مفاوضات منظمة التجارة تفشل في التوصل إلى اتفاق حول إنتاج الأدوية

TT

جنيف ـ ا.ف.ب: انتهى اجتماع الدول الـ 146 الاعضاء في منظمة التجارة العالمية ليل الخميس الجمعة بدون التوصل الى اتفاق حول حصول الدول الفقيرة على الادوية النوعية بعد ان عرقلت مشاكل ظهرت في اللحظة الاخيرة تبني تسوية كان قد تم التوصل اليها.

وخلافا لما كان متوقعا، لم يصادق المجلس العام للمنظمة، وهو اعلى هيئاتها، على التسوية التي نقلها اليه مجلس الملكية الفكرية المكلف ملف الادوية.

وقال المتحدث باسم المنظمة كيث روكويل «ليس هناك اتفاق ونحتاج الى مزيد من الوقت»، موضحا ان رئيس المجلس العام كارلوس بيريز ديل كاستيلو سيجري مشاورات بدءا من اليوم (امس).

ورأى روكويل ان الملف الذي يشكل محور المفاوضات التجارية الدولية منذ 2001 سينتظر على الارجح الاجتماع الوزاري للمنظمة الذي سيعقد من العاشر الى الرابع عشر من سبتمبر (ايلول) في كانكون (المكسيك).

ويفترض ان يتخذ هذا الاجتماع قرارات مهمة في مجالات الزراعة والصناعة والخدمات لتحريك دورة الدوحة للمفاوضات التجارية التي اطلقت في نهاية 2001.

وقال ديل كاستيلو للمندوبين «انها قضية انسانية خطيرة يجب ان تعالج باكبر قدر من الوضوح». واضاف «علينا ان نقوم بالامور بشكل صحيح ليس من اجلنا فقط بل من اجل الذين هم بحاجة ملحة الى الادوية».

وتستند التسوية التي كان قد تم التوصل اليها الى الاتفاق المبدئي الذي توصلت اليه الاربعاء الماضي الولايات المتحدة واربع دول نامية معنية خصوصا بهذا الملف وهي البرازيل والهند التي تنتج ادوية نوعية وكينيا وجنوب افريقيا التي تعاني بشكل خطير من انتشار مرض الايدز.

ويسعى المفاوضون الى تليين القوانين العالمية حول براءات الاختراع ليتاح للدول الفقيرة المحرومة من الصناعات الدوائية استيراد منتجات محددة لادوية حيوية من اجل مكافحة اوبئة مثل الملاريا والايدز.

وكانت الدول الاعضاء في المنظمة وافقت على اتفاق في هذا الشأن في ديسمبر (كانون الاول) الماضي، باستثناء الولايات المتحدة التي تخشى بعض شركاتها ان يسمح النص لدول تنتج ادوية نوعية مثل الهند والبرازيل من صنع ادوية لامراض غير معدية مثل السمنة والعجز الجنسي.

والتسوية التي اقرتها الولايات المتحدة والدول الاربع الاربعاء الماضي تستعيد النص الذي تم التوصل اليه في ديسمبر ويقضي باستخدام تشريع جديد «بحسن نية» لحماية الصحة العامة وليس لغايات تجارية. كما ينص على عدم نقل الادوية النوعية التي تنتجها دول نامية الى اسواق الدول الغنية.

لكن منظمة «اوكسفام» غير الحكومية انتقدت الاتفاق معتبرة انه «غير عادل». واشارت خصوصا الى انه «يضع عقبات قانونية جديدة امام الدول النامية التي تحاول الحصول على ادوية نوعية باسم مصالح صناعة حققت ارباحا تبلغ 37 مليار دولار في الولايات المتحدة وحدها العام الماضي».

اما المجموعة الاميركية لانتاج الادوية «بفايزر» التي تحتل المرتبة الاولى بين شركات الادوية في العالم فقد عبرت الخميس الماضي عن «تأييدها لاعتماد قواعد عالمية جديدة يمكن ان تساعد في حصول سكان الدول الاكثر فقرا على الادوية التي يحتاجون اليها وتساهم في تشجيع الابحاث المتعلقة بتطوير الادوية في الوقت نفسه».