جيل جديد من «غولف» ... هدية فولكسفاغن لمحبيها الأوفياء

TT

عندما قرّرت شركة فولكسفاغن في مطلع عقد السبعينات من القرن الماضي طي صفحة طراز «الخنفساء» الذي ارتبطت به منذ تأسيسها، والذي اعطاها اسمها «سيارة الشعب»، كان البديل طراز «غولف» ـ الذي عرف في بعض اسواق العالم بالـ«الأرنب».

يومذاك رسم مهندسو فولكسفاغن وإداريوها اهدافهم بدقة. فأبقوا العناصر المكفولة النجاح من فلسفة «الخنفساء» الاقتصادية العملية ذات الاعتمادية العالية، وتخلوا عن العناصر المتقادمة التي باتت فوائد الاستغناء عنها أكبر من منافع الاحتفاظ بها. وفعلاً نجحت الـ«غولف»، بشكلها المميز الذي يجمع بين السيارة السيدان والهاتشباك والستايشن واغن، فصارت إحدى اكثر السيارات العائلية رواجاً في اوروبا على الاطلاق. ويكفي كشهادة على هذا النجاح انها قطعت الطريق على طراز «الخنفساء الجديدة» التي اعيد انتاجها في اميركا الشمالية، وحالت بشعبيتها الواسعة دون غزوه اوروبا. فما حصل ان الـ«غولف» سلبت «الخنفساء الجديدة» الجمهور التقليدي لسابقتها التاريخية الشهيرة، ومنحتهم كل ما كانوا يصبون اليه من مزايا.

* حكاية تطور مطّرد

* لقد تمكنت الـ«غولف» ـ رغم ان كثيرين لا يعتبرونها سيارة جميلة ـ من أن تكون بمستوى طموح فولكسفاغن. ونجحت في فرض نفسها على اسواق اوروبا، بصورة خاصة، عبر خمسة أجيال بدأت يوم رسم ملامحها عام 1972 واختراقها الاسواق العالمية بقوة لدى طرحها عام 1974 مع الجيل الاول ذي الخطوط المستقيمة والزاويا العديدة. وبعدها نضجت الـ«غولف» واخذت ملامحها تلين وترق وزاوياها تختفي وتحل محلها استدارات انيقة مدروسة، واستمر مشوار التحسينات على وقع مبيعات متصاعدة حتى اليوم.

في الغرب، هناك مثل شعبي يقول «إذا كانت المعادلة مضبوطة إياك ان تغيرها». وصدق هذا على الـ«غولف» حيث طبقت فولكسفاغن سياسة التحسين التدريجي، وصعوداً. ذلك انها ـ جيلاً بعد جيل ـ صارت أكبر حجماً وانعم مظهراً واغنى تجهيزاً وأعلى ثمناً. وفي الوقت نفسه اخذ مكانها طراز «بولو»، الذي بدأ مشواره ممثلاً لفولكسفاغن في فئة السيارات الصغيرة جداً، فإذا به اليوم قد كبر وورث الجيلين الأولين من «غولف»، وحل محله طراز آخر أصغر حجماً هو «لوبو».

الجيل الخامس المعروض في «معرض فرانكفورت الدولي الـ60 للسيارات» هذا الاسبوع، كسابقيه سيتوفر بنسختين الأولى بخمسة ابواب والثانية بثلاثة ابواب، وبتشكيلة تضم ثلاثة محركات بنزينية رباعية الاسطوانات سعة 1.4 و1.6 و2 ليتر، و ثلاثة محركات ديزل هي «إس دي آي» سعة 2 ليتر و1.9 و2 ليتر توربو ديزل، وتتراوح قوة هذه المحركات بين 75 و140 حصاناً. اما على صعيد نقل الحركة فستتوفر للـ«غولف» الجديدة علب تروس يدوية واوتوماتيكية والـ«دي إس جي» بحركة نقل شبيهة بالغيار كما في سيارات الفورمولا واحد. وبما يخص الدفع سيتاح لمُحبي هذا الطراز فرصة المفاضلة بين الدفع الامامي والدفع الرباعي.