«جرير» السعودية : قريبا سيتم إدراج أسهمنا في نظام تداول والنتائج المالية ستحدد سعر السهم

TT

تتوقع شركة «جرير للتسويق» موافقة الجهات المعنية على إدراج أسهمها في نظام تداول الإلكتروني قريبا لتصبح احدث شركة مساهمة مغلقة تدخل سوق الأسهم السعودي في مرحلته الجديدة، بعد إعلان التطوير الجديد المنتظر. وقد كان لـ«الشرق الأوسط» لقاء مع محمد العقيل رئيس مجلس الادارة خلال العشرين عاما الماضية فكان هذا الحوار..

* الى اين وصلت خطوات إدراج شركة «جرير للتسويق» في نظام تداول؟

ـ وضع المساهمون المؤسسون لـ«جرير» منذ عام 2000، تصورا مبنيا على خطوتين، الأولى تحويل الشركة من نشاط عائلي الملكية الى شركة مساهمة، وحاليا نحن في المرحلة الثانية من هذا التخطيط وهو إدراج اسهم الشركة في نظام تداول. ففي المرحلة الأولى التي بدأت في أبريل (نيسان) 2000، باع المؤسسون 40 في المائة من أسهمهم خلال طرح خاص على مجموعة من المستثمرين، وحاليا فإننا ننظر إلى الانتشار لتملك الأسهم من خلال توسيع قاعدة المساهمين عن طريق بيع المساهمين الحاليين لجزء من حصصهم.

* ما توقعاتكم حول الإقبال على سهم «جرير» بعد طرحه رسميا للاكتتاب؟ ـ أنا متفائل جدا بالنسبة للإقبال على اسهم «جرير»، وهذا التفاؤل مبني على عدة حقائق اقواها الأداء القوي للشركة، والثقة التي يطرحها المتعاملون والمساهمون في هذه الشركة.

* ما أبرز المؤشرات التي تعتمد عليها «جرير» في جذب المستثمرين الجدد؟

ـ بالطبع عند الإدراج في سوق الأسهم السعودي فان النتائج المالية يكون لها دور كبير في تقييم اسهم الشركة، وبالنسبة لـ«جرير» فقد نمت أرباحها خلال الأعوام الثلاثة الماضية بمعدل سنوي يصل إلى 11 في المائة، وكان ذلك في ظل الظروف الاقتصادية غير المستقرة التي عانى منها الكثير من القطاعات في البلاد، ومع هذا استطعنا المحافظة على مستوى ربحيتنا، حيث ارتفعت الأرباح من 69 مليون ريال عام 2000 إلى 80 مليون ريال عام 2001، و95 مليون (25.33 مليون دولار) عام 2002. ومن المتوقع أن ترتفع أرباحنا في نهاية العام الحالي بمعدل يصل إلى 15 في المائة مقارنة بالعام السابق. كما ارتفع الربح الموزع للسهم الواحد خلال الأعوام الثلاثة السابقة من 9 ريالات عام 2000 إلى 17 ريالا عام 2002، وينتظر أن يتم توزيع 20 ريالا في نهاية العام الحالي لكل سهم.

* هل ينتظر أن تكون «جرير» المساهمة امتدادا لنشاطات «جرير» العائلية؟

ـ تأسست «جرير» عام 1974، عندما قام الوالد عبد الرحمن العقيل بشراء مكتبة في شارع جرير في الرياض، والتي نمت لتحتل مكانة مرموقة في سوق المكتبات في سوق التجزئة والجملة. وعندما تحولنا إلى شركة مساهمة كان نشاط شركة «جرير» للتسويق ـ وهو اسم الشركة المساهمة حاليا ـ امتدادا لنشاطات «جرير» الأساسية، وهي قسم التجزئة، المتمثل في 15 معرضا و5 مكاتب، وقسم الجملة المتمثل في 6 معارض، كما لدينا 7 مكاتب للبيع المباشر، ولدينا معرض في قطر وآخر في أبوظبي حاليا.

