نقص وارتفاع حاد في أسعار الأغذية في السودان

أسعار عالية للحبوب صاحبها انخفاض مبيعات المواشي

TT

اعلنت اول من امس منظمة الاغذية والزراعة للامم المتحدة (فاو) وبرنامج الاغذية العالمي في بيان مشترك، ان ما يزيد على ثلاثة ملايين شخص يواجهون حالات خطيرة من نقص الاغذية في جنوب السودان جراء الحرب الاهلية وموجة الجفاف التي بدأت تظهر هناك.

وافاد البيان ان تقرير البعثة المشتركة بين المنظمتين المذكورتين التي زارت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي 24 ولاية من الولايات الست والعشرين في السودان، اشار الى ان السكان الاشد تضررا بالجفاف هم من مدن دارفور وكوردوفان والمنطقة الاستوائية الشرقية وبعض الاطراف من منطقة بحر الغزال التي يضيف القتال فيها مشكلات اخرى فوق مشكلات الجفاف.

وذكر التقرير ان احتياطي الاغذية يتضاءل في الوقت الذي تتصاعد فيه الاسعار التي ازدادت بثلاثة اضعافها مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، حيث ان «الاسعار العالية للحبوب التي صاحبت الانخفاض السريع في اسعار المواشي جراء انخفاض المبيعات اضرت بشكل خاص الرعاة الذين هم بحاجة الى معونة فورية». واضاف التقرير. ان نحو 900 الف شخص قد تضرروا بسبب رداءة الموسم، منهم 600 الف شخص بامس الحاجة الى المعونة الغذائية. علاوة على ذلك، هناك نحو 2.4 مليون شخص من المتضررين بالحرب الاهلية القائمة في الجنوب ويحتاجون الى المعونة الغذائية عام 2001».

واوضح التقرير ان الغرض من المعونة العاجلة هو توفير البذور ومدخلات زراعية اخرى للموسم المقبل الذي يبدأ في يونيو (حزيران) ـ يوليو (تموز) 2001، بالاضافة الى التخفيف من حدة النقص الحاد في امدادات المياه في المناطق الاشد تضررا.

لقد امتدت موجة الجفاف الى اطراف كبيرة من المناطق الريفية، مما ادى الى حدوث نقص حاد في امدادات المياه التي يحتاج اليها الانسان والمواشي، لا سيما في دارفور وكوردوفان حيث يضطر السكان الى البحث عن الماء.

وفي جنوب السودان ادت الفترات الطويلة من الجفاف التي ضربت خلال الفترة ابريل (نيسان) ـ سبتمبر (ايلول)، منطقة جونكلي والمنطقة الشرقية الاستوائية ومنطقة بحر الجبل الى تدمير المحاصيل في دورتها الاولى، الامر الذي تسبب في حالات خطيرة من العجز الغذائي، اما في شمال منطقة بحر الغزال، وبالرغم من بعض الفائض في مناطق محددة، فانه يتوقع حصول عجز كبير في مجال الحبوب بسبب عدم انتظام هطول الامطار او اماكن هطولها.

وفي الولايات الشرقية من البلاد (كسلا وجيدارف) ووسطها مثل (سنار والنيل الازرق) تعرضت المنطقة الى الجفاف خلال شهر سبتمبر الماضي، مما اضر بالجزء الاعظم من المحاصيل المبذورة مؤخرا. فقد تمخض عن تلك الموجة من الجفاف انخفاض في حجم الانتاج للمشاريع التي تعتمد على هطول الامطار بصورة آلية. كما ان عدم انتظام هطول الامطار ونوعيتها ادى الى احداث اضرار بالغة في منطقة بوتانا في ولاية الجزيرة التي لم تحصد في الواقع شيئا على الاطلاق.

وذكر التقرير ان مثل هذه المواسم قد شهدتها بعض المناطق للمرة الثانية او الثالثة على التوالي، فالجفاف يفاقم الوضع الغذائي الهش في بلد ابتلي بالحرب الاهلية.

وافاد التقرير ان السودان بحاجة الى 1.2 مليون طن من الحبوب التي يتوقع ان يستورد قسما منها بالاضافة الى 200 الف طن كمعونة غذائية. وتجدر الاشارة الى ان التعهدات بتقديم المعونة الغذائية وصلت الى 34 الف طن، تاركة بذلك فجوة مقدارها 138 الف طن. واشار التقرير الى انه رغم التقديرات بحجم الانتاج من الحبوب لعام 2000 بحدود 3.6 مليون طن، اي بنسبة تزيد على 14 في المائة مقارنة بحجم الانتاج للعام الماضي، فان الانتاج يقل بنسبة 18 في المائة عن المعدل للسنوات الخمس الاخيرة.