أسواق الذهب في الرياض تنتعش مع قرب موسم الزواج

ذوو الدخول المحدودة أكثر الفئات شراء وسفر المقيمين يساعد على ارتفاع الأسعار

TT

استعادت أسواق الذهب في الرياض أخيراً عافيتها ونشاطها ودب الانتعاش فيها مع بدء موسم العيد والزواج، وشكل ذوو الدخول المحدودة النسبة الأكبر من المشترين. وقال متعاملون في سوق الذهب أن الاقبال على الشراء يتم عادة من منتصف رمضان ليبلغ ذروته خلال أيام العيد وحتى نهاية شهر شوال، حيث تكثر الزيجات خلال هذه الفترة بعد توقفها خلال شهر الصوم.

وذكر هؤلاء المتعاملون ان حلول موسم الأفراح الذي يعقب عيد الفطر زاد من الإقبال على شراء الذهب، وكذلك سفر نسبة كبيرة من المقيمين في السعودية إلى بلدانهم حاملين بعض هدايا الذهب لذويهم وأقربائهم وشراء الراغبين منهم في الزواج المصوغات الذهبية التي يحتاجونها من أسواق الذهب بالسعودية، وذلك لاتمام بعض الزيجات التي تتم عادة في مثل هذه العطلات.

وأوضح هؤلاء المتعاملون أن المصوغات الكورية والسنغافورية والهندية أصبحت من الموديلات الجديدة التي تلاقي إقبالا كبيرا من المواطنين، خاصة أن هذه الموديلات محدودة وتتراوح أوزانها بين 8 و9 و10 جرامات فقط وكثيرا ما تتناسب مع هدايا الأعياد.

ويقول تاجر الذهب، مطلق العتيبي، ان أسعار الذهب تختلف باختلاف المناطق والمحال التجارية، فأسعار الذهب في الأسواق الشعبية تكون أقل عن مثيلاتها في الأسواق الكبيرة، وذلك لارتفاع إيجارات الاخيرة، إضافة إلى أن الموديلات المعروضة في هذه المحال تكون عادة حديثة، وعميل هذه المناطق مستعد للشراء طالما وجدت طلباته من الأنواع والموديلات الجديدة.

ومن جانبه قال محمد العلي، صاحب متجر ذهب، «يزداد الاقبال على شراء الذهب في مناسبات الزواج والمدارس والاعياد وخاصة مع تسلم الموظفين رواتبهم». وحصر العلي الناس الأكثر إقبالا على شراء الذهب بمناسبة الأعياد في السيدات، حيث يقول أنهن أكثر الفئات شراء للذهب، فهن يعلمن مسبقا موعد شرائهن له ولبناتهن، ومن رأيه أن السيدات أصبحن الآن أكثر استقلالية في شراء ما يرغبن فيه من المعدن الأصفر، فكثير منهن الآن يعمل ولديهن الرواتب التي تمكنهن من أخذ القرار والشراء دون الاعتماد كثيراً على الرجال.

ويشير سعد القحطاني، تاجر، الى «أن أكثر الأنواع المطلوبة في موسم الأعياد الأطقم ضعيفة الوزن التي تتراوح مابين 20 و 30 جراما والمكونة من أكثر من قطعة». واعتبر القحطاني أن موديلات لازوردي أغلى الموديلات، حيث يصل سعر الجرام الى 45 ريالا، يليه الذهب البحريني، ويصل فيه سعر الجرام إلى 44 ريالا، بينما يتراوح سعر الجرام في الموديلات الايطالية بين 35 ـ 38 ريالا، وتكون أسعار الذهب المحلي العادي ما بين 33 ـ 35 ريالا.

وأوضح سعيد الحربي، تاجر ذهب، «أن هناك بعض المشغولات كأساور الثعبان اختفت من السوق، بينما هناك موديلات لا تزال تحتفظ بمكانتها كالعقد والسبحة، وكذلك الأطقم المكونة من أكثر من قطعة من أسورة، خاتم، سلسال، وحلق، حيث أن أجورها تعتبر رخيصة ومطلوبة لدى قطاع أكبر».

ويشار إلى أن سوق الذهب كانت قد عانت من توقف حركة الشراء خلال العشرة أيام الأولى من شهر رمضان، وذلك بسبب انصراف المستهلك إلى تأمين الاحتياجات الغذائية اللازمة للمائدة الرمضانية.

يذكر أنه وفقاً لدراسات تسويقية قام بها مجلس الذهب العالمي وشركة دي بييرز للألماس أن حجم السوق السعودي من الذهب والمجوهرات يبلغ 15 مليار ريال سعودي (4 مليارات دولار أميركي) وتظل هذه الأرقام تقديرية فقط لعدم وجود احصاءات دقيقة عن حجم الواردات وحجم المبيعات.

وجاء في التقرير السنوي لمجلس الذهب العالمي أن حجم استهلاك السعودية من الذهب يقدر بـ200 طن سنوياً بنسبة زيادة 10 في المائة سنوياً، لتحتل السعودية بذلك المرتبة الأولى في الشرق الأوسط، والرابعة على المستوى العالمي ويأتي ذلك نظراً لعوامل الاستقرار الاقتصادي وارتباط عادة التزين بالذهب والمجوهرات بالثقافة والعادات والتقاليد التي تدعم سلوكيات الشراء، إضافة الى تنوع المنتجات وتوافرها بأسعار منافسة.

وتتمتع السعودية ببنية أساسية في تجارة الذهب، إذ تنتج المناجم السعودية 12 طنا تقريباً ويوجد 60 مصنعا نموذجياً، و720 مشغلاً نظامياً، وحوالي 5 آلاف محل للتجزئة والجملة.

=