* ما المعنى بنظام ملكية للموظفين في الإدارة التي أعلنت عنه «جرير»؟

ـ تبني «جرير» لهذه الفكرة يعني العمل على الحفاظ على نجاح أنشطة الشركة ومواصلته، فمبدأ امتلاك الموظف والإدارة للشركة يتماشى مع الخطوات التي نقوم بها منذ التأسيس، باعتبار أن الموظف عنصر هام وأساسي في نجاح الشركة، ولذا قمنا بمنح اسهم مجانية للموظفين بالشركة، وحاليا نحن بصدد إنشاء نظام توفير للموظفين.

* شعار «جرير ليست مجرد مكتبة» نجحتم في ترويجه، فهل حققتموه؟

ـ هذا الشعار رفعناه منذ فترة طويلة، وهو يعكس استراتيجيتنا في بناء مكتبة «جرير» على طراز فريد ومتميز، ويعكس أيضا خبرتنا التي اكتسبناها منذ فترة طويلة، وأعطتنا القدرة على قراءة سوق المكتبات، ووضع تقسيم لمحتويات المكتبية بشكل يضمن الاستمرارية والتوافق مع السوق وتركيبته واحتياجات العملاء وتطلعاتهم. ولقد عرفت جرير في السوق بأنها مكان واحد للتسوق يرضي جميع أفراد العائلة، حيث وفرنا مجموعة مختارة من المنتجات تشمل الكتب والمستلزمات المدرسية والمكتبية بجانب الحاسب الآلي والتقنية المكتبية، ولا أخفي عليك سرا إذا قلت أن تشكيلة المنتجات التي قدمناها كانت العنصر الأساسي في نجاحنا طوال هذه الفترة سواء في قطاع التجزئة أو الجملة. وقد أشار استطلاع قامت به مؤسسة «بارك جالب» في أكتوبر(آب) الماضي إلى أن 85 في المائة من المشاركين في الاستبيان يفضلون «جرير» لتنوع معروضاتها.

* بعض المكتبات السعودية ترفض توجهاتكم وتؤكد أنكم ابتعدتم عن شكل المكتبة المعتادة؟

ـ بالفعل ان توجهنا كان وما زال جديدا على السوق السعودي، وهناك من يتقبله وما زال البعض لا يقبل به، إلا أن هناك من بدأ في الأخذ به، ولكنني أقول أن هذا التنوع جاء من واقع خبرتنا الطويلة وقراءتنا للسوق واحتياجاته، واعتمدنا فيه على دراسات وبحوث ميدانية قامت به شركات عالمية مثل «بروتيوس انسايت»، و«مركز بحوث بان عرب» و«هيئة جالب الدولية»، وهذه الدراسات تقول إن حجم السوق السعودي يبلغ 5 مليارات ريال، وان المستلزمات المكتبية تمثل فقط 18 في المائة، والمستلزمات المدرسية 11 في المائة، ومنتجات الحاسب ومستلزماته 64 في المائة، والكتب 7 في المائة. وبناء على ذلك قمنا بإعداد تشكيلة معروضاتنا في معارضنا بحيث تتلاءم مع تلك التغيرات المستقبلية في السوق ومتطلبات العملاء، وهذا انعكس على مبيعاتنا التي تزداد سنويا بمعدل لا يقل عن 17 في المائة. واذا نظرنا الى مدى نجاح خطواتنا فان حصة «جرير» في السوق السعودي عام 2002 وصلت الى 23 في المائة من اجمالي حجم سوق المستلزمات المدرسية، و17 في المائة من سوق المستلزمات الكتبية، و18 في المائة من سوق الكتب والمطبوعات، و5 في المائة من سوق الحاسب الالي، وتمثل مبيعات الحاسب الآلي 33 في المائة من مبيعات «جرير» حاليا وقد تضاعفت اكثر من مرة خلال السنوات الثلاث الاخيرة. وبناء على تلك المؤشرات فاننا نخطط لنكون اكبر متجر لبيع الحاسب الآلي في المنطقة.

* ما جديد «جرير»؟

ـ بالنسبة لخطتنا في السنوات القادمة فان لدينا خطة موضوعة نستطيع ان نسميها خطة خمسية من الفترة 2003 ـ 2007، تتضمن الاستمرارية في التوسع الجغرافي داخل السعودية وفي العديد من الدول الخليجية وبعض الدول العربية التي لديها سوق واعد، حيث نخطط لافتتاح 15 فرعا جديداً خلال السنوات الخمس القادمة.

