك) في فيينا المنتظر انعقاده اليوم، تحرك مزيج برنت خام القياس الاوروبي في نطاق ضيق في التعاملات الآجلة في بورصة البترول الدولية في لندن امس في انتظار ان تحدد بيانات مخزون الطاقة الاميركى الاتجاه وقبل اجتماع «أوبك».

وقالت مصادر في صناعة النفط العراقية ان العراق يستعد لاستئناف تصدير نفطه من حقول كركوك الشمالية عن طريق خط انابيب يمتد الى تركيا في الايام القليلة المقبلة وذلك للمرة الاولى منذ الحرب.

وقال مصدر في العراق «سيكون خط الانابيب جاهزا للصادرات في أول أغسطس (آب) تقريبا وأتوقع ان يمر عبره ما بين 200 ألف و300 ألف برميل يوميا في البداية».

وقال آخر ان شركة نفط الشمال العراقية بدأت ملء خط الانابيب بالنفط الخام تأهبا لبدء التصدير. وسيمثل اعادة فتح خط الانابيب خطوة رئيسية في اعادة تأهيل صناعة النفط العراقية بعد الحرب.

وينقل الخط النفط من حقول كركوك الشمالية عبر تركيا الى مرفأ جيهان التركي المطل على البحر المتوسط. وكان الخط هدفا لعدة عمليات تخريبية. وبامكان حقول كركوك ضخ 900 الف برميل يوميا تقريبا، لكن الضرر الذي لحق بخط الانابيب في الحرب سيقلص الصادرات على الارجح الى نحو 500 ألف برميل يوميا لحين استكمال الاصلاحات على جسر منهار.

وعلى صعيد الاسعار، يترقب التجار صدور البيانات الرسمية لتبين ما اذا كانت هناك زيادة في المخزون الذي يقل بنسبة 11 في المائة عن مستوياته قبل عام، الا انهم حذروا من ان اي زيادة للمخزون تتجاوز التوقعات ستؤدي الى تراجع حاد في السوق الآجلة.

وبحلول الساعة 11.21 بتوقيت غرينتش صباح امس انخفض خام برنت تسليم سبتمبر (ايلول) 19 سنتا الى 91.27 دولار بعد صعوده سبعة سنتات اول من امس. وانخفض الخام الاميركي الخفيف تسليم سبتمبر 20 سنتا الى 04.30 دولار في التعاملات على نظام اكسيس الالكتروني في بورصة نايمكس.

ويتوقع مسح اجرته «رويترز» ان تظهر بيانات ادارة معلومات الطاقة ومعهد البترول الاميركي زيادة مخزون الخام بمقدار مليون برميل بالرغم من انخفاض طفيف في مخزون البنزين.

ونتيجة انخفاض مستويات المخزون العالمي يتوقع ان تترك «اوبك» التي تسيطر على نصف الصادرات العالمية للنفط مستوى الانتاج من دون تغيير عند 4.25 مليون برميل يوميا في اجتماعها في فيينا اليوم.

وقال وزير نفط الامارات، عبيد بن سيف الناصري، انه ليس هناك ما يدعو «اوبك» لتعديل حصص الانتاج في الوقت الحالي ولكنها قد تضطر لخفض الانتاج بنهاية عام 2003 او في مطلع العام المقبل لاستيعاب عودة الصادرات العراقية.

وقال الناصري ردا على سؤال عن مدى الحاجة لتعديل سقف الانتاج في الاجتماع الوزاري لـ«اوبك» اليوم الخميس «في رأيي لا حاجة لذلك».

واعرب عن اعتقاده بأن انتاج النفط العراقي سيعود الى مستوياته قبل الحرب بنهاية هذا العام او في الربع الاول من العام الحالي.

وقال الناصري للصحافيين لدى وصوله الى فيينا «اعتقد ان الامر سيستغرق بعض الوقت وربما يكون قرب اواخر هذا العام او في الربع الاول من العام المقبل. وأعتقد انه ينبغي لنا تعديل انتاجنا من اجل استيعاب العراق».

وبلغت طاقة انتاج النفط العراقي قبل الحرب في مارس (اذار) نحو 8.2 مليون برميل يوميا، فيما بلغت طاقته التصديرية 2.2 مليون برميل يوميا.

وتظهر احدث التقديرات ان انتاج العراق يبلغ مليون برميل يوميا وانه يخطط لتصدير 650 الف برميل يوميا في اغسطس (آب) المقبل. وقال الناصري ان مستوى الاسعار جيد في النطاق الذي تستهدفه «أوبك» بين 22 و28 دولارا للبرميل وان مستوى مخزون النفط العالمي معقول.

وبلغ متوسط سعر سلة خامات «اوبك» أول من امس الثلاثاء 18.27 دولار للبرميل.

وانتعشت الاسعار اثر انخفاض حاد يوم الاثنين الماضي في اعقاب اعلان مسؤول نفطي عراقي في اليوم السابق ان انتاج العراق ارتفع لاكثر من مليون برميل يوميا بعد ان كان قد استقر لفترة عند 800 الف برميل يوميا.