حصار عسكري حول حي المال ببغداد مع بدء استبدال العملة اليوم

TT

الموصل (العراق) ـ رويترز: تجمعت لدى البنوك العراقية امس الملايين من أوراق «البنكنوت» الجديدة استعدادا لاستبدال واحلال يمحو وجه صدام حسين من على العملة الوطنية.

وسدت الشرطة العراقية الطرق وشددت الامن حول الحي المالي الرئيسي في بغداد الذي يوجد به مقر البنك المركزي قبل بدء عملية ابدال العملات القديمة بالاوراق الجديدة اليوم وأبدى مدير مصرف بمدينة الموصل الشمالية ثالث أكبر مدن العراق استياء من هذه العملية التي ستزيل تفاوتا في قيمة الدنانير المستخدمة في الشمال الكردي وتلك المتداولة في بقية أنحاء البلاد.

وقال أنيس محمود مدير عام فروع بنك الرافدين المملوك للدولة في الشمال ان ابدال أوراق البنكنوت «في رأيي سابق لاوانه... لم تصل بعد أجهزة عد الاموال. لدينا بعض المشاكل في الوقت الحالي».

وأمام العراقيين مهلة ثلاثة أشهر لاستبدال أربعة تريليونات دينار من أوراق البنكنوت التي كانت متداولة في عهد صدام في وسط وجنوب العراق وأوراق أقدم تعرف باسم الدينار السويسري في الشمال بأوراق جديدة تمثل ست فئات تتراوح بين 50 دينارا و25 ألف دينار.

ويساوي الدولار نحو ألفي دينار عراقي. وتجرى معظم المعاملات بأوراق فئة 250 دينارا وهو ما يستلزم من المستهلكين استخدام حقائب ممتلئة بالبنكنوت عند شراء سلع غالية.

أما الاوراق فئة الـ100 دينار فنادرة ويعزف معظم العراقيين عن قبول أوراق من فئة عشرة الاف دينار وسط شائعات عن انتشار أوراق مزيفة».

وكانت الادارة التي تقودها الولايات المتحدة في العراق قد أمرت بازالة كل صور صدام من على المعالم التذكارية والجداريات والكتب المدرسية. لكنها اضطرت في الاشهر التي أعقبت الحرب الى طبع مليارات الدنانير التي تحمل وجه صدام لتخفيف نقص في الاوراق فئة 250 دينارا.

ويخشى بعض العراقيين من أن تذكي الفئات الاعلى الجديدة معدل التضخم وأن يمتنع أصحاب المتاجر عن اعطاء المبالغ الصغيرة المتبقية للزبائن وأن يرفعوا أسعار سلعهم. ويبدو أن كثيرين لا يعلمون بأن فئة جديدة قدرها 50 دينارا ستطرح للتداول أيضا.

وخصصت حملة دعاية واسعة للاوراق الجديدة التي تحمل صور حمورابي وابن الهيثم وقال منظمو عملية ابدال العملة ان منشورات وزعت على المساجد وان دراجات طافت بالاحياء الفقيرة لاعلام الاهالي بالعملية.

ورحب العراقيون بالاجراءات الامنية التي اتخذت لمنع تزييف العملة الجديدة. وقال سيف جميل وهو بائع سجائر في الموصل، 32 عاما، «هذا ضروري».

وأضاف «خلال النهب سرق أناس معدات طبع الاموال» مشيرا الى الفوضى التي أعقبت سقوط صدام في أبريل (نيسان). وتابع «كميات كبيرة من الاوراق المتداولة مزيفة وتسرد لافتة على باب بنك الرافدين أسباب التخلي عن أوراق البنكنوت القديمة وهي سوء حالتها وقلة الفئات المتداولة ووجود صورة صدام عليها».

ويبدو صلاح يونس مدير مكتب النورس للصرافة غير مبال بما تحمله أوراق البنكنوت من صور ويقول «الصور لا تهم الناس. لا أحد ينظر اليها عند تداولها».

لكن علي العباسي الذي يرتدي زيا يشبه زي زعماء القبائل فيعرب عن ارتياحه لان وجه صدام سيختفي من الاوراق داخل محفظته. وأضاف قائلا في بغداد «كل مرة أسحب فيها نقودا لادفع ثمن شيء ما أرى ذلك الوجه القديم. جميل ألا نتذكره بالمرة».