السلفادور تنضم إلى الدول «المدولرة» في أميركا اللاتينية

TT

مونتيفيديو ـ أ.ف.ب: يشكل اقرار السلفادور يوم الاثنين الدولار الاميركي عملة جديدة تستخدم الى جانب العملة الوطنية (الكولون) خطوة جديدة لتعميم التداول بالدولار في اميركا اللاتينية.

والسلفادور هي الدولة الثالثة في المنطقة التي تعتمد العملة الخضراء وسيلة للدفع على اراضيها، بعد الاكوادور التي تخلت في سبتمبر (ايلول) الماضي عن عملتها الوطنية (السوكر) لمصلحة الدولار، وبنما التي اعتمدت الدولار في العام 1904، مع الاستمرار في التداول بعملتها الوطنية (البالبوا).

واعربت كوستاريكا اخيرا عن اهتمامها بمثل هذا التوجه، اذ وافق الرئيس الكوستاريكي ميغيل انخيل رودريغيس على مناقشة احتمال اعتماد الدولار الذي طرحه رئيس البنك المركزي.

وقام الكونغرس في غواتيمالا من جهته بخطوة في اتجاه الاعتماد الجزئي للدولار عبر اقراره قانونا سيدخل حيز التطبيق في مايو (ايار) الماضي ليتيح بذلك فتح حسابات بالدولار ودفع الرواتب بالعملة الاميركية.

ويرى مؤيدو اعتماد الدولار ان هذه الخطوة تمكن من القضاء على مخاطر تعرض العملة الوطنية لازمات بين وقت وآخر، وتحد من مضاعفات الازمات المالية الدولية او الاقليمية. كما تخفض التضخم ونسب الفائدة وتشجع الاستثمارات وتحفز اقتصاد الدول التي تعتمده.

وقال الرئيس الارجنتيني السابق كارلوس منعم الذي اطلق في بلاده في 1991 نظام تحويل الاوراق النقدية على اساس بيزو لكل دولار، ان اعتماد الدولار «امر حتمي» في اميركا اللاتينية.

واضاف انه سيطبق اعتماد الدولار اذا ما عاد الى السلطة في الارجنتين في العام 2003، موضحا ان اكثر من 60 في المائة من الودائع المصرفية والقروض و92 في المائة من الدين الخارجي بالدولار.

اما منتقدو اعتماد الدولار فيعتبرون ان التخلي عن السيادة الوطنية على المستوى النقدي، يشكل مجازفة سياسية كبيرة من شأنها ان تؤجج معارضة الطبقات الشعبية كما حصل في الاكوادور.

ورفض الرئيس الارجنتيني الحالي فرناندو دو لارو رفضا قاطعا التخلي عن العملة الوطنية لمصلحة الدولار، على غرار رئيسي المكسيك والبرازيل، اللذين واجها في 1994 و1998 ازمات مالية كبيرة.

وتجنبت السلطات النقدية الاميركية حتى الان الافصاح صراحة عن رأيها في مسألة اعتماد الدولار، مكتفية بالاشارة الى ان الولايات المتحدة، المصدر الاول لرؤوس الاموال، وبلد المنشأ لنصف البضائع والخدمات التي تستوردها اميركا اللاتينية، ستستفيد من الاستقرار الاقتصادي ومن الازدهار الاقتصادي الكبير لجيرانها في الجنوب، من جراء تعميم استخدام الورقة الخضراء.

وفي اطار دعوة جميع دول اميركا اللاتينية والكاريبي الى اعتماد الدولار رفع النائبان الجمهوريان بول ريان وكوني ماك في واشنطن مشاريع قوانين ترمي الى تحفيز دول المنطقة على اعتماد الدولار.