رئيس «أوبك»: إجماع في المنظمة على خفض إنتاج النفط

على غير عادتها أعلنت بغداد دعم طلب الرياض حجب 1.5 مليون برميل يوميا عن الأسواق

TT

الجزائر: خضير بوقايلة اعلن وزير الطاقة الجزائري شكيب خليل الذي يرأس منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) في دورتها الحالية ان المنظمة توصلت الى اجماع اعضائها على خفض الانتاج النفطي عندما يجتمع وزراؤها في 17 يناير (كانون الثاني) الجاري.

وأضاف وزير النفط الجزائري لـ«الشرق الأوسط» ان بلده تؤيد ما دعت اليه مصادر سعودية وخليجية اخرى لخفض انتاج النفط الخام حفاظا على معدل معقول للاسعار التي شهدت اخيرا تدهورا متواصلا.

وعلى غير العادة دخلت بغداد لتؤيد دعوة الرياض الى اجراء التخفيضات الضرورية في انتاج النفط لتصحيح مسار الاسعار، وقال مصدر في العاصمة العراقية لرويترز ان العراق سيدعم الدعوة السعودية لتقليص الانتاج في اجتماع اوبك هذا الشهر.

واوضح وزير الطاقة الجزائري ان اوبك قد تخفض الانتاج قبل الاجتماع اذا ظل سعر اوبك اقل من 22 دولارا للبرميل عشرة ايام عمل متواصلة.

وقال خليل للصحافيين «في الوقت الحالي يوجد اجماع كبير بين اعضاء أوبك على خفض الانتاج لكن لا يمكنني ان احدد لكم حجم الخفض».

وأضاف خليل ان المنظمة قد تخفض الانتاج تلقائيا بمقدار 500 الف برميل يوميا تطبيقا لآلية ضبط أسعار النفط قبل الاجتماع الوزاري اذا استمر سعر سلة خامات أوبك اقل من الحد الادنى للنطاق المستهدف وهو 22/28 دولارا للبرميل لمدة عشرة ايام عمل متواصلة.

وفي وقت سابق امس قالت امانة أوبك ان سعر السلة ارتفع عن 22 دولارا للبرميل اول من أمس الى 22.40 دولار بعد ان ظل دونه سبعة ايام عمل متتالية.

وقال مسؤول سعودي لرويترز امس الثلاثاء ان السعودية ترى ضرورة لخفض انتاج المنظمة 1.5 مليون برميل يوميا لدعم سعر النفط عند 25 دولارا للبرميل.

وأمس ايضا قال مصدر نفطي كويتي ان بلاده تريد خفض الانتاج بما يتراوح بين 1.5 مليون ومليوني برميل في اليوم.

وتوقع خليل ان يتراجع الطلب على النفط بما يتراوح بين مليون وثلاثة ملايين برميل يوميا خلال الربع الثاني من العام الجاري.

من جهة اخرى، نقلت وكالة انباء الامارات (وام) عن عبيد بن سيف الناصري وزير البترول والثروة المعدنية الاماراتي قوله ان على المنتجين من اعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومن خارجها التعاون من اجل تحقيق استقرار اسعار النفط الخام العالمية.

ونسبت الوكالة الى الوزير قوله ان الانخفاض الكبير الذي شهدته أسعار النفط يتطلب تدخل المنتجين سواء من اعضاء اوبك أو من المستقلين بهدف اعادة التوازن الى سوق النفط.

واضاف الوزير ان الامارات كعضو في اوبك ستعمل مع الدول الاخرى على تحقيق الاستقرار في الاسعار وعلى تجنب حدوث تذبذب حاد للاسعار.

وردا على سؤال حول ما تردد عن اتجاه اوبك لتخفيض انتاجها بين 1.5 ومليوني برميل يوميا قال الوزير «ان تحديد كمية التخفيض يتم في ضوء احصاءات ودراسات ستقدم للمنظمة في مؤتمرها الطارئ في الشهر الجاري وسيتم اتخاذ القرار المناسب بالنسبة لكمية التخفيض في انتاج المنظمة في ضوء الدراسات المقدمة».

واضاف قوله انه «اذا تبين لنا انه لاجل المحافظة على استقرار السوق يتوجب خفض انتاج اوبك بمقدار 1.5 مليون او مليوني برميل يوميا او اكثر او اقل فان المنظمة ستتخذ القرار اللازم لذلك».

وقال الوزير ان السوق العالمية تعاني من وفرة في المعروض من النفط الخام مما دفع الاسعار للهبوط بنحو 30 في المائة في ديسمبر (كانون الاول) عما كانت عليه في الشهرين السابقين.

