دول اليورو تستعد لإنتاج عملتها الجديدة قبل سبتمبر المقبل

عملية الانتقال النقدية تفترض طبع 14.54 مليار ورقة وصك 50.1 مليار قطعة معدنية

TT

فرانكفورت ـ أ.ف.ب: لم يعد امام دول منطقة اليورو الا بضعة اشهر لانهاء انتاج عشرات المليارات من الاوراق النقدية والقطع المعدنية التي ستحل قريبا محل 12 عملة اوروبية، في عملية لا سابق لها في تاريخ النقد. وقد تسربت تفاصيل قليلة جدا حول التقدم الذي حققته حتى الآن «الجهود الجبارة» للاتحاد الاقتصادي والنقدي. واكد احد المسؤولين المكلفين الاشراف على الملف في البنك المركزي الاوروبي ارمين غرايف ان عملية الانتاج «تتقدم بالوتيرة المقررة». وقال متحدث باسم البنك «ليس هناك ما يقلق بشأن اي تأخير محتمل».

وحتى الان طبع بنك فرنسا حوالي 500 مليون ورقة من اصل 2.5 مليار. وفي الواقع منذ تموز (يوليو) 1999 كلفت دول منطقة اليورو الى جانب اليونان التي ستنضم اليها اعتبارا من الاول من يناير (كانون الثاني) 2001 انتاج الاوراق النقدية والقطع المعدنية التي تحتاجها. وتحتل حصة فرنسا المرتبة الثانية في الاهمية بعد المانيا (4.3 مليار ورقة ) بينما منحت لوكسمبورغ الحصة الاصغر وهي 46 مليونا.

وفي المجموع، يفترض ان تكون 14.54 مليار ورقة جاهزة قبل نهاية اغسطس (اب) المقبل، لانه اذا كانت عملية الانتقال النقدية تبدأ رسميا في الاول من يناير 2002، فان مرحلة مد المصارف بالعملات يجب ان تبدأ في سبتمبر (ايلول).

وفي الوقت نفسه، يجب ان تخرج 50.1 مليار قطعة معدنية من المصانع «اي ما يعادل حمولة خمسين الف شاحنة»، حسبما ذكر مسؤول في البنك المركزي الاوروبي. ويتولى هذا الامر في فرنسا مصنع بيساك (قرب بوردو) وقد تم سك ثلثي حصتها حتى الآن. وخلافا لللاوراق النقدية التي ستحمل الرسم نفسه في كل البلدان، سيكون للقطع المعدنية وجه ينفرد به كل بلد بشعاراته وهو امر تقرر عام 1997 استجابة للمطالب القومية للدول الاعضاء.

واثارت لامركزية طبع العملة مخاوف من تطابقها ومخاطر تزويرها. ويؤكد المصرف المركزي الاوروبي ان كل شيء جاهز. فقد شكل فريق تقني في البنك لمراقبة تطابق القطع الورقية من نوعية الورق الى الحبر والشكل وكذلك القطع المعدنية في مختلف اماكن اصدارها. ومن حيث المبدأ، طبعت العملات الورقية بناء على آخر ما تم التوصل اليه في مجال مكافحة التزوير.

وقال متحدث باسم المصرف المركزي الاوروبي ان العملة الورقية «مصنوعة من الياف القطن مما يجعلها نسيجا مميزا واوراقها تحمل اليافا لامعة وهي اسلاك لا يمكن صنع مثلها بسهولة مع خيط امني واشرطة معدنية». وهناك سمات اخرى لتمييزها ما زالت سرية وستكشف في وقت لاحق.

وبقيت مشكلة نقل هذه العملات التي تطالب المصارف الالمانية السلطات الحكومية بتغطية نفقاتها. حتى انها طالبت ايضا بدعم من الجيش. لكن الحكومة اعتمدت الوضوح والبنك المركزي الاوروبي اصدر ردا قاطعا، قائلا ان «نظام اليورو لن يغطي نفقات النقل والتخزين والتوزيع». ويفترض ان تلبي اول سلسلة من القطع الورقية احتياجات المنطقة لثمانية اعوام تقريبا لان ثلث ما سيتم انتاجه (اي 4.5 مليار ورقة) سيحتفظ به كاحتياطي. لكن مسؤولا في المصرف قال ان «معدل عمر العملة الورقية لا يزيد عن عام ونصف العام وعلينا ان نفكر من الآن بالسلسلة المقبلة».

وحتى الآن، لم يقرر نظام اليورو ما اذا كان سيستمر في استخدام مطابع كل دول اليورو، او ما اذا كان المصرف المركزي الاوروبي سيعلن مناقصة ليبقي على افضلها فقط. وتثير هذه الفكرة قلق بعض مواقع الانتاج مثل فرع بنك فرنسا في شاماليير.