«العون العربي»: 70 مليار دولار قيمة مساعدات مؤسسات التنمية العربية للدول النامية في 3 عقود

المدير العام لصندوق أبوظبي للتنمية: دول عربية قدمت أكثر من 1% من اجمالي ناتجها القومي كمساعدات

TT

قال مسؤول في مجموعة «العون العربي» التي تضم عدة صناديق عربية امس ان الدول العربية تعد من اكبر الجهات المانحة في العالم حيث تجاوز اسهام ناتجها القومي في برامج التنمية والمساعدات المقدمة لأكثر من 147 دولة نسبة 1% من اجمالي ناتجها القومي مقارنة بنسبة 0.3 % من اجمالي الناتج القومي للدول الغنية المنضوية في «الاويسيد». وذكر احمد حسين باقر مساعد المدير العام الاول في صندوق ابوظبي للتنمية العضو في مجموعة «العون العربي» ان مؤسسات التنمية العربية الوطنية والإقليمية قدمت ما يزيد عن 70 مليار دولار من المساعدات للدول النامية خلال فترة تناهز الثلاثة عقود او بمعدل 2.3 مليار دولار سنويا. وقال في مؤتمر صحافي عقده في فندق فيرمونت بدبي: «مجمل ما تقدمه الدول الغربية من معونات خارجية لا يتجاوز نسبة 0.3% من ناتجها القومي الاجمالي فيما يجب ان تقدم 0.7% من الناتج مساعدات للدول النامية. اما الدول العربية فتقدم معونات تصل الى 0.85% من ناتجها القومي». واشار باقر الى ان 60% من اجمالي المساعدات التي قدمتها مؤسسات العون العربي ذهبت لدول عربية ولآسيا 14% وافريقيا 12% والباقي لدول أخرى. واعترف باقر بتقصير تجمع العون العربي الذي يضم ثماني مؤسسات تمويلية خليجية وعربية في التعريف بنشاطاته على مستوى العالم، مشيرا الى ان التجمع سيقوم بنشر ارقامه ونتائجه الشهر الحالي لأول مرة خلال ندوة يعقدها بالتزامن مع اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي المقررة في دبي خلال الشهر الحالي. ودعت «العون العربي» نخبة من المتحدثين لمناقشة وطرح المحاور التي تواجه الدول النامية في العالم. ومن المقرر عقد الندوة في العشرين من الشهر الحالي في مركز دبي العالمي للمؤتمرات.

وسيكون من ضمن المتحدثين الامير طلال بن عبد العزيز من المملكة العربية السعودية والذي يترأس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الامم المتحدة وهي احدى مؤسسات «العون العربي». كما يشارك في أعمال الندوة معين قريشي رئيس الوزراء الباكستاني السابق ورئيس مؤسسة الأسواق الناشئة في واشنطن، وعمر ديفيز وزير المالية والتخطيط الجامايكي.

ومن جهة أخرى عمدت «العون العربي» إلى تمويل مجموعة من المشاريع التنموية والإنسانية المهمة في الشرق الأوسط وتحديدا في فلسطين ولبنان وتونس ومصر والسودان.

وفي معرض تعقيبه حول مشاركته في أعمال الندوة الخاصة بـ«العون العربي» قال الأمير طلال بن عبد العزيزفي كلمة وزعت على الصحافيين: «بصفتي أحد صناع القرارات ومتخصص في مجال التنمية فإن اهتماماتنا المشتركة قد أفرزت رؤية مشتركة تتمثل بالعمل نحو مجتمع إنساني عالمي تسوده العدالة ولا يقتصر الأمر فيه على الاعتراف بحقوق الإنسان بل بتحقيقها واحترامها».

وأضاف قائلا: «نحن فخورون في العالم العربي بسجلنا من العمل المشترك نحو إيجاد مجتمع أفضل عبر تقديم المعونات من بلدان الشمال إلى بلدان الجنوب. ولا بد من تكريس هذه الجهود والنشاطات التنموية على نطاق أوسع كوننا نعيش في عالم يعيش ثلاثة مليارات من سكانه تحت حاجز دخل يومي لا يتجاوز الثلاثة دولارات للفرد».

وأكد الامير طلال أن مشاركة «العون العربي» في جدول الندوات الخاص بالبنك الدولي يمثل فرصة مهمة لمناقشة كيفية تقديم التمويل والمساعدات التنموية للبلدان الأكثر فقرا في العالم.

ويعتبر الحد من الفقر من أبرز أولويات البنك الدولي وتتعاون «العون العربي» بشكل وثيق مع البنك من خلال مجموعة من المشاريع التنموية الحيوية حول العالم. ويناقش المشاركون في الندوة السبل التي يتوجب على «العون العربي» اتباعها للاستمرار في تطوير أعمالها في المستقبل لتواكب الحاجة الملحة للمشاريع التنموية من قبل الكثير من البلدان حول العالم.

ويدير الندوة عبد اللطيف يوسف الحمد المدير العام ورئيس مجلس إدارة الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، إحدى المؤسسات التابعة لـ«العون العربي».

وتضم «العون العربي» كلا من صندوق أبوظبي للتنمية والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية والصندوق السعودي للتنمية والبنك الإسلامي للتنمية وصندوق الاوبك للتنمية الدولية والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي والمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في افريقيا وبرنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة.

وتنتهز «العون العربي» فرصة عقد اجتماعات الدوليين للمرة الأولى في بلد عربي للتعريف بطبيعة المشاريع والمهام التي تضطلع بها أمام صناع القرار المالي والاقتصادي حول العالم وممثلي فعاليات القطاع الخاص والمؤسسات التنموية.

وتستضيف «العون العربي» حفل الاستقبال الذي يعقد للترحيب بالمشاركين ببرنامج البنك الدولي الخاص بالندوات المقامة على هامش اجتماعات الدوليين في 20 سبتمبر (ايلول) الجاري.

وتأسست مجموعة التنسيق لصناديق ومؤسسات التنمية العربية والوطنية والاقليمية عام 1975 وتضم صندوق ابوظبي للتنمية، والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، والصندوق السعودي للتنمية، والبنك الاسلامي للتنمية، وصندوق الاوبك للتنمية الدولية، والصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي، والمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في افريقيا، وبرنامج الخليج العربي لدعم منظمات الامم المتحدة.

وتبلغ حاليا مساعدات «العون العربي» السنوية خمسة مليارات دولار لتصب في تمويل مشروعات تنموية طويلة الأجل، لتساهم في ذلك بتطوير المستوى المعيشي لملايين الأشخاص حول العالم، عبر مشاريع حيوية تخضع لمراقبة الحكومات المحلية.

وتم كذلك انتاج فيلم تلفزيوني ترويجي يعبّر عن نشاطات «العون العربي»، وسيبث عبر قنوات التلفزة العالمية قبل وخلال الاجتماعات السنوية للدوليين التي تعقد للمرة الاولى في بلد عربي.