وعلى صعيد الاسعار، تباطأت التعاملات الالكترونية في خام برنت في البورصة الدولية في لندن امس وفي الساعة 09.36 بتوقيت جرينتش بلغ سعر خام برنت تسليم فبراير (شباط) في التعاملات الالكترونية 24.58 دولار بعد ان اغلق امس الثلاثاء مرتفعا 43 سنتا عند 24.30 دولار وحافظ برنت على تماسكه حتى الساعة 1430 وارتفع الخام تسليم مارس (اذار) خمس سنتات الى 24.27 دولار.

وتقلص نشاط السوق امس في اعقاب ارتفاع سعر الخام اول من امس بعد ان دعت السعودية لخفض انتاج اوبك 1.5 مليون برميل يوميا.

وفي الكويت، توقع وزير النفط الشيخ سعود ناصر الصباح في تصريحات نشرتها الصحف الكويتية امس خفض انتاج نفط الدول الاعضاء وغير الاعضاء في اوبك بمقدار مليوني برميل يوميا.

وقال الشيخ سعود ان «اجمالي التخفيضات النفطية المحتملة قد يصل الى مليوني برميل يوميا داخل منظمة الدول المصدرة للنفط وخارجها».

وتشارك الكويت بذلك توقعات السعودية، كبرى الدول المنتجة في العالم، التي ايدت خفض انتاج اوبك بما بين 1.5 مليون ومليوني برميل يوميا بهدف رفع سعر برميل النفط الى 25 دولارا.

وصرح مسؤول سعودي لوكالة فرانس برس على هامش قمة مجلس التعاون الخليجي في المنامة ان بلاده تأمل في خفض انتاج اوبك «1.5 مليون الى مليوني برميل في اليوم للمحافظة على سعر مناسب من 25 دولارا للبرميل».

وهي المرة الاولى التي تؤيد فيها الرياض اجراء خفض جوهري في الانتاج لمواجهة تدهور الاسعار التي انهت العام بانخفاض.

وتعزز الاعلان السعودي بموقف جماعي لمجلس التعاون الخليجي الذي دعا وزراء النفط في دوله الست الى العمل على الاتفاق داخل اوبك لخفض الانتاج بشكل يحافظ على المستوى المستهدف للاسعار. كما تضمن البيان الختامي لقمة المنامة ترحيبا بالاسعار التي سجلها نفط اوبك العام الماضي.

وتمتلك دول الخليج العربية الست (البحرين والكويت وعمان وقطر والسعودية والامارات) 45% من احتياطي النفط العالمي وتؤمن حوالي 20% من النفط الخام في العالم.

من جهة اخرى، نقلت رويترز عن مصادر صناعة النفط قولها امس ان تحميل النفط العراقي من ميناء البكر على الخليج لا يزال متوقفا لليوم الثالث على التوالي غير ان ناقلة جديدة القت مراسيها خارج المنفذ.

وقالت المصادر ان الناقلة (ذا سيلور) التي ينتظر ان تحمل 1.5 مليون برميل من خام البصرة الخفيف راسية على بعد نحو 11 كيلومترا من ميناء البكر ويمكن ان تدخله في وقت لاحق اليوم في حالة الحصول على موافقة العراق.

وما زالت سفينة اخرى راسية في الميناء منذ شهر انتظارا لاذن التحميل.

وتوقفت تماما صادرات العراق البالغة نحو 2.3 مليون برميل يوميا في بداية ديسمبر بعد ان طالب العراق المشترين بدفع رسم اضافي.

واستؤنفت الصادرات من ميناء البكر في 12 ديسمبر ولكن بمعدل منخفض.

وقالت مصادر الصناعة ان الامم المتحدة وافقت على عدد قليل من العقود نحو ستة او سبعة حتى الان في المرحلة التاسعة لاتفاق النفط مقابل الغذاء التي بدأت في السادس من الشهر الماضي كما لم تكشف مؤسسة تسويق النفط العراقية (سومو) عن برامج التحميل.

وقال مشترون منتظمون للنفط العراقي في اوروبا اول من امس ان بغداد مازالت تطالب برسم اضافي نحو 30 سنتا لبرميل الخام مما يحبط التقدم بشأن ابرام عقود تصدير جديدة في المرحلة التاسعة من الاتفاق.

كما ان العراق اقترح اسعارا لشحنات يناير لاوروبا اقل من المستويات الحالية للسوق مما دفع لجنة العقوبات لرفضها يوم الجمعة الماضي.