* هل يمثل انضمام السعودية لمنظمة التجارة العالمية تهديدا لكم؟

ـ من المخاطر التي تتعرض لها بعض الشركات المساهمة بالفعل هو تحرير السوق السعودية، وما قد يترتب على ذلك من منافسة من شركات عالمية سوف تدخل السوق المحلي، إلا أننا في «جرير» مثل العديد من الشركات لدينا أيضا القدرة على مواجهة المنافسة، فعند مقارنة أداء شركة جرير مع اكبر المكتبات العالمية مثل «اوفيس ديبو» و«بارنز اند نوبل» و« ستابلز» وفق المعايير العالمية، نجد جرير حققت معدلات عالية بالمقارنة بهذه الشركات العالمية. فعلى سبيل المثال فان معدل مبيعاتنا للمتر المربع يتساوى مع معدلاتها، كما أن هامش الربح عند جرير 17.5 في المائة، في حين لم يزد على 3.4 في هذه المكتبات العالمية، كما أن عائد الأسهم لدينا وصل إلى 31 في المائة وكان أعلى عائد لدى هذه الشركات 17.2 في المائة عند «ستابلز».

* ماذا حقق لكم التحول الى شركة مساهمة؟

ـ أولا التحول إلى شركة مساهمة ضمن الاستمرارية، والغى التخوف من تفتت الشركة خلال الأجيال التالية، مما يعني الحفاظ على الثروة في السنوات المقبلة. ولقد تقلص بالفعل دور العائلة باعتبارها المهيمن الوحيد على القرار، ولكن وجودها ما زال ممثلا بشكل يحافظ على الاستراتيجية، ويحقق الاستفادة لضمان استمرار النجاح الذي تحقق خلال السنوات السابقة.

* هل تواجهكم مشاكل من قبل المساهمين الرافضين لاستراتيجيتكم؟

ـ إذا نظرنا إلى عملية الإقبال على شراء اسهم «جرير» عام 2000، فإننا نجد أن أصحاب الخبرة المهنية والتجارية اقبلوا على السهم تبعا لخطتنا الموضوعة وقناعتهم بصحة هذه الخطة، التي تضمن لهم ربحية جيدة، ولذا فان هذه الفئة من المستثمرين يتمسكون بخطتنا ويطالبوننا بالالتزام بها، بل طالبوا بأن تظل الإدارات العليا من العائلة في مواقعها الإدارية. وبالطبع كانت هناك فئة أخرى تطالب بالتغيير في الإدارة وفي خطتنا، إلا أنها أصبحت اكثر قناعة عندما تحققت من أن الإدارة العائلية قادرة على تحقيق ربحية قوية وان خطواتها لا تبنى على مشاعر عائلية أو اجتماعية ولكنها مبنية على دراسات للأسواق، وأنها تسخر خبرتها المكتسبة لصالح المساهمين. وأستطيع القول إن المساهمين عندما قرروا الاستثمار في «جرير» قرروا الاستثمار في الخطة والإدارة معا.

* هل تختلف إدارة «جرير» المساهمة عن أسلوب الإدارة السابق؟

ـ بالفعل لقد أصبحت الإدارة حاليا اكثر حرصا لأنها تتعامل الآن مع مجتمع اكبر وشرائح أوسع تحكمها مبادئ السوق فقط، فهناك نتائج مالية تعلن على الملأ، وهناك محللون ومستثمرون يتابعون هذه النتائج ويقومون بالتحليل، ولذا اصبح الالتزام اكبر والإصرار على النجاح والتفوق كبيراً. كما كان عدد كبار المديرين لدى الشركة العائلية 6 أشخاص منهم 3 كانوا من أفراد العائلة المؤسسين. وبعد الانتقال إلى شركة مساهمة اصبح عدد المديرين التنفيذيين 15، منهم 20 في المائة فقط من العائلة، وهذا مكن من جذب خبرات مهنية متعددة وجعل الشركة اكثر قدرة على جذب الخبرات المتميزة.

* ما الذي يجعل بعض الشركات العائلية تتخوف من التحول إلى مساهمة؟

ـ من وجهة نظري ما زال العامل النفسي يلعب دورا كبيرا في هذا التخوف، فتلك العائلات ما زالت تتخوف من فقد هويتها أو هيمنتها. =