الأسواق التجارية في السعودية تشهد «منافسة شرسة» لاقتسام كعكة التسوق في رمضان

سيارات وغرف نوم لجذب متسوقي المراكز ومبدأ التخفيض سلاح المحلات الصغيرة

TT

شهدت الأسواق التجارية منذ مطلع هذا الشهر منافسة تسويقية شرسة بين التجار السعوديين، بهدف اقتسام حصة كبرى من كعكة التسوق في رمضان، في خطوة اعتبرها المراقبون انعكاسا ايجابيا على الحركة الشرائية لقرب عيد الفطر المبارك، وكسرا للركود الاقتصادي الذي شهدته الأسواق خلال الأشهر الماضية.

وحرب التسويق التي رفعت رايتها مبكرا المراكز التجارية المتخصصة، من خلال رصدها لجوائز تشيعية كبرى تهدف إلى حصد جموع المتسوقين والتي كثر تزاحمها على المحلات التجارية الصغيرة حيث وجدت نفسها خارج إطار المنافسة، فاضطرت إلى تخفيض أسعار منتجاتها.

وقد ساهمت هذه الجوائز التي تم توزيعها بشكل يومي على الفائزين، والمتمثلة في هدايا كبرى عبارة عن سيارات، ذهب، غرف نوم، أجهزة كهربائية مختلفة، إضافة إلى التغطية الإعلامية المتميزة، في تحديد وجهة المتسوقين لأي من هذه المراكز وحجم مشترياتهم.

في حين يأتي اعتماد أصحاب المحلات التجارية الصغيرة لمبدأ تخفيض الأسعار، في محاولة منهم لجذب فئة من المتسوقين التي لا تقوى ظروفهم المادية على التبضع من المراكز التجارية الكبرى رغم المغريات المقدمة فيها.

وتتوقع مصادر في السوق أن تشهد أسعار المفروشات والأجهزة الكهربائية انخفاضا يقدر بنحو 60 في المائة خلال الجزء الأخير من شهر رمضان، على خلفية تركيز المتسوقين على شراء ملابس العيد، مع وجود مؤشرات بانخفاض أسعار الملابس النسائية في ذات الفترة إلى 40 في المائة، والأطفال إلى 50 في المائة، نظير التفاوت المناخي لهذا العام، وضعف الإقبال على المنتجات الشتوية، مما سيعرض جميع المنتجات المعروضة للتخزين داخل المستودعات بعد العيد مالم يتم تصريفها خلال هذه الفترة.

من جهة أخرى، اعتبر وكلاء الأقمشة النسائية، أن سوقهم لم يدخل هذا السباق كونه بدأ مبكرا منذ أكثر من شهر، لاشتراط المشاغل النسائية تقديم الأقمشة والموديلات المطلوبة قبل حلول شهر رمضان المبارك، وتسليمها قبل العيد. في حين اعتبر البعض موجة تخفيض الأسعار التي تشهدها المنتجات فرصة للتسوق، وهي في الواقع ظاهرة عالمية تستغل هذه التجمعات لفرض بساطها على السوق.

خلاف ذلك فقد شهدت مستحضرات التجميل حركة شرائية منعشة أكثر من أي وقت آخر، وهناك إقبال كبير من المتسوقين نتيجة التوازن الموجود بين ما هو معروض وما يطلب، علاوة على أن الكثير من أصحاب المحلات التجارية تلجأ إلى تخفيض الأسعار لاستغلال الحركة التسويقية، والتخلص من السلع القديمة الموجودة لديها.

ويلاحظ أن ملابس الرجال الجاهزة حافظت على ثباتها، حيث لم تسجل أي حالات تذبذب في أسعارها، حيث بقيت الثياب على سعر 90 ريالا للرجال و60 للأطفال، في حين تبدأ أسعار التفصيل منها بـ 150ريال وصولا إلى 1000 ريال، مع ضرورة معرفة أن الذي يتحكم في هذا السعر تاريخ وتوقيت التفصيل من الشهر ونوع القماش ونسبة الشغل الموجود به.

وفي ما يخص الغتر والشمغ ومستلزمات الرجل، فهي أيضا ما زالت في حدود الأسعار السابقة، حيث تتنافس في هذا المجال الشركات والمؤسسات العديدة المتخصصة في بيعها، ولهذا تجد أن أسعارها متقاربة، ويشجع الإقبال على أحدها دون الآخر ما يخصص له من جوائز قيمة من بينها سيارات فخمة ومبالغ مالية عالية، بهدف كسب عملاء جدد وتسويق أكبر عدد ممكن من هذا المنتج على حساب ذاك.

ويظل سوق البلد في جدة هو المسيطر الأكبر على المتسوقين، لكونه يضم نخبة التجار القدامى، ومركز تجمع الكثير من الزوار، يليه أسواق النجار، الحجاز، محمود سعيد، الجمجوم، الشعلة، سوق حراء، جدة الدولي، المحمل، الكورنيش، فضلا عن سوق الصواريخ، والشوام، والبدو، والبوادي، التي تتميز أسعارها بالمستوى المقبول.